رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: لن نستسلم للضغوط السياسية التعسفية

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن مليون شخصا يستخدم منتجاتنا الصيدلانية المشعة سنويا، فلماذا نعرض صحة وحياة شعبنا للخطر ونستسلم للضغوط السياسية التعسفية.

ميدل ايست نيوز: أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية “محمد إسلامي”، على ضرورة استمرار التخصيب في إيران، وقال: إن مليون شخصا يستخدم منتجاتنا الصيدلانية المشعة سنويا، فلماذا نعرض صحة وحياة شعبنا للخطر ونستسلم للضغوط السياسية التعسفية.

وفي مقابلة مع التلفزيون العربي، وعلى أعتاب اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية وجهود الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لتمرير قرار ضد إيران، قال إسلامي: لكل دولة حقوق وللوكالة الدولية للطاقة النووية واجبات، ولكن للأسف فإن هذه الوكالة وغيرها من المؤسسات الدولية فقدت مصداقيتها في السنوات الأخيرة بسبب هيمنة الأحادية الأمريكية عليها، وأصبحت طريقة عملها في الواقع تنفيذ الأوامر الأمريكية وليس قوانين الوكالة وأنظمتها ولوائحها.

وقال: إن هذه مشكلة تواجهها شعوب العالم، موضحا أن معيار النشاط في الصناعة النووية عالميا هو القوانين واللوائح السارية، المعروفة في شكل ضمانات ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

النشاط النووي يعد أحد الأسس الأساسية لتقدم أي دولة

وقال إسلامي: إن الدول التي أصبحت أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصادقت على هذه المعاهدة في برلماناتها، مثل إيران، ملتزمة بها ونجري أنشطتنا النووية في هذا الإطار، معتبرا أنه من غير المقبول أن يملي أحد على ايران هذا أو ذاك.

وأوضح أن هذا حق لإيران وشعبها، ويجب العمل في إطار القانون، كما أن النشاط النووي يعد أحد ركائز العلم والتكنولوجيا المتقدمة، وأحد الركائز الأساسية لتقدم أي دولة، مضيفا: إن حقيقة المعايير المزدوجة التي يعتمدونها من أجل احتكار هذه الصناعة بمفردهم والضغط على إيران ومنعها من هذا الحق، وفي الوقت نفسه يصدرون في الولايات المتحدة الأوامر بتطوير محطات الطاقة النووية والتخصيب، قد تم فضحها بما فيه الكفاية في العالم وجميع شعوب العالم تفهمها.

ليس لدى إيران ما تخفيه

وفي إشارة إلى أن شعوب العالم لا تقبل هذه السياسات الغربية، أكد على وجوب احترام حقوق الدول، وعدم محاولة انتهاك الحقوق القانونية للدول الأخرى.

وأضاف: إن ليس لدى ايران أي خطط سرية أو غير معلنة، ولا تخضع أي دولة لرقابة صارمة مثلما تخضع له ايران.

وفي هذا السياق، اعتبر أن هذا أمر بالغ الأهمية حيث يسافر ما يقرب من 130 مفتشا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنحاء إيران ويقومون بتفتيش منشآتها النووية، كما أن الوكالة الدولية للطاقة النووية تمتلك كاميرات مراقبة وتجري عمليات تفتيش مفاجئة ومجدولة، وهي تتوافق مع الضمانات ومعاهدة منع الإنتشار النووي التي تلتزم إيران بها.

وصرح أنه بهدف خلق صورة زائفة ومثيرة للجدل عن إيران، قد يستمر هذا الكذب لفترة. ولكن عندما يتضح كل شيء ولا تنشر أي وثائق أو أدلة على عدم الالتزام، فإن هذا الأمر يعد مجرد سلوك مسيس، مؤكدا على أن رد إيران في هذا الشأن واضح أيضا ومما لاشك فيه أنها ستواصل مسيرتها بقوة.

التخصيب هو أساس الصناعة النووية

وردا على سؤال حول إصرار أمريكا على وقف التخصيب في إيران، قال إسلامي: إن التخصيب هو أساس الصناعة النووية. لكنهم يتحدثون عنه كأنه أمر ثانوي وكمالي، بينما هو في الواقع ليس كذلك لأن العملية النووية تبدأ بالتخصيب.

وأوضح متسائلا أنه كيف يعقل العمل في المجال النووي، ولا يتم امتلاك الوقود التي تعتبر ضرورية للأبحاث، ولجميع الخدمات المتعلقة بالطاقة النووية، بما في ذلك المفاعلات وتوليد الكهرباء، مشيرا إلى أن إيران بحاجة إليها في ظل العقوبات المفروضة عليها وعدم تعاون ودعم الآخرين لها، حيث أنه حتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تتعاون مع إيران في جوانب أخرى من التكنولوجيا النووية، باستثناء السلامة، لذلك ليس أمام إيران سوى الاعتماد على نفسها والقيام بعملية التخصيب المحلي.

التكنولوجيا النووية تحققت من خلال الأبحاث الداخلية

وأشار إلى أن إيران لديها شعب عظيم وكوادر بشرية كفؤة ونبيلة ووفيرة، تتميز بالمعرفة والكفاءة والنشاط والإلتزام، حيث حققت هذه التقنية من خلال أبحاث محلية، ولم تستوردها من مكان يمكن لأي شخص منعها منه، والآن تستخدمها لمصلحة شعبها.

ولفت إلى أن مفاعل طهران نفسه الذي تجرى المقابلة أمامه بني من قبل الأمريكان، وقد كان الوقود فيه يشكل نسبة 90 بالمائة. موضحا أنهم وبينما يتجادلون حول الوقود، فإنهم هم من وفروه بأنفسهم، لكن عندما أصبح هذا الوقود فيما بعد بنسبة 20 بالمائة، لم يزودوا إيران به.

وأضاف: لذلك قمنا بانتاج الوقود بأنفسنا، و لو لم نفعل ذلك، لما تمكنا من إنتاج أي أبحاث صناعية أو أدوية مشعة يستخدمها مليون شخص سنويا، فلماذا نخاطر بصحة وحياة شعبنا ونستسلم لضغوط سياسية تعسفية؟

وردا على سؤال حول جاهزية منظمة الطاقة الذرية الفنية للظروف المستقبلية المحتملة، ومراعاة القرارات السياسية للمسؤولين في إيران، قال إسلامي: للمنظمة مسارها الخاص، وهي تتبعه بحكمة ونحن لسنا خاضعين لأي انفعالات أو استفزازات، فخطتنا واضحة وموثقة، وسنواصلها بعزم وبقوة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
إرنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى