“الوعد الصادق 3” تشعل الجبهة وتغلق باب التفاوض.. هل انتهت صلاحية الدبلوماسية؟

انطلقت عملية "الوعد الصادق 3" الإيرانية ردا على الهجمات الإسرائيلية وسط تصاعد التوترات، لتضع مستقبل المسار الدبلوماسي في مهبّ النيران.

ميدل ايست نيوز: انطلقت عملية “الوعد الصادق 3” الإيرانية ردا على الهجمات الإسرائيلية وسط تصاعد التوترات، لتضع مستقبل المسار الدبلوماسي في مهبّ النيران. وبينما حذّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أن إيران لن تتمكن من تجنّب هجمات أشد ضراوة ما لم تبرم اتفاقًا مع واشنطن، شدّد عدد من نواب البرلمان الإيراني على أن المفاوضات لم تعد مجدية، مؤكدين أن العملية العسكرية يجب أن تكون حاسمة وتنهي الوجود الإسرائيلي بشكل نهائي.

أعلن الحرس الثوري الإيراني يوم أمس الجمعة بدأ عملية “الوعد الصادق 3” بإطلاق عشرات الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل، ردًا على هجمات جوية واسعة وغير مسبوقة شنها الجيش الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة. وأعلنت طهران أن العملية تمثل ردًا حاسمًا و”مؤلمًا”، حيث شهدت ثلاث موجات من إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية واستمرت حتى منتصف الليل.

وبحسب تقارير، فقد شملت الضربات استخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى من طراز “خرمشهر” و”قيام”، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة انتحارية. وأكدت هذه التقارير أن العملية نُفّذت بتنسيق كامل بين وحدات القوات الجوفضائية، والدفاع الجوي، ووحدات الحرب الإلكترونية التابعة للحرس الثوري.

من جهتها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض عدد من الصواريخ، لكنها أقرت بوقوع أضرار مادية في بعض المنشآت.

ونقلت القناة 12 عن مسؤولين إسرائيليين قولهم “سنرد على القصف الإيراني باستهداف مناطق مدنية”، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إيران خرقت الخطوط الحمراء بإطلاق الصواريخ على مناطق مدنية، كما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين أن دمار غير مسبوق في منطقة تل أبيب الكبرى لم نعهد مثله سابقا.

يُذكر أن عملية “الوعد الصادق 3” تأتي بعد عمليات مماثلة نفذتها إيران أو حلفاؤها في السنوات الأخيرة، ويؤكد مراقبون ووسائل إعلام إسرائيلية أن العملية الأخيرة هي الأكبر من حيث الحجم والتنسيق منذ عقود، وتشير إلى نية واضحة في كسر حالة الردع المتبادل.

وخلال الهجمات الإسرائيلية على إيران، تم استهداف عدد من كبار القادة العسكريين، من بينهم القائد العام للحرس الثوري، وقائد القوات الجوفضائية للحرس، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى عدد من العلماء النوويين، ما أدى إلى مقتلهم. وقد وقعت هذه الهجمات في مناطق مختلفة من البلاد، بما في ذلك العاصمة طهران، واستمرت حتى وقت إعداد هذا التقرير.

وأعلن المسؤولون الإيرانيون أن الرد على هذه الهجمات لا يُعد مجرد رد تكتيكي، بل بداية مرحلة جديدة من المواجهة الاستراتيجية مع إسرائيل. وأكدت مصادر رسمية أن الهجمات المقبلة قد تكون أوسع وأشد عنفًا.

وفي أولى ردود الفعل البرلمانية، قال محمد رضا أحمدي، النائب عن مدينة رشت، خلال حوار صحفي: “يجب أن يدفع الكيان الصهيوني ثمن هذه الجريمة، وعملية الوعد الصادق 3 يجب أن تكون الرد النهائي لإيران وتنهي الأمر تمامًا”. وانتقد تأخر الردود السابقة على الهجمات الإسرائيلية، مضيفًا: “لو نُفّذت العمليات السابقة في وقتها وبما يرضي الشعب، ربما لما وقعت هذه الهجمات أصلًا”.

من جانبه، صرح محمد معتمدي‌ زاده، النائب عن سيرجان، أن الهجمات الإسرائيلية لم تستهدف فقط القيادات العليا، بل طالت أيضًا مناطق سكنية، ولم يعد هناك مجال للتسامح.

وعلى الجانب الآخر، قال دونالد ترامب إن على إيران التوصل سريعًا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، وإلا فستواصل إسرائيل هجماتها بشكل أكثر وحشية.

حول مستقبل المسار الدبلوماسي، قال النائب البرلماني إن التفاوض مع الولايات المتحدة لم يعد ذا معنى، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة نُفذت بضوء أخضر أمريكي. وبدوره، شدد معتمدي‌ زاده على أن الولايات المتحدة شريكة في الجريمة، وأن الرد الإيراني يجب أن يكون رادعًا فعليًا، مؤكدًا: “هذه المرة، لا مكان للمفاوضات. ردّنا سيكون نهاية المسار الدبلوماسي”.

وباتت أجواء المفاوضات قاتمة، إذ من المستبعد أن تعود إلى طبيعتها في وقت قريب.

ورغم هذه التطورات، صرّح ستيف ويتكوف، مبعوث البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، أنه لا يزال يخطط للقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأحد المقبل في إطار الجولة السادسة من المفاوضات النووية. لكن الجانب الإيراني أعلن أنهم لن يشاركوا في هذه الجولة.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، المفاوضات بأنها “عديمة المعنى” في أعقاب الهجمات الإسرائيلية، وقال إن استمرارها “لا قيمة له”.

كما أكد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن الهجوم الإسرائيلي يُعد بمثابة “إعلان حرب”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لعبت دورًا فيه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى