العراق يرفع صادراته من زيت الوقود إلى آسيا
ذكرت مصادر تجارية ومحللون وبيانات من شركة "كبلر" لتحليلات الشحن أن واردات آسيا من زيت الوقود من العراق بلغت أعلى مستوياتها في أربعة أشهر في مايو/أيار، إذ عززت هوامش التكرير القوية الإنتاج والصادرات من بغداد.

ميدل ايست نيوز: ذكرت مصادر تجارية ومحللون وبيانات من شركة “كبلر” لتحليلات الشحن أن واردات آسيا من زيت الوقود من العراق بلغت أعلى مستوياتها في أربعة أشهر في مايو/أيار، إذ عززت هوامش التكرير القوية الإنتاج والصادرات من بغداد.
ويساعد ارتفاع الصادرات من العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على تعزيز إيراداته النفطية في وقت تخفّض فيه بغداد شحناتها من النفط الخام للوفاء بحصتها من التخفيضات التعويضية التي تعهدت بها لتحالف أوبك+.
وأظهرت بيانات “كبلر” أن إجمالي واردات آسيا من زيت الوقود من العراق بلغ 910 آلاف طن (حوالى 186,400 برميل يوميًا) في مايو/أيار، وهو أعلى مستوى منذ يناير/كانون الثاني، وبزيادة تفوق 40% عن الشهر السابق، ولم ترد شركة تسويق النفط العراقية (سومو) حتى الآن على طلب للتعليق.
وقال متعاملون ومحللون إن من المتوقع انخفاض الشحنات العراقية في الأشهر المقبلة مع تراجع هوامش شركات التكرير لإنتاج زيت الوقود عالي الكبريت من أعلى مستوياتها على الإطلاق، فيما سيرتفع الطلب المحلي على توليد الطاقة في العراق خلال فصل الصيف.
وتوقعت شركة “كبلر” الشهر الفائت تسجيل فائض في المعروض النفطي خلال النصف الثاني من هذا العام وفي عام 2026 بالكامل، مستندة إلى تراجع تحالف “أوبك+” عن التخفيضات الطوعية للإمدادات، إضافة إلى حجم طلب المصافي الذي جاء دون المتوقع في العديد من الاقتصادات الرئيسية.
وتؤدي هذه التطورات إلى إطالة أرصدة مخزونات الخام والمكثفات كثيرًا في العامين الجاري والمقبل، مع تداعيات مرجح أن تمتد إلى ما هو أبعد من الأساسيات قريبة الأجل وتصل إلى عملية تشكيل الأسعار نفسها، بحسب ما ذكرته الشركة في تقريرها. وكان تحالف “أوبك+” قد قرر استعادة الإنتاج تدريجيًا بعد تخفيضات طوعية سابقة بحجم 2.2 مليون برميل يوميًا.
وأبقت “أوبك” على توقعات نمو الطلب العالمي خلال العامين الجاري والمقبل عند 1.3 مليون برميل يوميًا في تقرير مايو/أيار. وذكر تقرير “كبلر” أن الاستجابة لزيادة الإمدادات، التي تزامنت مع تحسّن إنتاج الدول غير الأعضاء في التحالف مثل كندا والبرازيل والصين، تعمل على تحويل الميزان بشكل ملموس نحو الفائض في النصف الثاني من هذا العام، على أن تستمر طوال العام المقبل.
وأحد أهم المخاطر الجيوسياسية على المعروض بالنسبة إلى الشركة يتمثل بإمدادات إيران وفنزويلا، التي يُقدّر حجم خسارتها بنحو 670 ألف برميل يوميًا بحلول هذا العام، وفقًا للتقرير. لكن على الرغم من هذا، أشارت “كبلر” إلى تضخم مخزونات النفط العالمية خلال الأشهر الماضية، وهو ما يجعلها ترى أن ميزان السوق يميل نحو اتجاه الهبوط، خصوصاً مع اصطدام استراتيجية “أوبك+” للإمدادات بالمرونة الأميركية والإيرانية.
وارتفع حجم الصادرات الكندية، خصوصاً إلى آسيا، مع تدفقات قوية مدعومة بإنتاج قوي من الرمال النفطية وزيادة سعة خط أنابيب “TMX”، بحسب التقرير، الذي أشار أيضًا إلى نمو الصادرات البرازيلية، على الرغم من أن إمدادات “أوبك+” الإضافية قد تحلّ محل بعض التدفقات في المستقبل.