من الصحافة الإيرانية: إيران لم تتفاوض مع بوش الابن بسبب التخصيب
لم تجر المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة خلال فترة حكم جورج بوش الابن لأن إيران لم تقبل وقف عملية تخصيب اليورانيوم، إلى أن تنازل باراك أوباما في عام 2011 وهو ما أفضى إلى توقيع الاتفاق النووي في 2015.

ميدل ايست نيوز: صرّح خبير في الشؤون النووية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يدرك جيداً أن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة خلال فترة حكم جورج بوش الابن لم تُجرَ، لأن إيران لم تقبل وقف عملية تخصيب اليورانيوم. وأشار إلى أن الرئيس باراك أوباما، في عام 2011، أقرّ في رسالة رسمية بحق إيران في التخصيب المحدود لليورانيوم تحت إشراف دولي، وهو ما مهّد الطريق لانطلاق المفاوضات، التي استمرت لاحقاً، وانتهت في عهد الرئيس حسن روحاني بتوقيع الاتفاق النووي (البرنامج الشامل للعمل المشترك).
وقال حسن بهشتي بور، خبير الشؤون النووية، في مقابلة مع موقع “آوش“، تعليقاً على المقترح الأمريكي بوقف التخصيب في إيران: إن المفاوضات تُعقد عندما يجلس طرفان مختلفان للوصول إلى جدول أعمال مشترك، صحيح أن إيران والولايات المتحدة أجرتا خمس جولات من المحادثات، لكنها على ما يبدو لم تثمر عن اتفاق على جدول أعمال واضح. المقصود من “الجدول المشترك” هو قبول الطرفين بمبدأ التفاوض سعياً للوصول إلى حل مشترك، وطهران وواشنطن لم تصلا بعد إلى نقطة توافق دقيقة في هذا الشأن.
وأضاف أن أسلوب ترامب في التفاوض، سواء مع إيران أو غيرها، يقوم على المطالبة بالحد الأقصى ليجبر الطرف المقابل على القبول بالحد الأدنى. موضحا أن هذا التكتيك يظهر في جانبين: على طاولة المفاوضات من جهة، وفي ما يُقال في وسائل الإعلام من جهة أخرى، وغالباً ما لا يتطابق الجانبان.
وأشار الخبير في الشؤون النووية إلى أنه لا يملك معلومات دقيقة عن مضمون المقترح الأمريكي الأخير الذي نُشر في وسائل إعلام أمريكية بشكل موسّع، لكنه لفت إلى أن ترامب قدّم الأمر على أنه فرصة لا تُعوّض: فإن قبلت إيران، فستكون محظوظة، وإن لم تقبل، فسيكون الوضع سيئاً جداً.
وأوضح بهشتي بور أن هذا الأسلوب لا ينطبق فقط على إيران، بل شمل مفاوضات أمريكا مع دول أخرى مثل كوريا الشمالية، الصين، روسيا، وحتى الأطراف الأوروبية، حيث يوجد تباين واضح بين ما يُقال في العلن وما يتم فعلياً في جلسات التفاوض، مؤكداً أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق إنجازات إعلامية من المفاوضات.
وأكد أن تخصيب اليورانيوم كان وما زال سبباً رئيسياً لعدم إجراء مفاوضات مع إدارة بوش الابن، بينما تغيّر الموقف الأمريكي في عهد أوباما، حين قَبِل مبدأ التخصيب المحدود تحت إشراف دولي، ما أدى إلى انطلاق المفاوضات التي انتهت بتوقيع الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن ترامب كان لديه فهم خاطئ تماماً للاتفاق النووي، وقد تبنّى في ذلك الوقت خطاب الإعلام الإسرائيلي بشكل كبير، ويبدو أنه يحاول الضغط من خلال الإعلام لدفع إيران نحو إجراء التخصيب خارج البلاد، وهو أمر يستبعد أن توافق عليه طهران.
ولفت إلى أن إصرار إيران على التخصيب داخل البلاد يعود إلى أن التخصيب يشكل “الخيط الناظم” لصناعتها النووية، وإن تم التخلّي عنه فإن باقي البنية التحتية النووية ستتعرض للاهتزاز، وقال إن على الطرف الأمريكي أن يُراجع مواقفه، كما فعل أوباما عندما قَبِل بالتخصيب المحدود تحت الرقابة الدولية وجلس إلى طاولة المفاوضات.
وفي ختام تصريحاته، شدّد الخبير الإيراني على ضرورة استمرار المفاوضات ضمن إطار محدد، مؤكداً أن إيران لن تقبل بالتخصيب خارج أراضيها، وأن التراجع في هذا الملف يجب أن يأتي من الطرف المقابل.