إيران… انقطاعات الكهرباء ترفع أسعار الإسمنت بنسبة 228%
وفقاً للبيانات المتاحة، فقد ارتفعت أسعار الإسمنت في إيران منذ بداية العام الجاري حتى الآن بنسبة وصلت إلى 111%، مقارنة بشهر أبريل الماضي، و228% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

ميدل ايست نيوز: بدأت نتائج انقطاع الكهرباء الواسع في قطاع الصناعة الإيراني بالظهور تدريجياً، حيث شهدت أسعار الإسمنت في السوق الإيرانية ارتفاعاً حاداً نتيجة توقف الإنتاج في العديد من الوحدات الإنتاجية. ووفقاً للبيانات المتاحة، فقد ارتفعت أسعار الإسمنت منذ بداية العام الجاري حتى الآن بنسبة وصلت إلى 111%، مقارنة بشهر أبريل الماضي، و228% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وبالنظر إلى الأهمية الكبيرة لمادة الإسمنت في مشاريع البنية التحتية والإسكان في إيران، فإن هذا الارتفاع السعري مرشّح للانتقال إلى قطاعات أخرى، لا سيما الأنشطة العمرانية وسوق العقارات. ذكرت صحيفة “همشهري” يوم الجمعة، أن هذا الارتفاع غير المسبوق في الأسعار جاء نتيجة لانقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي والغاز عن مصانع الإسمنت، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج إلى أقل من 50%.
وفي 13 مايو الجاري، أرسلت شركة الكهرباء رسالة نصية إلى أصحاب مصانع الإسمنت والصلب، تبلغهم فيها بقرار قطع التيار الكهربائي عن منشآتهم الإنتاجية. وقد اتُّخذ هذا القرار في بداية شهر يونيو، الذي يُعدّ ذروة موسم البناء في إيران، حيث يشهد السوق عادة أعلى معدلات الطلب على الإسمنت خلال شهري أبريل ومايو.
إلى جانب الكهرباء، تعرّضت مصانع الإسمنت في عدة محافظات لقطع إمدادات الغاز منذ مطلع أبريل، ما دفع بعضها إلى استخدام مادة المازوت كبديل، وهي مادة تؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج وتسبب أضراراً بيئية كبيرة.
في 14 مايو، وبعد أسبوعين فقط من توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الصناعة والطاقة بهدف “تفادي أضرار السنوات الماضية”، أعلنت رابطة منتجي الفولاذ أن المذكرة تم خرقها، وطالبت بتدخل مباشر من رئيس الجمهورية لمعالجة أزمة انقطاع الكهرباء عن الصناعات.
وفي 22 مايو، حذّر بجمان جوزي، رئيس جمعية صناعة البناء، من تبعات ارتفاع أسعار الإسمنت الناتج عن أزمة الكهرباء والطاقة، قائلاً إن “خبر ارتفاع سعر الإسمنت قد يكون مجرد خبر عابر بالنسبة للمواطن العادي، لكنه بالنسبة إلى منتجي الإسكان يُعدّ كارثة ذات آثار مدمرة”.
وانتقد جوزي استمرار انقطاع الكهرباء عن الصناعات، قائلاً إن “مشكلة الإسكان في إيران تعود إلى سوء الإدارة الداخلية وليس إلى العقوبات الخارجية”، مضيفاً أن “قطع الكهرباء عن الصناعات الأساسية مثل الإسمنت يوجه ضربة مباشرة لإنتاج المساكن”.
ووفقاً للبيانات الحالية، فإن سعر كيس إسمنت “فارس نو”، الذي كان يُباع في يونيو 2024 بنحو 62,500 تومان، وبلغ 98,000 تومان في أبريل 2025، وصل حالياً إلى 205,000 تومان، ما يعكس ارتفاعاً بنسبة 228%.
وفي مثال آخر، بلغ سعر الجملة لإسمنت “آبيك” من النوع الثاني، والذي كان يُباع في يونيو 2024 بنحو 71,000 تومان، و95,000 تومان في أبريل 2025، حالياً 200,000 تومان، ما يعني ارتفاعاً بنسبة 182% مقارنة بيونيو الماضي، و111% مقارنة بشهر أبريل.