من الصحافة الإيرانية: رد طهران المحتمل على “آلية الزناد” سيتجاوز الجوانب الفنية النووية
ذكرت صحيفة فرهيختكان الإيرانية أن إصدار قرار ضد طهران قد يكون ذريعة لتفعيل آلية الزناد، وهنا يتعين على إيران أن تقدم رداً أكثر تعقيداً بكثير تجاه الأطراف الغربية.

ميدل ايست نيوز: ذكرت صحيفة فرهيختكان أن إصدار قرار ضد إيران قد يكون ذريعة لتفعيل آلية الزناد، وهنا يتعين على إيران أن تقدم رداً أكثر تعقيداً بكثير تجاه الأطراف الغربية، مضيفة أن رد لا يقتصر بالضرورة على المسائل الفنية النووية والتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشارت الصحيفة الأصولية إلى أن الانسحاب من الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT) هو أحد الأدوات المتاحة لإيران، وقد تم الإشارة إليه صراحة، إلا أن هذا التهديد يعود إلى سنوات مضت، حين لم تكن قدرات إيران على التخصيب قابلة للمقارنة مع ما هي عليه اليوم.
وقد عزز التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب إصرار الدول الأوروبية على تفعيل آلية الزناد، احتمال صدور قرار ضد إيران في الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في ظل تعثر المفاوضات النووية الجارية، والتي تواجه تحديات في ملف التخصيب.
وقد يكون للقرار المرتقب ورد طهران المحتمل دور مؤثر في مسار المحادثات. وتدور غالبية التقديرات بشأن الرد الإيراني حول احتمال الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار. إلا أن صحيفة فرهيختكان تحدثت في عددها الصادر اليوم الأحد عن رد يتجاوز هذه السيناريوهات.
وأشارت الصحيفة، المحسوبة على التيار الأصولي، إلى أن الرد الإيراني قد يتضمن خطوات على المستوى الفني في المجال النووي والتعامل مع الوكالة، وجاء فيها: “يمكن لإيران أن تبادر بتركيب وتشغيل أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً، بما يعزز من قدرتها على التخصيب. كما أن قراراً آخر سيكون ذا مغزى، وهو رفع مستوى التخصيب من 60% إلى 90% أو قريب منه”.
وأضافت الصحيفة: “ينبغي لإيران أن تنقل عمليات التخصيب بنسبة 60% بشكل أكثر جدية، باستخدام أجهزة أكثر تطوراً، إلى منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض والمحصنة. كما يمكن أن تشمل الخطوات المقبلة تطوير أنشطة البحث والتطوير (R\&D)، والعمل على أجهزة الطرد المركزي من الجيل القادم، أو تصميم سلاسل لإنتاج معدن اليورانيوم. ومن جهة أخرى، تستطيع إيران استخدام كميات كبيرة من مخزونها من اليورانيوم المخصب في مجالات غير محظورة، والتي تدرك الأطراف الغربية والوكالة جيداً حدودها”.
وفيما يتعلق بالتعامل مع الوكالة، ذكرت الصحيفة الإيرانية: “أن التعاون الخاص بين غروسي والولايات المتحدة والترويكا الأوروبية مهّد الطريق لاتخاذ الدول الأوروبية مواقف سياسية في مجلس المحافظين. وبناءً على ذلك، يبدو أن إيران بحاجة إلى إعادة النظر بجدية في طريقة تعاملها مع هذه المنظمة الدولية، في ضوء تأثير تلك الدول عليها. وفي هذا السياق، لم تعد هناك مبررات لمزيد من الشفافية، وقد تتجه إيران إلى تقييد عمليات التفتيش، وإعلان إنهاء عمل بعض الكاميرات المثبتة في المنشآت”.
كما أوضحت الصحيفة أن “هذه الخطوات قد تشكل جزءاً من رد إيران على قرار مجلس المحافظين. وإذا ما استُخدم القرار كذريعة لتفعيل آلية الزناد، فعلى إيران أن تقدم رداً أكثر تعقيداً تجاه الأطراف الغربية، وهو رد لن يقتصر فقط على المسائل الفنية النووية أو التعامل مع الوكالة”. وأشارت إلى أن طهران، قبل سنوات، وبشكل مكتوب وموقع من رئيس الدولة الذي أُبرم الاتفاق النووي في عهده، أبلغت الدول الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي بأنه في حال تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات ضد إيران، فلن تتردد لحظة في الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي.
وأضافت الصحيفة أن “الانسحاب من NPT هو أحد أدوات إيران، وقد تم التصريح به صراحة، لكن هذا التهديد يعود إلى سنوات كانت فيها قدرات إيران على التخصيب محدودة مقارنة بما تملكه اليوم؛ ولذلك فإن الاقتصار على هذا الخيار فقط في ظل الظروف الراهنة سيُعدّ رداً أدنى من مستوى العداء الأوروبي والأمريكي. وتأسيساً على هذا الفهم، نصحت طهران الأطراف الأوروبية، قبيل بدء ماراثون شاق، بتجنب المواجهة غير المحسوبة – التي اختبروا نتائجها خلال العقدين الماضيين – واللجوء بدلاً من ذلك إلى مسار التفاهم والحوار لحل القضايا العالقة. المسؤولون الإيرانيون لا يميلون إلى الكشف رسمياً عن كل ما تم تحضيره لهذا اليوم في مجالات متعددة، إلا أن الأطراف الغربية تدرك جيداً قدرات إيران النووية وغير النووية، والإجراءات التي قد تُلحق أضراراً جسيمة في عمق أوروبا. وعندما يتم تفعيل آلية الزناد، فلن يكون هناك طريق للعودة؛ فهل أوروبا مستعدة لهذا الطريق الجديد؟”