الرئيس اللبناني في بغداد: الحل لإشكالية هويتنا الوطنية استلهمه من موقف للسيد السيستاني

أجرى الرئيس اللبناني، جوزاف عون، مباحثات مغلقة مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، وذلك بعد ساعات من وصوله إلى بغداد في زيارة هي الأولى له إلى العراق.

ميدل ايست نيوز: أجرى الرئيس اللبناني، جوزاف عون، مباحثات مغلقة مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، وذلك بعد ساعات من وصوله إلى بغداد في زيارة هي الأولى له إلى العراق.

وقال المكتب الإعلامي للحكومة العراقية، في بيان عقب المباحثات، إن “الاجتماع شهد استعراضاً للعلاقات الثنائية، والمواقف المشتركة، وسبل توسيع الشراكة البنّاءة بين العراق ولبنان، وتعزيز التكامل الاقتصادي على مختلف المستويات، وزيادة فرص التواصل المثمر بين القطاعين العام والخاص في البلدين”.

ووصل الرئيس اللبناني إلى بغداد، اليوم الأحد، على رأس وفد وزاري رفيع، في زيارة من المتوقع أن يبحث خلالها جملة من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية. وكان الرئيس اللبناني قد أثار في وقت سابق استياء في الأوساط السياسية العراقية عقب تصريحات له تتعلق بالحشد الشعبي، وغيابه عن المشاركة بالقمة العربية في بغداد الشهر الماضي.

وقال عون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني، عقب الاجتماع بينهما في القصر الحكومي العراقي بالمنطقة الخضراء، وسط بغداد، إن المطلوب هو “تأكيد سيادة الدولة دون استعداء أحد، ونعمل على حفظ السلم الأهلي دون الانتقاص من السيادة”.

وأضاف عون وفقاً لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أن “الحل لإشكالية هويتنا الوطنية داخل دولتنا الناجزة أستلهمه حرفياً من موقف أصيل عميق للسيد السيستاني، (المرجع الديني الأعلى) في تشرين الثاني الماضي، حيث وضع خريطة طريق بديهية للحل، إذ دعا النخب الواعية إلى أخذ العبر من التجارب التي مروا بها، وأن يعملوا بجد في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لبلد ينعم فيه جميعهم بالأمن والاستقرار والرقي والازدهار، عبر إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، مع تحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات”.

وتابع الرئيس اللبناني: “نحن بحاجة إلى نظام يقوم على المصلحة العربية المشتركة، وتنمية العلاقات بين الدول العربية بما يخدم شعوبها ويعزز الاستقرار”. وأضاف أن “طموحنا للغد الذي نأمله قريباً جداً لا يعفينا من واجب تقديم أصدق الشكر على كل ما قدمه العراق للبنان، من هبات وتقديمات ومساعدات في شتى المجالات”.

بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي دعم بلاده “التوافق السياسي الداخلي في لبنان”، وإدانته “الاعتداءات المستمرة للكيان الصهيوني على الأراضي اللبنانية”. وأضاف “ندعم سورية ووحدة أراضيها، ويتطلب الأمر إنقاذ أهلنا في غزة وسط صمت دولي مريب”، مشيراً إلى أن “العراق طرح مبادرة الصندوق العربي وحظيت بتأييد عربي”.

وتابع أن “العراق ساهم بـ20 مليون دولار إلى الصندوق العربي لإعادة إعمار لبنان”. وأكد السوداني “حرص العراق، حكومة وشعباً، على دعم لبنان، وتقوية مؤسسات الدولة فيه، والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، ورفض أي اعتداء على السيادة أو تدخل خارجي يمسّ إرادته المستقلة”، مشيراً إلى “استمرار الدعم والإسناد لتجاوز التحديات الراهنة”.

من جانب آخر، قال بيان لرئاسة الجمهورية العراقية إن “رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، استقبل اليوم الأحد في قصر بغداد، رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون والوفد المرافق له”، مبيناً أن “رئيس الجمهورية عقد لقاءً ثنائياً مع نظيره اللبناني، رحب من خلاله بالرئيس الضيف”، مؤكداً “متانة العلاقات الثنائية بين العراق ولبنان والحرص على تطويرها وتنميتها، وأهمية تعزيز التعاون والتبادل التجاري في مختلف المجالات”.

وأضاف، أنه “جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة، مع التأكيد على ضرورة بذل المزيد من الجهود الدولية لتخفيف حدة التوترات والركون إلى التهدئة والحوار البنّاء لتحقيق السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً”.

وبحث الجانبان، بحسب البيان “الأوضاع في فلسطين وغزة، حيث أكد الرئيسان أهمية مواصلة دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة”، مجددين “دعمهما لوحدة سوريا واستقرارها والحفاظ على سيادتها وأمنها”.

وتابع أنه “بعد ذلك عُقد اجتماع موسع بين الجانبين بحضور عدد من المسؤولين العراقيين واللبنانيين”.

وأكد رئيس الجمهورية العراقية “موقف العراق الثابت تجاه لبنان، والذي يقوم على دعم كل ما يحفظ أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه وما يحقق مصلحة شعبه”، مشيراً إلى أن “العراق وانطلاقاً من مقررات قمة بغداد يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء لدعم الشعب اللبناني الشقيق وبما يسهم في تحقيق تطلعات وآمال اللبنانيين بجميع مكوناتهم”.

بدوره، أعرب الرئيس عون عن “شكره وامتنانه لمواقف العراق الداعمة للبنان في مختلف المجالات، ودوره في لمّ الشمل وبناء جسور التعاون بين دول المنطقة”، مؤكداً “حرص بلاده على تعزيز العلاقات بين البلدين، وتوطيد التعاون الثنائي وبما يخدم المصالح المشتركة”.

واستعرض “الأوضاع في لبنان، لافتاً إلى انتهاج الدولة اللبنانية سياسة واضحة تلتزم الإصلاح في مختلف المجالات، وتقوم على احترام سيادة لبنان واستقراره”.

وتأتي زيارة الرئيس اللبناني للعراق بعد فترة من البرود في العلاقات، وهجمات إعلامية لقوى سياسية وفصائل مسلحة حليفة لإيران تجاه عون، عقب تصريحات قال فيها إن بلاده لا ترغب في تكرار نسخة “الحشد الشعبي”، الأمر الذي اعتبرته أوساط عراقية “إساءة”. وعلى إثر ذلك، استدعت بغداد سفير بيروت لديها. وأعقب ذلك عدم تلبية عون دعوة حضور القمة العربية في بغداد الشهر الماضي، وهو ما دفع إلى اعتبار زيارة اليوم بمثابة تأكيد بيروت أهمية العلاقات بين البلدين.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديدواع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى