افتتاح أول “ميناء جاف” في إيران: ما أهميته ولماذا يعتبر ضروريا؟
دخل ميناء "آبرين" الجاف، الواقع جنوب غربي طهران، رسميًا حيّز التشغيل خلال الأسبوع الأخير من مايو 2025، ليصبح بذلك أول ميناء جاف نشط في إيران.

ميدل ايست نيوز: دخل ميناء “آبرين” الجاف، الواقع جنوب غربي طهران، رسميًا حيّز التشغيل خلال الأسبوع الأخير من مايو 2025، ليصبح بذلك أول ميناء جاف نشط في إيران. إلا أن استغلال كامل طاقته لا يزال بعيد المنال، رغم أهميته الاستراتيجية كحلقة وصل محتملة في سلاسل النقل بالسكك الحديدية بين الصين وأوروبا.
ويتمتع هذا الميناء، القادر على استقبال 30 قطارًا يوميًا، بمزايا متعددة من بينها تقليص الاعتماد على الشاحنات في نقل البضائع داخل البلاد، وخفض استهلاك الوقود والانبعاثات الملوثة، وتحسين كفاءة النقل اللوجستي.
وقالت صحيفة دنياي اقتصاد في تقرير لها، إن المرحلة التكميلية من المشروع تم تدشينها مؤخرًا، كما بدأ مركز الجمارك بالميناء عمله رسميًا. ويُعد المشروع خطوة مهمة لحل أزمة الخدمات اللوجستية في إيران، حيث يسهم في تخفيف الازدحام المروري والحوادث على الطرق وتحقيق الربط مع دول الجوار وتسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية.
يتمتع هذا الميناء بقدرة على مناولة نحو 60% من البضائع الواردة إلى البلاد، وقد تم الإعلان عن إمكانية استثمار تصل إلى خمسة تريليونات تومان (ما يعادل نحو 100 مليون دولار تقريبًا). ويمكن لميناء أبرين الجاف أن يلعب دورًا محوريًا في مجال النقل المشترك (المتعدد الوسائط)، من خلال تقليل التكدس في الموانئ البحرية للبلاد، وتعزيز دور النقل عبر السكك الحديدية.
التحرك نحو تطوير الموانئ الجافة
يمتد الميناء على مساحة 700 هكتار، ويقع على بعد 20 كيلومترًا جنوب غربي العاصمة في منطقة إسلامشهر، ويشكّل تقاطعًا للخطوط الحديدية بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب، ما يعزز من أهميته كمركز لوجستي إقليمي. كما أن قربه من مطار الإمام الخميني الدولي والمنطقة الاقتصادية الخاصة المحيطة به يمنحه مزايا إضافية.
ومع افتتاح المرحلة الأولى، وصل أول قطار بضائع صيني من مدينة “يي وو” إلى الميناء، في خطوة رمزية تُعد بمثابة انطلاق للأنشطة الدولية في الموقع، ضمن خطة استثمارية من مرحلتين بقيمة إجمالية تبلغ 40 مليون دولار، تشمل في مرحلتها الحالية مستودعات جافة وثلاجات وساحات حاويات وثلاثة خطوط سكة حديد نشطة. ومن المقرر إتمام المرحلة الثانية خلال خمس سنوات، في إطار تعزيز البنية التحتية للنقل الدولي.
ورغم هذه التطورات، فإن التقارير تشير إلى بطء في استغلال الطاقة التشغيلية الكاملة للميناء، إذ لم تستقبل المنشأة منذ العام الماضي سوى قطارين فقط من قطارات الحاويات الدولية، رغم جاهزيتها الفنية لذلك.
الميزة التجارية لـ “آبرين”
بدأ العمل في المشروع سنة 2020 على أرض مساحتها الإجمالية 1000 هكتار، باتفاق بين الجمارك وهيئة السكك الحديدية، منها 700 هكتار مخصصة للاستثمار المباشر. ويُنتظر أن يُسهم المشروع في تقليل الاعتماد على ميناء بندر عباس الجنوبي، ما سيعفي العديد من التجار في طهران من تكبد عناء السفر إلى الجنوب لتخليص بضائعهم.
ويكتسب الميناء أهمية استراتيجية نظرًا لموقع إيران الجيوسياسي، حيث تشكّل محورًا بين آسيا الوسطى والقوقاز ودول الخليج وأوروبا. وتلعب الموانئ الجافة دورًا محوريًا في دعم عمليات الترانزيت وتخفيف الضغط على الموانئ البحرية مثل بندر عباس وتشابهار وميناء الإمام الخميني، لا سيما في سياق الجهود الرامية إلى تطوير ممرات النقل الشمال-الجنوب والشرق-الغرب.
وتعتبر الموانئ الجافة مراكز لتقديم خدمات نقل وشحن متعددة الوسائط — برّية، بحرية، جوية وسككية — كما تتيح إمكانية التخزين المؤقت أو الدائم للبضائع، إلى جانب خدمات الجمارك، والمعالجة اللوجستية، وقيمة مضافة للسلع. ومن هنا، يبرز دورها في دعم التجارة الدولية بوصفها مراكز آمنة ومتكاملة للتفتيش والجمارك والخدمات اللوجستية.