ماذا تعرف عن منظومة “باور 373” التي تعترض الصواريخ الإسرائيلية؟

يُعد نظام الدفاع الجوي الإيراني "باور 373" منظومة صاروخية بعيدة المدى ومطوّرة محليًا بالكامل، وقد صُمِّمت وصُنعت من قبل وزارة الدفاع الإيرانية بالتعاون مع مقر الدفاع الجوي "خاتم الأنبياء"، وقوّة الجوفضاء التابعة للحرس الثوري.

ميدل ايست نيوز: يُعد نظام الدفاع الجوي الإيراني “باور 373” منظومة صاروخية بعيدة المدى ومطوّرة محليًا بالكامل، وقد صُمِّمت وصُنعت من قبل وزارة الدفاع الإيرانية بالتعاون مع مقر الدفاع الجوي “خاتم الأنبياء”، وقوّة الجوفضاء التابعة للحرس الثوري، إضافة إلى المعاونية العلمية والتقنية التابعة لرئاسة الجمهورية. وقد كُشف عن هذه المنظومة في عام 2019، وتُعدّ الأكثر تطورًا ضمن أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى في إيران.

في العقد الأول من الألفية الجديدة، وقّعت إيران عقدًا مع روسيا بقيمة مليار دولار لشراء منظومة “إس-300 PMU-1” لتعزيز دفاعاتها الجوية. إلا أن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في عام 2010 منعت روسيا من تسليم المنظومة، ما دفع إيران إلى الاتجاه نحو تطوير نظام دفاع جوي محلي. وهكذا أُطلق مشروع “باور 373” في عام 2011، وبالاعتماد على الخبرات المحلية، جرى تشغيله في أقل من عشر سنوات.

تم تدشين المنظومة رسميًا في 22 أغسطس 2019، بحضور الرئيس الإيراني حينها حسن روحاني، وانضمت بعد ذلك إلى شبكة الدفاع الجوي الإيرانية. وفي عام 2022، طُرحت النسخة المطوّرة من النظام باستخدام صاروخ “صياد 4B”، الذي حسّن بشكل ملحوظ من مدى ودقة المنظومة. وأكدت مناورات عديدة، منها مناورة “اقتدار الدفاع الجوي 2024″، فعالية “باور 373” في اعتراض الأهداف بعيدة المدى.

بعد التحديث الذي جرى في عام 2022، باتت المنظومة قادرة على كشف الأهداف على مسافة تصل إلى 450 كيلومترًا، واعتراضها من مسافة 400 كيلومتر، والاشتباك معها ضمن مدى يصل إلى 300 كيلومتر. أما ارتفاع الاشتباك فيصل إلى 32 كيلومترًا، فيما تشير بعض المصادر إلى إمكانية وصوله إلى 65 كيلومترًا، ما يجعل المنظومة مؤهلة للتعامل مع الأهداف الجوية العالية.

تعتمد “باور 373” على صواريخ “صياد 4″ و”صياد 4B” كأساس لقوتها النارية. ويزن صاروخ “صياد 4B” نحو 1.8 طن، ويبلغ طوله ستة أمتار، وتصل سرعته إلى أكثر من 4.5 ماخ (5500 كيلومتر في الساعة)، وهو مزوّد برأس حربي يزن 200 كيلوغرام. ويستخدم نظام توجيه مركب يجمع بين الرادار النشط والسلبي، إضافة إلى زعانف متحركة، ما يُتيح له التعامل مع الأهداف الشبحية والصواريخ الباليستية.

وتتضمن المنظومة مجموعة من الرادارات البايستاتيكية ومتعددة المواقع، أبرزها:

رادار الكشف: بمدى يصل إلى 450 كيلومترًا، ويستطيع تعقّب مئة هدف في آنٍ واحد.

رادار التتبع: بمدى 400 كيلومتر، ويُستخدم لتثبيت الهدف.

رادار التحكم في النيران: يُوجّه الصواريخ بدقة نحو الأهداف. وتتميّز هذه الرادارات بأنها تعمل بتقنيات سلبية وموجات طويلة، ما يجعلها منيعة ضد الرصد من قبل العدو، ويزيد من فعاليتها في مواجهة الحرب الإلكترونية.

تتكوّن المنظومة من ثلاث وحدات رئيسية: الرادارات (للكشف، والتتبع، والسيطرة النارية) المثبّتة على شاحنات ثقيلة من طراز “ذو الجناح”، ومركز قيادة مزوّد بأنظمة معالجة متطورة لإدارة العمليات وتحديد أولويات الأهداف، ومنصات إطلاق ذات شكل مكعّب قادرة على حمل أربعة صواريخ، ومثبّتة على مركبات “ظفر”.

تتمكّن “باور 373” من كشف مئة هدف، وتتبع ستين منها، والاشتباك مع ستة أهداف في آنٍ واحد. ويقلّ زمن ردّ فعل المنظومة عن عشر ثوانٍ، ما يجعلها مناسبة للتعامل مع بيئات الاشتباك المتغيرة بسرعة.

المنظومة مصمّمة بالكامل محليًا دون أي اعتماد على تقنيات أجنبية، وقد أُنجزت بجهود مشتركة بين مؤسسات علمية، وجامعات، وصناعات دفاعية داخل إيران.

جميع مكوّنات “باور 373” محمولة على مركبات ثقيلة قابلة للحركة، ما يتيح نقلها خلال أقل من ثلاثين دقيقة إلى أماكن وعرة وصعبة الوصول، وهو ما يزيد من قدرتها على البقاء والتملص من الهجمات.

تستخدم المنظومة تقنيات الحماية من التشويش، وتقاوم هجمات الحرب الإلكترونية، بما في ذلك الصواريخ المضادة للإشعاع مثل “AGM-88 HARM”. كما أن تصميم الرادارات يسمح لها بتغيير الترددات بسرعة، ما يزيد من قدرتها على التعامل مع بيئات تشويش معقدة.

يُمكن دمج “باور 373” في شبكة الدفاع الجوي الإيرانية الموحدة، إلى جانب منظومات أخرى مثل “إس-300″، و”مرصاد”، و”سوم خرداد”، و”مجيد”، كما أنها قابلة للعمل بشكل مستقل أو ضمن شبكة دفاع متعددة الطبقات.

بفضل الرادارات المتقدّمة وصواريخ “صياد 4B”، تستطيع المنظومة تدمير طائرات شبحية مثل “إف-35” وصواريخ كروز ذات البصمة الرادارية المنخفضة.

وأشارت تقارير رسمية وصور أقمار صناعية إلى نشر “باور 373” في مواقع استراتيجية داخل إيران، بما في ذلك محيط المنشآت النووية مثل نطنز وفردو، والقواعد العسكرية، والمناطق الصناعية الحيوية.

عند مقارنتها بمنظومة “إس-300 PMU-2″، تتفوّق “باور 373” في مدى الرادار (450 كيلومترًا مقابل 300 كيلومتر)، فضلًا عن كونها محلية الصنع، إلا أن بعض الخبراء يرون أن “إس-300” ما تزال تتقدّم في التكنولوجيا الرادارية والخبرة التشغيلية. أما مقارنة بـ”إس-400″، فتبقى “باور 373” أقل من حيث مدى الاشتباك (300 مقابل 400 كيلومتر)، لكنها تتميّز بكلفة إنتاج أقل واستقلالية تكنولوجية تُعدّ من أبرز نقاط قوتها.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى