عراقجي: هجماتنا على إسرائيل ستتواصل وتلقينا رسائل أميركية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، خلال كلمة له في اجتماع مع السفراء الأجانب في طهران، أن هجمات بلاده ستستمر على الكيان الإسرائيلي.

ميدل ايست نيوز: أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الأحد، خلال كلمة له في اجتماع مع السفراء الأجانب في طهران، أن هجمات بلاده ستستمر على الكيان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذا الكيان بدأ هجماته “من دون أي مقدمة أو تمهيد سابق، ويُعد ذلك عدواناً صارخاً على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

وأضاف عراقجي: “تصدينا لهذه الهجمات استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس، وهو مبدأ مقبول في العلاقات الدولية، وحق مشروع لكل دولة للدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان”، مشيراً إلى أن “أهم هدف لهذه الهجمات كان المنشآت النووية في نطنز في أصفهان”. وشدد على أن “ردودنا ستستمر وهدفنا الدفاع عن النفس أمام العدوان الغاشم، واستهدفنا خلال الليلة الأولى المواقع العسكرية، لكن خلال الجولة الثانية أمس، قمنا باستهداف مصفاة النفط في حيفا” رداً على استهداف منشآت اقتصادية إيرانية.

وأوضح أن “الكيان الصهيوني تجاوز خطاً أحمر جديداً في القانون الدولي، وشن هجوماً على المنشآت النووية”، مضيفاً أن الهجوم الإسرائيلي وقع “بينما كنا في منتصف المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية”.

وأكد وزير خارجية إيران أن إسرائيل “ارتكبت خطأً استراتيجياً بجر الصراع إلى الخليج الفارسي”، مضيفاً أن بلاده تلقت رسائل من أميركا خلال اليومين الأخيرين تقول إنها لا تتدخل ولن تتدخل في الحرب، مشيراً إلى أن ما لدى إيران من وثائق تؤكد دعم القواعد الأميركية في المنطقة الهجمات الإسرائيلية على إيران، ومضيفاً أن “أميركا شريكة في هذه الهجمات وعليها أن تتقبل هذه المسؤولية”.

وأضاف عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران “لم يحدث من دون موافقة ودعم أميركيين. لدينا أدلة دامغة تُظهر دعم القوات الأميركية وقواعدها في المنطقة هجمات القوات العسكرية للكيان الصهيوني”، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الإيرانية رصدت “هذه التحركات بدقة وما زلنا نتابعها، ولدينا العديد من الأدلة التي تبيّن كيف ساعدت القوات الأميركية الكيان الصهيوني”.

وتابع: “الأهم من كل هذه الأدلة هو تصريح رئيس الولايات المتحدة (دونالد ترامب) نفسه، الذي أعلن دعمه بصراحة في تغريداته. قال بوضوح إن هذه الهجمات لم تكن ممكنة من دون المعدات الأميركية، وأكد أيضاً أن المراحل القادمة موضوعة على جدول الأعمال. لذا، من وجهة نظرنا، الولايات المتحدة شريك في هذه الهجمات ويجب عليها أن تتحمل مسؤولياتها”.

وتابع عراقجي أنه “في ردنا على الكيان، ركزنا على الأهداف داخله ونحن لا نريد توسيع الحرب”، وقال إن “هدفنا من الهجمات الصاروخية على الأهداف العسكرية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كان فقط الدفاع عن أنفسنا والتصدي للعدوان. لكن يوم أمس، أقدم الكيان الإسرائيلي على استهداف أهداف اقتصادية، بما فيها مصفاة طهران وبعض المواقع في عسلويه. لذلك، قمنا نحن أيضاً منذ الليلة الماضية باستهداف أهداف اقتصادية ومصافٍ في الكيان الصهيوني”.

ولفت وزير خارجية إيران إلى أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عسلويه يوم أمس “يُعد عدواناً سافراً وإجراء بالغ الخطورة. فجرّ ساحة الاشتباك إلى منطقة الخليج الفارسي يُعتبر خطأً استراتيجياً جسيماً وربما مقصوداً، بهدف توسيع نطاق الحرب إلى ما وراء الأراضي الإيرانية. فهذه المنطقة حساسة ومعقدة للغاية، وأي تطور عسكري فيها قد يجر المنطقة بأسرها بل العالم كله إلى مواجهات أوسع”.

وأعرب عراقجي عن أمله ن يبادر المجتمع الدولي بأسرع وقت ممكن لاتخاذ إجراءات توقف هذه الجرائم والاعتداءات، لافتاً إلى أنه بعد الهجوم على منشأة نطنز النووية، “طلبتُ من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد جلسة طارئة بشأن هذا الموضوع. وستعقد الجلسة يوم الاثنين، ونأمل أن يصدر بيان إدانة حاسم من قبل مجلس المحافظين في الوكالة ضد الكيان الصهيوني بسبب هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي والهجوم على المنشآت النووية”.

وأشار إلى الجولة السادسة من المفاوضات الإيرانية الأميركية التي كان من المقرر عقدها اليوم الأحد في مسقط قائلاً: “كما أعلنا مراراً، نحن واثقون تماماً بسلمية برنامجنا النووي، ولا توجد لدينا أية مشكلة في إثبات ذلك للمجتمع الدولي”، معرباً عن استعداد طهران “لأي اتفاق يهدف إلى الحؤول دون امتلاك إيران السلاح النووي، لأن هذا مبدأ عقائدي لدينا، فالسلاح النووي محرم لدينا”.

وقدم عراقجي سرداً حول المفاوضات الإيرانية الأميركية قائلاً إنه “وفق هذا المنطق، دخلنا في مفاوضات مع الولايات المتحدة حتى الآن وعقدنا خمس جولات تفاوضية. وكان من المقرر في الجولة السادسة أن نقدم مقترحنا للطرف الأميركي بشأن اتفاق محتمل”. وأشار إلى المقترح الأميركي الذي تلقته طهران في وقت سابق قائلاً إنه “يعاني من نقائص وغير مقبول، وقد نقلنا وجهات نظرنا وأعددنا اقتراحاً مضاداً كان من المفترض تقديمه اليوم. نعتقد أن هذا المقترح كان يمكن أن يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق”. وشدد على أن “الكيان الصهيوني لا يريد أي اتفاق بشأن المسألة النووية، بل يعارض مبدأ التفاوض والدبلوماسية”، لافتاً إلى أن العدوان على إيران في ذروة المفاوضات النووية دليل على معارضة الكيان جميع أشكال التفاوض.

وبدأت إسرائيل، فجر الجمعة، عدواناً شاملاً على إيران، أسفر عن استهداف مواقع نووية وعسكرية واغتيال قادة بارزين، فيما ردت الأخيرة بهجوم صاروخي على دولة الاحتلال أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتضرر مبان في تل أبيب. ويتبادل الطرفان بشكل واسع الضربات العسكرية التي شملت منشآت استراتيجية وأهدافاً حيوية على الجانبين.

 

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى