روسيا المستفيد الخفي من حرب إيران وإسرائيل

يهدد التصعيد الإيراني - الإسرائيلي بإغلاق مضائق النفط الحيوية، محوِّلًا سوق الطاقة العالمية إلى رهان جيوسياسي تتربح منه روسيا.

ميدل ايست نيوز: يهدد التصعيد الإيراني – الإسرائيلي بإغلاق مضائق النفط الحيوية، محوِّلًا سوق الطاقة العالمية إلى رهان جيوسياسي تتربح منه روسيا، مع احتمالية صعود سعر البرميل إلى 130 دولاراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعطيل إمدادات الخليج يهدد حلفاء الكرملين الاستراتيجيين، بينما تسرّع الأزمة تحول الغرب عن النفط الروسي. وفي هذا السياق، صرّح عضو مجلس الاتحاد الروسي أليكسي بوشكوف عبر قناته على “تلغرام”، بأن التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل يحمل تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، ولا سيما أسواق النفط، مشيراً إلى احتمال تسبب هذا الصراع في ارتفاع حاد بأسعار النفط.

وحذّر بوشكوف، في منشور، يوم السبت، من أن إيران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، الرابط بين الخليج العربي والمحيط الهندي، وهو ما قد يتزامن مع إقدام جماعة الحوثيين في اليمن على إغلاق مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر وقناة السويس. وأوضح أن حصول مثل هذا السيناريو سيشكّل ضربة لاستقرار السوق النفطية العالمية، وسيدفع الأسعار للصعود بشكل كبير، متوقعاً أن أي اضطرابات، ولو جزئية، في إمدادات النفط القادمة عبر الخليج العربي، ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار لتتراوح بين 110 و130 دولاراً للبرميل في ظل ظروف الحرب الراهنة. وكانت تقارير سابقة من أوكرانيا قد نبّهت إلى أن تفاقم الوضع في الشرق الأوسط سينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي، مع ارتفاع أسعار النفط، الأمر الذي سيعود بمنافع على الاقتصاد الروسي.

من جهتها، قالت الباحثة الاقتصادية الروسية فيكتوريا كالينوفا لـ”العربي الجديد” إن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل يضع روسيا أمام فرصة استراتيجية نادرة، وارتفاع أسعار النفط سيعزز عائداتنا الهيدروكربونية، خاصة مع تحول أوروبا نحو النفط الروسي عبر وسطاء آسيويين بعد العقوبات. هذا سيمكن موسكو من تعزيز احتياطيات النقد الأجنبي، وتمويل برامج التنمية في قطاعات التصنيع والتكنولوجيا، وتعويض خسائر العقوبات الغربية بشكل كبير.

وأضافت كالينوفا أن أي انقطاع فعلي لإمدادات النفط عبر مضيق هرمز سيضر بشدة بالحلفاء الرئيسيين مثل الصين والهند، والذين يعتمدون على نفط الخليج. الأهم هو أن التضخم العالمي الناتج قد يدفع البنوك المركزية لرفع الفائدة، مما يعقّد جهود روسيا لإعادة هيكلة الديون الخارجية. وأوضحت أن الحل الأمثل لموسكو يكمن في الوساطة بين إيران وإسرائيل، وأشارت إلى أنه يجب التركيز على ضمان استمرار تدفق النفط عبر الممرات البحرية، مقابل ضمانات أمنية لإيران، ونجاح روسيا في هذه الوساطة سيرفع مكانتها بصفتها ضامناً لأمن الطاقة العالمي.

وفي إطار متصل، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني عباس عراقجي، يوم السبت، أعرب خلاله عن إدانة موسكو لاستخدام إسرائيل القوة ضد إيران، مؤكداً استعداد بلاده للمساعدة في تهدئة الأوضاع بالمنطقة. ونقل بيان لوزارة الخارجية الروسية، أوردته وكالة “رويترز”، تقديم لافروف التعازي للضحايا الإيرانيين الذين سقطوا في الضربات الإسرائيلية، مع إعلانه استمرار روسيا في جهودها لحل القضايا العالقة حول البرنامج النووي الإيراني. وجاءت المكالمة ردّاً على الهجوم الإسرائيلي الواسع الذي استهدف المواقع النووية والعسكرية الإيرانية فجر الجمعة، والرد الإيراني اللاحق.

كما أعلن الكرملين، يوم الجمعة، عن اتصال الرئيس فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ أبلغه استعداد موسكو للتوسط بين إسرائيل وإيران. وحذّر بوتين من خطورة التصعيد، مؤكداً ضرورة حل الملف النووي عبر الدبلوماسية، وعرض شخصياً الوساطة لمنع موجة تصعيد جديدة، محذراً من “تداعيات مدمّرة على المنطقة بأسرها”. كما تواصل بوتين هاتفياً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ونقل التلفزيون الإيراني تصريح بزشكيان بأن “الكيان الصهيوني سيتلقى رداً مناسباً”، معتبراً الاعتداء الإسرائيلي مخالفاً للقانون الدولي.

من جانبه، أدان بوتين الهجمات على الأراضي الإيرانية، وقدم تعازيه في ضحاياها من المدنيين والعسكريين والعلماء، مؤكداً تضامن روسيا مع إيران، وكشف أنه نقل لإسرائيل قلقه من هذه “الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي”. بدوره، أكد الرئيس الإيراني مجدداً أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، مع استعدادها لتقديم ضمانات للجهات الدولية المختصة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى