فوردو بين الجبل والبارود: ما الذي يجعل هذه المنشأة هدفاً استراتيجياً؟

تعدّ من أكثر المنشآت النووية أماناً في العالم، ليس فقط بسبب عمقها وموقعها الجغرافي، بل أيضاً بفضل بنيته الهندسية متعددة الطبقات.

ميدل ايست نيوز: فيما تحولت المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل من مستوى التهديد إلى واقع فعلي، وبدأت فيها الولايات المتحدة المشاركة في الهجمات، تحوّلت مشأة فوردو إلى بؤرة الأزمة أكثر من أي وقت مضى.

تقع فوردو جنوب مدينة قم، بالقرب من قرية تحمل الاسم ذاته، وقد شُيّدت في واحدة من أكثر الطبقات الجيولوجية صلابة في المنطقة. وتقع هذه المنشأة على عمق يتراوح بين 80 و90 متراً تحت الجبل، وتعدّ من أكثر المنشآت النووية أماناً في العالم، ليس فقط بسبب عمقها وموقعها الجغرافي، بل أيضاً بفضل بنيته الهندسية متعددة الطبقات.

ما يميز فوردو عن باقي منشآت التخصيب النووي ليس موقعها فقط، بل تصميمها الدفاعي أيضاً. إذ تتمتع المنشأة النووية بطبقات من الخرسانة المسلحة بسماكة عدة أمتار، وجدران فولاذية في الطبقات الداخلية، وأنفاق اتصال مستقلة، وأبواب مقاومة للانفجارات، وأنظمة تهوية مقاومة للهجمات الكيميائية، والأهم من ذلك كله، غطاء الجبل الطبيعي الذي يحميه، ما جعله يُشبه “قلعة نووية”.

لطالما تصدّرت فوردو قائمة الأهداف العاجلة في التقييمات الأمنية الإسرائيلية والأمريكية، لكنها لم تعتبر هدفاً سهلاً قط. فالتجارب السابقة، من هجمات إلكترونية وتخريب صناعي وتهديدات جوية متكررة، أظهرت أن العائق الأبرز أمام تنفيذ هجوم مباشر على المشأة ليس اعتبارات دبلوماسية، بل صعوبته العسكرية.

وقد أقرّ مسؤولون عسكريون أمريكيون مراراً بأن الهجوم على فوردو يتطلب استخدام قنابل خارقة للتحصينات فائقة القدرة، قادرة على اختراق الصخر والخرسانة لعشرات الأمتار تحت سطح الأرض، وهو ما يعني أن إسرائيل لم تكن قادرة بمفردها على تنفيذ هجوم فعّال دون مشاركة مباشرة من واشنطن.

ولهذا السبب، نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتعاون مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، هجوماً على هذه المنشأة النووية في وقت مبكر من يوم السبت.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى