صحيفة إيرانية: إنشاء تحالف إقليمي للتخصيب فكرة فاشلة

كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يدرك أن مجرد توقيع اتفاق مع إيران يُعد مكسباً كبيراً له.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة “جمهوري إسلامي” الإيرانية أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يدرك أن مجرد توقيع اتفاق مع إيران يُعد مكسباً كبيراً له، وإذا لم يكتفِ بهذا المكسب، فعليه أن يكون على يقين بأنه سيواجه هزيمة قاسية.

وذكرت الصحيفة أن أبرز النقاط الجديدة في هذا الملف يمكن تلخيصها في خمسة بنود:

أولاً، إن الإدارة الأمريكية، وخصوصاً شخص ترامب، يسعى في المفاوضات النووية مع إيران إلى الحصول على مكاسب تضعه في مرتبة أعلى من خصومه من الحزب الديمقراطي. هذا السعي لا يتعارض مع استمرار المفاوضات والبحث عن حل سياسي، بل يدفع ترامب إلى مواصلة هذا المسار، لأنه يدرك أنه لن يحقق أي إنجاز من خلال مسارات أخرى. اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران سيؤدي إلى تفاقم مشاكله في منطقة الشرق الأوسط، وقد يُجهِض أي إنجاز محتمل من خلال الدبلوماسية. لذلك، لا خيار أمام ترامب سوى الاستمرار في التفاوض مع إيران إلى حين التوصل إلى اتفاق، وفي نهاية المطاف، يجب أن يرضى بمكاسب لا تتعارض مع حق إيران القانوني في تخصيب اليورانيوم.

ثانياً، إن حق إيران في تخصيب اليورانيوم واستخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية حق قانوني لا يمكن التنازل عنه. جميع فئات الشعب الإيراني متفقة على ضرورة الحفاظ على هذا الحق، وهذه الوحدة الوطنية لا يمكن مواجهتها أو كسرها. على ترامب أن يعلم أنه إذا أصرّ على موقف متشدد في هذا الشأن، فسيصطدم بإرادة لا تتزعزع من قِبل 90 مليون إيراني. ومن الواضح أن أي مواجهة من هذا النوع ستكون غير عقلانية ولن تؤدي إلا إلى الفشل بالنسبة للولايات المتحدة.

ثالثاً، إن مطالب ترامب المبالغ فيها، والتي تصل إلى حد الدعوة إلى تفكيك الصناعة النووية الإيرانية، تنبع من عقلية الهيمنة الأمريكية، وهي مرض مزمن لدى صناع القرار في واشنطن. هذه العقلية تدفعهم تلقائياً إلى فرض شروطهم على شعوب ودول أخرى، في الوقت الذي يتشدقون فيه بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها. بناءً على هذه المبادئ، لا يحق لأمريكا أن تملي على أي دولة ما يمكنها أو لا يمكنها فعله من الناحية الصناعية. وبالتالي، فإن قول ترامب إنه لن يسمح لإيران بمزاولة النشاط النووي، هو تصريح لا أساس له. ووفقاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فإن إيران، كدولة عضو، تمتلك الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ولا يحق للولايات المتحدة أن تملي عليها شروطاً تناقض هذه المعاهدة. بل إن الإدارة الأمريكية اعترفت سابقاً بهذا الحق، وحتى لو لم تفعل، فإنها لا تملك قانوناً أن تتصرف بخلاف لوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة “إن. بي. تي”. على ترامب أن يتخلى عن هذه العقلية المتعالية.

رابعاً، إن الاقتراح المتعلق بإنشاء اتحاد إقليمي ونقل التخصيب إلى خارج إيران لا يختلف عن حرمان الأخيرة من التكنولوجيا النووية ووقف التخصيب بالكامل. هذه تجربة مريرة وفاشلة سبق أن طُرحت قبل الثورة الإسلامية بقيادة فرنسا، ولم يفِ الغربيون بأي من التزاماتهم حينها. لذلك، فإن أي اقتراح لا يتضمن القيام بعملية التخصيب داخل الأراضي الإيرانية هو اقتراح غير مقبول ويُعد نوعاً من الخداع. يمكن التفاوض بشأن مستوى التخصيب والتفاصيل الفنية الأخرى في إطار الحفاظ على الحق في النشاط النووي ومبدأ التخصيب، لكن لا يمكن قبول مبدأ إخراج هذه العملية من البلاد.

خامساً، إن دونالد ترامب بحاجة ماسة إلى توقيع اتفاق مع إيران لتحسين صورته المتضررة على المستوى الدولي، سواء للاستخدام الداخلي في الولايات المتحدة أو لتحقيق مكاسب على الساحة الدولية. ولكن إذا حاول تحقيق هذا المكسب عبر تجاهل حق إيران في التخصيب، فلن يصل إلى نتيجة. على ترامب أن يدرك أن توقيع الاتفاق نفسه مع إيران يمثل له إنجازاً كبيراً، وإذا لم يكتفِ بهذا الإنجاز، فإنه بلا شك سيتكبد هزيمة قاسية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى