تهيّب ومخاوف في واشنطن من دخول “حرب مفتوحة” بعد قصف إيران

باغَتَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع بقرار ضرب المفاعلات النووية في إيران، خاصّة وأنه كان أعلن يوم الخميس الماضي عن تأجيل الكشف عن موقفه النهائي لمدة أسبوعين.

ميدل ايست نيوز: باغَتَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع بقرار ضرب المفاعلات النووية في إيران، خاصّة وأنه كان أعلن يوم الخميس الماضي عن تأجيل الكشف عن موقفه النهائي لمدة أسبوعين، لمنح الفرصة الكافية أمام الحل الدبلوماسي، لكن انتقاله العاجل بعد نحو 48 ساعة إلى قرار الحرب أثار علامات الاستفهام في واشنطن وسط حالة من التهيّب والمخاوف من التداعيات.

وجاءت خطوة ترامب رغم أن المفاوضات مع إيران لم تبلغ بعد نقطة الانسداد المستعصي، حسب ما ظهر من أجواء اللقاء الأوروبي الإيراني يوم الجمعة الماضي، في جنيف. وقد توقف البعض عند الإشارات التي صدرت عن الفريق الإيراني، ورأى فيها، رغم غموضها والتباساتها، ما يؤشر ربما إلى فرصة قد تتبلور لو تواصلت المفاوضات، خاصة أن ترامب ترك الانطباع بأنه يريد تعويمها، سيّما وأن أكثرية الأميركيين (53% حسب آخر الاستطلاعات) ضد المشاركة في الحرب إلى جانب إسرائيل، كما يقف ضدها وبقوة فريق من أركان قاعدته المحافظة الصلبة، فضلاً عن بعض الجمهوريين في الكونغرس وأكثرية الديمقراطيين، الذين سارع بعضهم في مجلس النواب إلى إدانة ضربته وتوصيفها بأنها “مخالفة للدستور”.

جاء الرئيس الأميركي فجأة بغير المتوقع وقبل الآوان، ما أثار أسئلة وشكوكاً حول الدواعي التي دفعته مبكراً إلى الخيار العسكري. وازداد التساؤل بعد كلمته المقتضبة التي وجهها إلى الشعب الأميركي، التي لم يرد فيها ولو بالتلميح أي تبرير لاستعجاله في قرار الضربة، تاركاً التفاصيل، على الأرجح، إلى المؤتمر الصحافي المقرّر أن يعقده البنتاغون اليوم الأحد، مكتفياً بتحذير إيران من الرد على العملية.

سكوت ترامب عن الدواعي فتح المجال للتكهنات، ومنها ما هو أقرب إلى التخمين غير المستند على معطيات أو وقائع واضحة، مثل القول إنّه سارع لتنفيذ الضربة قبل إسرائيل، التي كانت تعتزم القيام لوحدها بعملية خاصة ضد مفاعل فوردو، في محاولة لمشاركتها في “تدمير” النووي الإيراني، وبالتالي تسجيل العملية في رصيده و”تركته”.

لكن التركيز في الردود الأولية دار في معظمه حول “اليوم التالي” وما قد يحمله من تداعيات وتطورات مفتوحة على شتى الاحتمالات. وتقاطعت معظم القراءات عند التعبير بدرجة أو بأخرى عن مخاوف من ردود إيرانية تستهدف القوات أو المصالح الأميركية في المنطقة، “غداً تبدأ الأيام الخطيرة”، بحسب الجنرال المتقاعد باري ماكفري، والمقلق فيها، بحسبه، أنه “ليس هناك من يعرف الوجهة التي ستتخذها التطورات”، وتردد صدى هذا القلق في مختلف التعليقات الفورية. ولا شك أن هذا الجانب سيحظى بمعظم الردود التي من المتوقع أن تتوالى، وكانت جهات عديدة حذّرت مسبقاً من مخاطر هذا الاحتمال، من خلال استحضار تجربتَي العراق وليبيا، ولو مع الفوارق في الظروف. ويقول المحذرون إن هذه الخشية أكبر في حالة إيران.

ومن ناحية أخرى، جرى تسليط الأضواء على جوانب أخرى ما زال يلفّها التعتيم، مثل نوع الذخيرة، التي يسود الاعتقاد أنها القنبلة الخارقة MOP، لكن لم يعلن ذلك رسمياً بعد، ولا عمّا إذا كانت العملية هي نهاية الحرب من الجانب الإسرائيلي الأميركي، كما لم يصدر بعد أي تقييم ولو أولي لنتائج استخدام هذه القنبلة، وما إذا كان أدى استخدامها إلى تسرب لإشعاعات نووية، والتي ربما يكشف البنتاغون عن هذه الجوانب، بالإضافة إلى تجديد ما يشبه الإنذار الذي وجهه ترامب إلى إيران عندما طالبها بالعمل “للسّلام وإلّا مواجهة” ما هو أشد وأدهى. وفي كل حال، ما يُجمع عليه المراقبون هو أن دخول واشنطن الحرب وضع المنطقة على خط زلزالي قد يكون الاستقرار أحد أبرز ضحاياه.

 

فكتور شلهوب

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى