مشروع محاكاة “الجحيم” يشعل جدلًا واسعًا في إيران
أثار مشروع محاكاة "الجحيم" الذي نفذته جهة تابعة للحرس الثوري الإيراني في مدينة فومن موجة واسعة من الانتقادات، حيث اعتُبر المشروع غريبًا وغير منطقي إلى درجة أن الجدل حوله لا يزال يتصاعد يومًا بعد آخر.

ميدل ايست نيوز: أثار مشروع محاكاة “الجحيم” الذي نفذته قوات الحرس الثوري في مدينة فومن، التابعة لمحافظة جيلان شمالي إيران، موجة واسعة من الانتقادات بين الإيرانيين، حيث اعتُبر المشروع غريبًا وغير منطقي إلى درجة أن الجدل حوله لا يزال يتصاعد يومًا بعد آخر.
وأظهرت لقطات تداولتها وسائل الإعلام الإيرانية افتتاح مشروع يحمل عنوان “الساعة بتوقيت الجنة”، نفذه الحرس الثوري في معسكر “حسين كوه” التعليمي التابع لقوات قدس جيلان، والذي تم فيه محاكاة “جهنم” و”العبور على الصراط” باستخدام نيران حقيقية في مكان شُيّد ليحاكي الجحيم.
ووفقًا محسن جعفري، قائد الحرس الثوري في فومن، يمرّ الزوار في أجنحة “الجحيم” حيث توجد نيران مشتعلة حقيقية في الأسفل “يمكن الإحساس بها فعليًا”، على حد قوله.
ردود الفعل
نشرت صحيفة “خراسان” المحافظة مقالة انتقدت فيها هذا المشروع وقالت: “حين يشعر الناس أنهم يعيشون في مجتمع يُسمع فيه صوتهم، تسود فيه العدالة، ويملكون الأمل بالمستقبل وتُصان كرامتهم الإنسانية، فإنهم يهتدون إلى الإيمان دون الحاجة إلى إخافتهم بجحيم مصطنع أو مشاهد استعراضية عن الموت. الطريق إلى الإيمان يمر عبر الشفافية، ومكافحة الفساد، والسلوك الأخلاقي من المسؤولين، والفعالية في حل مشاكل الحياة اليومية. الجنة لا تُبنى بالنار الاصطناعية، بل تُظهرها أفعال المسؤولين. عندما يكون المجتمع عادلاً وأخلاقيًا، يعيش الناس الدين في قلوبهم دون الحاجة إلى تحذيرات عاطفية أو عروض مثيرة للقلق.”
من جانبه، نشر رجل الدين والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي حسين صفري، مقطع فيديو لقي رواجًا واسعًا انتقد فيه مشروع محاكاة الجحيم قائلاً: “قالوا إنهم بنوا جهنم صناعية حتى يشعر الناس بالعذاب الحقيقي! لكن شعب إيران يعيش منذ زمن في النسخة الأصلية من الجحيم. ليتهم بنوا قطعة من الجنة المصطنعة كي يشعر الناس بطعم الابتسامة والفرح. وعدتمونا بالجنة، لكنكم بنيتم نموذجًا من الجحيم!”.
وأضاف: “الجحيم ليس فقط نارًا. الجحيم هو عمرٌ من الإيجار وعدم القدرة على دفع تكاليف العلاج وعدم توفير مصاريف دراسة الأولاد وانعدام الأمان الوظيفي والأوضاع الاقتصادية المؤلمة. نشكركم لأنكم بنيتم لنا جهنمًا، لكن يا ليتكم جربتم العيش معنا لتروا كيف هو شكل الحياة. بنيتم جهنمًا حتى يخاف الناس، فليتكم بنيتم جنةً كي يعودوا. لو استُخدمت هذه الأموال لبناء مكان فيه ابتسامة وراحة وأمان، لكان أفضل بكثير. بدلًا من إخافة الناس، ليتكم فكرتم في تهدئتهم في هذه الدنيا.”
وأكد صفري: “كثير من الناس لا يخافون من جهنم، بل يخافون من العيش في هذا الواقع. نحن عشنا الجحيم، وأنتم الآن تعيدون تمثيله! الآن هو وقت بناء الجنة.”
من جهته، وجه غلام علي جعفر زاده إيمن آبادي، النائب السابق في البرلمان الإيراني، رسالة نقدية إلى القائد في الحرس الثوري بمحافظة جيلان، حميد دامغاني، قال فيها إن “التقارير الخاطئة والمعلومات المحرّفة خلقت فجوة بينكم وبين الناس الحقيقيين، وكذلك بينكم وبين قوات التعبئة (البسيج) المخلصة للنظام والثورة”.
وأضاف: “من منطلق الغيرة الوطنية أقول: في هذه المرحلة التي يواجه فيها النظام هجومًا إعلاميًا ونفسيًا غير مسبوق، لا يزال الحرس الثوري آخر حصن لثقة الشعب، ويجب عدم تعريض هذه الثروة الاجتماعية الثمينة للخطر بسبب قرارات متسرعة واستعراضية وغير مدروسة”.
وأضاف: “للأسف، هذا المشروع (محاكاة الجحيم) لا يمت للثقافة بصلة، وقد لاقى ردود فعل سلبية واسعة في المجتمع. الآن وقد أُنفقت الأموال وتم بناء هذا الجحيم بأي شكل كان، فلا بأس، لدينا آلاف المسؤولين، فليُعدّ جدول وينتقلوا جميعًا عبر ذلك الجسر”.