تسارع وتيرة الشيخوخة السكانية في إيران وتحذيرات من التحول الديموغرافي

قال مسؤول في أمانة الهيئة الوطنية للسكان الإيرانية إن بلاده ستدخل مرحلة الشيخوخة بدءًا من حوالي عام 2041 إلى 2046، مع توجه التركيبة العمرية للسكان نحو الكبر في السن.

ميدل ايست نيوز: قال مساعد الشؤون الاستراتيجية والتنسيق وشؤون المحافظات في أمانة الهيئة الوطنية للسكان الإيرانية إن وتيرة الشيخوخة السكانية في إيران تتسارع، مضيفًا أن البلاد، استنادًا إلى المؤشرات السكانية، ستدخل مرحلة الشيخوخة بدءًا من حوالي عام 2041 إلى 2046، مع توجه التركيبة العمرية للسكان نحو الكبر في السن.

وأكد مهدي مالمير، يوم السبت، خلال أول ملتقى وطني لمديرات وزارة الجهاد الزراعي، على ضرورة الاهتمام بالصحة الاجتماعية لكبار السن، ومكافحة الفقر، وتقليص الفجوات الاجتماعية، لا سيما في المناطق الريفية والبدوية. وأضاف أن المولودين في عقد السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، الذين تتراوح أعمارهم اليوم بين 35 و50 عامًا، سيبلغون سن الشيخوخة خلال السنوات الخمس عشرة إلى الخمس والعشرين المقبلة، وهو ما يتطلب تخطيطًا جادًا لمواجهة هذا التحول السكاني.

واستنادًا إلى الإحصائيات المتوفرة، أوضح مالمير أن هناك حاليًا نحو 7.5 مليون شخص فوق سن 65 عامًا في إيران، ومع ارتفاع متوسط العمر المتوقع، من المرجح أن يعيش هؤلاء ما لا يقل عن 15 إلى 20 سنة إضافية.

وأشار إلى أن محافظة كيلان تُعد الأعلى نسبة من حيث السكان المسنين بنسبة 12%، وهي بذلك أكثر المحافظات شيخوخة في البلاد، موضحًا أنها ستدخل بشكل كامل مرحلة الشيخوخة بحلول عام 2026، بينما لا تزال محافظات مثل سيستان وبلوشستان، وهرمزغان، وخوزستان تتمتع بتركيبة سكانية شابة نسبيًا.

وفيما يخص التحديات، قال مالمير إن الوحدة والعزلة تُعد من أبرز مشكلات كبار السن، وشدد على أهمية الصحة الاجتماعية إلى جانب الصحة الجسدية والنفسية، خصوصًا في المناطق الريفية والبدوية.

وأضاف أن 31% من الأسر الإيرانية التي يقودها كبار السن تضم أفرادًا يعيشون بمفردهم، وهذه الوحدة تصبح أكثر خطورة عندما تقترن بالفقر أو المرض أو الإعاقة، مما يؤدي إلى تفاقم أوضاعهم المعيشية.

وأشار مساعد الشؤون الاستراتيجية والتنسيق وشؤون المحافظات في أمانة الهيئة الوطنية للسكان الإيرانية إلى الفجوة الجندرية في فقر المسنين، قائلاً إن 62% من النساء المسنات يعانين من فقر غذائي شديد، مقابل 39% من الرجال، مشددًا على ضرورة تبني سياسات موجهة لدعم النساء المسنات، خاصة في المناطق الريفية.

وذكر أن نسبة كبار السن في المناطق الريفية أعلى منها في المدن، رغم أن 75% من سكان إيران يعيشون في المدن. ومع ذلك، في ما يخص الشيخوخة، تنقلب النسبة لصالح الريف بسبب هجرة الشباب من القرى، مما أدى إلى بقاء عدد أكبر من كبار السن فيها، وهو ما يستلزم تقوية الشبكات الاجتماعية والعلاقات المحلية للتخفيف من وطأة الوحدة.

وأضاف أن فرنسا احتاجت إلى 150 عامًا ليتضاعف عدد سكانها المسنين من 7% إلى 14%، في حين أن إيران ستصل إلى هذه النسبة خلال 25 عامًا فقط.

وتوقع أن يشكل من هم فوق 60 عامًا ثلث سكان إيران بحلول عام 2051.

وأشار مالمير إلى دور وزارة الجهاد الزراعي في تنفيذ قانون دعم الأسرة وتعزيز الخصوبة، وقال إن من المهام الرئيسية للوزارة تقوية البنية الاجتماعية في القرى، ومكافحة الفقر والحرمان، وتقليص الفجوات الاجتماعية.

وأكد أن تنفيذ المواد القانونية المتعلقة بتوفير الخدمات الاجتماعية والتأمين للنساء في المناطق الريفية والبدوية يتطلب اهتمامًا جديًا من الحكومة وتخصيص ميزانيات كافية.

واختتم مالمير بالقول إن الشيخوخة ظاهرة عالمية لا مفر منها، غير أن سرعتها في إيران تفرض ضرورة التخطيط الخاص والمبكر، مشيرًا إلى أن مديرات وزارة الجهاد الزراعي يمكن أن يكنّ بمثابة سفيرات لقانون تجديد شباب السكان والخصوبة، ويلعبن دورًا مهمًا في تحسين الصحة الاجتماعية ودعم كبار السن في المناطق الريفية والبدوية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − خمسة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى