المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: نملك وثائق تدين “إسرائيل” نووياً وإنسانياً
أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني استمرار التفاوض رغم تناقضات واشنطن، وتكشف عن وثائق سرية تدين "إسرائيل" بجرائم نووية وإنسانية.

ميدل ايست نيوز: أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية ليس جديداً، بل يعود إلى فترة زمنية سابقة، مشيرة إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه هذا المسار هو “التناقض في التصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية”.
وشددت مهاجراني في مقابلة مع قناة الميادين، يوم الثلاثاء، على أن طهران تريد أن تتركّز المفاوضات على محور رفع العقوبات، إلى جانب الاعتراف ببرنامجها النووي السلمي، معتبرة أن هذا الملف “غير قابل للتفاوض”.
وأضافت: “على الإدارة الأميركية أن توضح مواقفها حيال هذا الموضوع، فالتباينات في خطابها تعقّد مهماتنا، لكننا نواصل التفاوض بصبر واحترافية”، كاشفة أن تحديد موعد الجولة السادسة من المفاوضات جارٍ حاليًا.
وأشارت مهاجراني إلى أن طهران بدأت بالتوازي مفاوضات مع الدول الأوروبية، معربة عن أملها في أن “تعتمد هذه الدول مواقف منطقية وتبتعد عن النهج العدائي”.
وأكدت أن إيران لا تسعى إلى حالة عداء مع أي دولة في العالم، باستثناء كيان الاحتلال، وقالت: “مواقفنا من إسرائيل واضحة وأعلناها مراراً، ونرغب في إقامة علاقات طبيعية وبنّاءة مع جميع دول العالم، لكن ذلك يبقى مرتبطًا بمدى وضوح مواقف تلك الدول واستعدادها للتخلي عن سياسات العداء تجاه إيران”.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، إنّ طهران تتوقع من المؤسسات الدولية ذات الطابع الفني، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تتصرف بمهنية تامة، ووفقاً لمهامها الفنية والقانونية، بعيداً عن أي أجندات سياسية.
وأشارت مهاجراني إلى أن أكثر من 20% من عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول العالم، جرت في المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يعكس “التعاون الكامل والشفاف الذي أبدته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الملف”.
وأضافت: “نحن ملتزمون بالشفافية، وليس لدينا ما نخفيه. أما في ما يخصّ قدراتنا الصاروخية، فقد أعلنا بوضوح أننا نصنّع الصواريخ، وسنواصل ذلك بكل تأكيد، ونعتبره إنجازاً وطنياً”.
كما لفتت إلى أنّ طهران لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، مشددة على أن “القيادة الدينية في إيران، ممثلة بسماحة قائد الثورة، أفتت بحرمة هذا النوع من الأسلحة، ولذلك فإن الجمهورية الإسلامية لا تنوي تصنيعها إطلاقاً”.
وأضافت مهاجراني: “ما نطالب به من المؤسسات الدولية هو التعاطي المهني، بعيداً عن التسييس، والاعتراف بحقوق الشعب الإيراني”.
وفي ما يتعلّق بالدور الإسرائيلي، حذّرت مهاجراني من سعي الكيان لعرقلة مسار المفاوضات، مؤكدة أن طهران سبق أن أبلغت الجانب الأميركي بهذا الأمر منذ انطلاق المحادثات. وقالت: “لقد أدركت واشنطن خلال مسار التفاوض أن العداء الإسرائيلي يُلقي بظلال سلبية على طبيعة المفاوضات”.
أدلة دامغة على جرائم إسرائيل النووية والإنسانية
وكشفت مهاجراني، للميادين، أن إيران باتت تمتلك وثائق سرية نووية وعسكرية خاصة بـ”إسرائيل”، حصلت عليها “بجهود وتضحيات وزارة الأمن”.
وتابعت أن هذه الوثائق تُظهر بوضوح تورّط الكيان في ممارسات “إجرامية” في قطاع غزة، إلى جانب انتهاكاته في المجالات العسكرية والنووية، مضيفة: “هذه الحقائق لن تبقى مخفية عن الرأي العام العالمي، ولا عن الجانب الأميركي الذي سيدرك تبعات الاصطفاف خلف كيان هشّ ليس إلا بيتاً من ورق”.
وفي هذا السياق، شدّدت مهاجراني على أن الحجم والخطورة في المعلومات التي جُمعت “كبيران وعميقان للغاية”، وأن الأجهزة الأمنية الإيرانية ستكشف عنها في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن جزءاً منها سيُعرض عبر وسائل الإعلام.
وأضافت: “حين يطّلع العالم على هذه الأسرار، إلى جانب المجازر المستمرة بحق النساء والأطفال في غزة، فسيدرك أن الكيان الإسرائيلي لا يمتلك أي هوية سوى كونه كيانًا معاديًا للبشرية”.
وفي ما يخص السياسة الإقليمية، شددت المتحدثة باسم الحكومة على أن أولوية إيران الاستراتيجية تتمثل في تعزيز التعاون مع دول الجوار. وقالت: “نعتقد أن منطقتنا تمتلك كل المقومات اللازمة لتكون قطباً اقتصادياً عالمياً، لما فيها من ثروات طبيعية، وإرث ثقافي وحضاري غني وعريق”.
وأشارت إلى أن هذه الرؤية تنطلق من نهج الحكومة الإيرانية الرابعة عشرة، والتي تضع “تعزيز الشراكات مع الدول المتشاطئة ومع جيراننا عبر الحدود البرية في مقدمة أولوياتها الإقليمية”، مؤكدة أن هذه المقاربة تمثّل “خياراً جادّاً واستراتيجياً في السياسة الخارجية الإيرانية”.