مصر تكثف تحركاتها لاحتواء التصعيد الإقليمي وتحذر من تداعيات الحرب بين إسرائيل وإيران

كثّفت القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية تحركاتها خلال الساعات الماضية في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري المتصاعد بين إسرائيل وإيران.

ميدل ايست نيوز: كثّفت القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية تحركاتها خلال الساعات الماضية في محاولة لاحتواء التصعيد العسكري المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات متكررة من مخاطر انزلاق المنطقة إلى مواجهات أوسع، قد تُفضي إلى تداعيات جسيمة على الأمن الإقليمي.

وفي هذا الإطار، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالين هاتفيين مع كل من سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد اليوم الأحد، والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان أمس السبت، ركّز فيهما على أهمية التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات. وخلال اتصاله بالسلطان هيثم بن طارق، شدد الرئيس السيسي على ضرورة وقف التصعيد القائم بين إسرائيل وإيران، محذرًا من التبعات الخطيرة لتوسّع دائرة النزاع في المنطقة، وداعيًا إلى العودة إلى مسار التفاوض حقناً للدماء. كما نوّه بالدور الإيجابي الذي تلعبه سلطنة عُمان في الوساطة بين طهران وواشنطن، مؤكداً أهمية تعزيز هذا المسار الدبلوماسي لتجنيب الشرق الأوسط ويلات حرب جديدة.

من جانبه، ثمّن السلطان العُماني الجهود المصرية الرامية إلى وقف العنف في المنطقة، مؤكداً تطابق موقف بلاده مع القاهرة في ما يتعلق بأولوية الحلول السياسية والعمل المشترك للحفاظ على الاستقرار. وفي خطوة لافتة، أجرى السيسي اتصالًا مباشرًا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، هو الأول منذ توليه منصبه، أعرب خلاله عن “الرفض الكامل” للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران، واصفًا إياه بأنه تهديد خطير لاستقرار المنطقة في لحظة بالغة الحساسية، على وقع أزمات متعددة ومتفاقمة.

وأكد السيسي أن مصر تدعم وقفاً فورياً لإطلاق النار، باعتباره مدخلاً أساسياً لاستئناف المفاوضات السياسية، مشدداً على أن “الحلول العسكرية لن تُفضي إلى تسوية” وأن خفض التصعيد هو أولوية قصوى. كما أعاد تأكيد موقف مصر الثابت بضرورة تطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة مدخلاً وحيداً لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. بدوره، عبّر الرئيس الإيراني عن تقديره للمواقف “الحكيمة” التي تتبناها القاهرة، مشيراً إلى أن طهران تتفق مع مصر في ضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويُنهي جذور النزاع المزمن في المنطقة.

وفي سياق متصل، تلقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًّا من نظيره الأردني أيمن الصفدي اليوم الأحد، في إطار التنسيق المستمر بين البلدين لمواجهة التطورات المتسارعة في الإقليم، خاصة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. وأكد الوزيران خلال الاتصال أهمية وقف التصعيد فوراً، محذرين من أن أي توسّع في رقعة النزاع سيُفاقم حالة الفوضى ويهدد الأمن والسلم الإقليميين. وأكد الطرفان التزامهما بالحلول السياسية والدبلوماسية، ورفْض أي انتهاك لسيادة الدول أو خرق للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وشدد الوزيران على أهمية التهدئة وضبط النفس، داعيين إلى تغليب لغة الحوار، وعدم السماح بانزلاق المنطقة إلى مزيد من التوتر والدمار، ولا سيما في ظل الانفجار الإنساني المتواصل في قطاع غزة، والذي لا يزال من دون أفق سياسي للحل. وتوحّدت التصريحات الصادرة عن الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية حول أولوية التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية، باعتبارها “الضمان الأساسي للاستقرار في الشرق الأوسط”، كما جاء في بيان رئاسة الجمهورية عقب الاتصال بين السيسي وسلطان عُمان.

وأكد الجانبان المصري والعُماني ضرورة وقف إطلاق النار في غزة فوراً، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، محمّلين الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الكارثة التي يشهدها المدنيون الفلسطينيون

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى