أكاذيب وخلاف ترامب ونتنياهو… تفاصيل عملية إسرائيلية لخداع إيران

عملت إسرائيل على خداع إيران في الأيام الأخيرة، من خلال عدة إجراءات من بينها سلسلة أكاذيب، سبقت عدوانها الواسع فجر اليوم الجمعة على أهداف إيرانية.

ميدل ايست نيوز: عملت إسرائيل على خداع إيران في الأيام الأخيرة، من خلال عدة إجراءات من بينها سلسلة أكاذيب، سبقت عدوانها الواسع فجر اليوم الجمعة على أهداف إيرانية، من بينها كبار المسؤولين في الحرس الثوري وعلماء أساسيون في البرنامج النووي الإيراني ومنشآت نووية وغيرها، عدا عن التحضير المسبق وتحديد الأهداف. ومع بدء العدوان، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن عملية خداع إعلامية وسياسية سبقت العدوان على إيران. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مسؤول أمني: “إذا كانت ضربة البداية قد نجحت فقد فعلنا لإيران في عشر دقائق ما فعلناه لحزب الله في لبنان خلال عشرة أيام”.

من جهته، ذكر موقع والاه العبري أنه قبل الهجوم نفّذت إسرائيل عملية خداع استمرت أياماً، تضمنت عناصر إعلامية وسياسية مما مكّنها من مفاجأة إيران. وكان عدد المطّلعين بين المسؤولين الإسرائيليين على الخطة محدوداً ما مكنهم من الحفاظ على سريتها، وخلال الأيام الأخيرة قام المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بنشر بيانات وتوجيهات مختلفة تهدف إلى التأثير في الحوار الداخلي في إسرائيل وكذلك في إيران.

وأحد أساليب الخداع كان عدم نفي رئاسة الوزراء الإسرائيلية اقتباسات كاذبة انتشرت من محادثات بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووفقاً للموقع العبري تعمدت ذلك لإظهار وجود جدل علني بين إسرائيل والولايات المتحدة، رغم أنه لم يكن هناك شيء من هذا القبيل على الإطلاق. وكان الهدف من ذلك دفع الجمهور الإسرائيلي والقيادة الإيرانية للاعتقاد بأن الهجوم لن يحدث في الفترة القريبة، خشية أن أي معلومة قد تؤدي إلى فقدان عنصر المفاجأة وإفشال الخطة. كما يمكن التقدير، بحسب الموقع العبري، بأن التقارير حول إجازة نتنياهو في الشمال خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت أيضاً جزءاً من خطة الخداع، إذا إنه لم يخرج في إجازة. والحديث أمس الخميس عن سفر الوزير، رون ديرمر، ورئيس جهاز الموساد، دافيد بارنيع، إلى واشنطن كان جزءاً من خطة الخداع كذلك، ذلك أنهما لم يسافرا.

وكانت وسائل إعلام عبرية نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، الخميس، أنه “في أعقاب توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيتوجه الوزير رون ديرمر ورئيس جهاز الموساد غداً (أي اليوم الجمعة)، لإجراء محادثات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، عشية جولة المحادثات القادمة بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة إضافية لتوضيح موقف إسرائيل”.

وربما يضاف إلى ذلك، ما رصده “العربي الجديد” من إعلان قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مساء الخميس أنه لا تغيير في توجيهاتها للجمهور، حيث أعلنت الجبهة الداخلية أنه رغم التقارير والنقاشات حول احتمال شن هجوم إسرائيلي على إيران، لم يطرأ أي تغيير على التعليمات الموجهة للجمهور. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي حول الموضوع، الخميس، أنه “في أعقاب الشائعات المنتشرة في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، تود قيادة الجبهة الداخلية التأكيد أنه لا يوجد تغيير في التعليمات الموجهة للجمهور، ويجب الالتزام بالتوجيهات الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية عبر القنوات الرسمية”. كما أوحت تقارير إسرائيلية أمس بأن إسرائيل ستنتظر نتائج جولة المفاوضات القريبة بين طهران وواشنطن قبل شن هجوم.

في غضون ذلك، لم تستبعد التغطيات الإسرائيلية منذ صباح اليوم، أن يكون ترامب جزءاً من خطة الخداع، من خلال حديثه المتواصل عن المفاوضات مع إيران في وقت كانت إسرائيل تستعد لتوجيه ضربتها.

وفي سياق متصل، أشار وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في حديث إلى أعضاء هيئة الأركان العامة قبل بدء الهجوم على إيران، إلى استعدادات إسرائيلية مسبقة. وقال إنه مع توليه منصبه: “حددت هدفاً رئيسياً هو إحباط المشروع النووي الإيراني. نحن في نقطة محورية، وإذا لم نستغلها، فلن تكون هناك وسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يهدد وجودنا. لقد تعاملنا مع وكلاء إيران خلال العام ونصف العام الماضيين، لكن الآن نحن نستهدف رأس الأفعى نفسه”.

وأضاف كاتس: “لقد طور الجيش الإسرائيلي على مدى سنوات، وخاصة خلال الأشهر الماضية، قدرات استخباراتية وعملياتية استثنائية، في الدفاع والهجوم، والتي تمكّنا من مواجهة التحديات الكبرى التي أمامنا. ستكون هناك تحديات وصعوبات عديدة، لكنني مقتنع بأنه مع جبهة داخلية قوية ومتحدة سننتصر”. وذكر مسؤول أمني إسرائيلي أن جهاز الموساد قاد عمليات اغتيال سرية في إيران إلى جانب الهجوم الإسرائيلي، ما يشير أيضاً إلى عملية اختراق واستعدادات مسبقة على أعلى المستويات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد + 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى