“جبل المفاوضات تمخّص فأنجب فأرًا”.. صحيفة إيرانية تحذر من قبول المقترح الأميركي
قالت صحيفة كيهان إن أي عودة إلى نموذج سعد آباد الفاشل وتعليق التخصيب بدون ضمانات لن تعكس سوى ضعف استراتيجي، وسترسل رسالة للعدو مفادها أنه لا يزال بالإمكان الضغط على إيران.

ميدل ايست نيوز: علقت صحيفة كيهان الإيرانية في عنوانها الرئيسي اليوم على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير والمقترح الأمريكي لإنشاء اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم خارج إيران، مؤكدة أن «جبل المفاوضات تمخّص فأنجب فأرًا»، وكتبت: «المقترح الأمريكي الأخير ليس علامة على حسن النية، بل هو فخ واضح يهدف إلى إضعاف وإفشال إيران في برنامجها النووي السلمي. إذا قبلت إيران الانضمام إلى اتحاد شكلي بدلاً من مواصلة التخصيب على أراضيها، فإنها تخطو خطوة إلى الوراء لن توقف بها ذريعة الغرب بل ستزيدهم إصرارًا على الضغط. تجربة بروكسل وسعد آباد والاتفاق النووي أظهرت بوضوح أن أي تنازل بدون ضمانات هو مدخل لضغوط جديدة.»
وأضافت الصحيفة المحافظة: «أي عودة إلى نموذج سعد آباد الفاشل وتعليق التخصيب بدون ضمانات لن تعكس سوى ضعف استراتيجي، وسترسل رسالة للعدو مفادها أنه لا يزال بالإمكان الضغط على إيران وخداعها بالوعود الفارغة لسلب حقوقها المشروعة.»
ولفتت كيهان إلى أن «السبب في ذلك هو ضرورة اتباع سياسة مقاومة نشطة، ومنطق مطالب قانونية، والاعتماد الكامل على قانون العمل الاستراتيجي الذي أقره البرلمان. تجارب بروكسل وسعد آباد ومجلس الأمن يجب أن تكون دروسًا تعلمنا أن التراجع بدون ضمانات يمهد الطريق للعدو للتقدم وليس لحل الأزمة.»
كما شددت الصحيفة المقربة من مكتب الرشد الأعلى الإيراني على أن «مقترح واشنطن بتعليق التخصيب مقابل الاعتراف به هو حلقة مفرغة من نفس الألعاب الغربية المعتادة، لا يضمن حقوق إيران، ولا يلغي العقوبات، ولا يوفر الأمن للبلاد.» وذكرت: «أظهرت طهران، دون التنازل عن حقوقها المشروعة، أنها منفتحة على التفاوض، لكن ليس بأي ثمن، بل تفاوض يضمن الكرامة والمصلحة الوطنية. هذا التصرف الحكيم حال دون نجاح خطة أمريكا لتشكيل تحالف دولي ضد إيران وخلق إجماع إعلامي وقانوني. في الواقع، لم يتشكل أي إجماع ضد إيران، بل أعرب خبراء وسياسيون أمريكيون، مثل ستيفن والت وجون ميرشايمر، عن استيائهم من مواقف أمريكا الغامضة وغياب رؤية واضحة.»
وأضافت كيهان أن إيران نجحت في اجتياز هذا الاختبار، وأن المرحلة المقبلة من المعركة تقع مسؤوليتها الأكبر على عاتق الحكومة، التي يتعين عليها أن تتجاوز الانتظار في مسار المفاوضات وتبدأ بتصميم خطط ذكية داخلية وطويلة الأمد لتعزيز الاقتصاد وبناء الثقة العامة، وإيصال رسالة واضحة للخصم مفادها أن إيران ليست قابلة للضغط، بل تتخذ قراراتها بناءً على مصالحها.
واختتمت بالقول: نجح بلدنا في هذا الاختبار، وحان الوقت للحكومة أن ترسم طريق المستقبل للشعب، بما يؤكد ما يردده المرشد الأعلى من ضرورة الاعتماد على القدرات الداخلية والإمكانات الإقليمية الهائلة، بدلاً من إيقاف اقتصاد وسياسة البلاد على طاولة المفاوضات.
وذكرت: انتهى السيرك الأمريكي والأوروبي والوكالة الدولية مرة أخرى، لكن نتيجتها كانت فضح نوايا الغرب الحقيقية، وإثبات صحة تحليلات إيران السابقة. جبل المفاوضات تمخّص فأنجب فأرًا مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكن الفأر من مصيدتنا، بل من حفرة الوكالة وغياهب الغرب. مستقبل إيران ليس في الاتحادات المصطنعة ولا في التعليق المكلف، بل في الاعتماد على القوة الوطنية والشك الدائم في عدو يتنكر بأقنعة جديدة لكن بنوايا ثابتة.»