برلماني إيراني: المحادثات مع واشنطن قد تؤدي إلى اتفاق تدريجي وليس دائمًا

قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إن الأميركيين يدركون أن إلغاء التخصيب بالكامل خط أحمر بالنسبة لإيران، لأنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة المواطنين ومحورًا رئيسيًا في تنمية البلاد، ولا يمكن التراجع عنه.

ميدل ايست نيوز: بعد مرور عدة أسابيع على جولات المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، تطرح تساؤلات جديدة حول ما إذا كانت المحادثات غير المباشرة بين الجانبين، التي تُجرى بوساطة عمانية، ستُفضي بعد كل هذا الأخذ والرد إلى نتائج مثمرة ويتوصل الطرفان إلى اتفاق دائم، أم أن هذا الاتفاق المحتمل سيكون مصيره كمصير الاتفاق النووي السابق.

وفي هذا السياق، أوضح فدا حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في حديث لموقع “ديده‌ بان إيران“، أن مواقف الجمهورية الإسلامية في المفاوضات تتركز حتى الآن على مسألتين أساسيتين: أولًا، إجراء المفاوضات بحد ذاتها، وثانيًا، رفع جميع العقوبات، مضيفا أن مسألة التخصيب النووي تُعد المحور الرئيسي للمحادثات، وكانت دائمًا محل نقاش خلال الجولات الخمس الماضية.

وأشار إلى أن أعضاء فريق التفاوض الإيراني يشاركون بانتظام في اجتماعات لجنة الأمن القومي في البرلمان، ويتبادلون النقاشات مع النواب.

ولفت الأمين العام للاتحاد البرلماني العالمي إلى أن الموقف الأميركي شهد تغيرًا منذ الجولة الثالثة من المفاوضات، حيث تحوّل النقاش إلى مسائل فنية وقانونية، وهو ما يُعزى، بحسب قوله، إلى تأثير اللوبي الصهيوني القوي داخل الفريق الأميركي، الذي يسعى لإفشال أي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة. واعتبر أن هذا التدخل أدى إلى تغيير مسار المفاوضات.

وأضاف حسين مالكي أنه في بعض الأحيان، يُدلي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين الأميركيين بتصريحات عبر تويتر أو في مقابلات إعلامية، يدعون فيها إلى إنهاء التخصيب النووي الإيراني بالكامل، مؤكدًا أن هذه التصريحات لا تحظى بأي اعتبار لدى إيران. وأوضح أن ما يهم إيران هو طاولة المفاوضات، حيث تم تحديد الخطوط الحمراء بشكل واضح للطرف المقابل، مشيرًا إلى أن الأميركيين يدركون أن إلغاء التخصيب بالكامل خط أحمر بالنسبة لإيران، لأنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة المواطنين ومحورًا رئيسيًا في تنمية البلاد، ولا يمكن التراجع عنه.

وفيما يتعلق بما إذا كانت الولايات المتحدة قد اقترحت على إيران وقف التخصيب لمدة ستة أشهر أو ثلاث سنوات، قال مالكي إن هذا الأمر لم يُعلن رسميًا، وإن فريق التفاوض لم يطرح ذلك حتى الآن في لجنة الأمن القومي، لكنه رجّح وجود مثل هذا الاقتراح. واعتبر أن مثل هذا الطلب من الأميركيين غير مدروس وغير مهني، مضيفًا أن إيران عندما بدأت برنامج التخصيب لم تطلب إذنًا من أي طرف، ولا يمكن لأحد الآن أن يمنعها من مواصلته.

وحول طبيعة الاتفاق المحتمل، وما إذا كان دائمًا أو مؤقتًا، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إن الهدف من بدء المفاوضات كان معالجة جميع القضايا العالقة والوصول إلى حل نهائي، لكن منذ الجولة الخامسة، وبسبب التعقيدات والصعوبات التي طرأت، أصبح من المحتمل أن يتم الاتفاق مع الولايات المتحدة بشكل تدريجي وعلى مراحل.

وشدد على أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى إيران تعتمد على نفسها، مشيرًا إلى أن واشنطن سبق أن توصلت إلى اتفاق مع طهران ضمن الاتفاق النووي، الذي كان يقيد التخصيب الإيراني، لكنها هي من انسحبت من طاولة المفاوضات، في حين أن إيران بقيت متمسكة بها ولم تغادرها.

وبشأن المخاوف من انسحاب الإدارة الأميركية المقبلة من أي اتفاق محتمل، أوضح مالكي أن هذا يُعد بالفعل أحد التحديات المتوقعة. وأضاف أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يدير بلاده بتغريدات ويتدخل في شؤون العالم، لا يمكن الوثوق بأنه سيحترم أي اتفاق.

وقال البرلماني الإيراني في ختام حديثه إن فريق التفاوض الإيراني يؤكد ضرورة أن يصادق الكونغرس الأميركي على أي اتفاق يتم التوصل إليه، لتفادي تناقضات التصريحات الأميركية التي تُربك الرأي العام في إيران، حيث يهدد مسؤول أميركي من جهة، ويُطلق آخر تصريحات إيجابية من جهة أخرى. ولفت إلى أن موقف الفريق الإيراني يتمثل في ضرورة الحصول على ضمانات تقلل من احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مستقبلاً.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى