العراق يجري مراجعة أمنية بسبب الخروقات الإسرائيلية لأجواء البلاد
يعتزم البرلمان العراقي استضافة كبار القيادات والمسؤولين الأمنيين لمناقشة خروقات الطيران الإسرائيلي لأجواء العراق خلال عدوانه على إيران في الأيام الماضية.

ميدل ايست نيوز: يعتزم البرلمان العراقي استضافة كبار القيادات والمسؤولين الأمنيين لمناقشة خروقات الطيران الإسرائيلي لأجواء العراق خلال عدوانه على إيران في الأيام الماضية. وتبنت لجنة الأمن البرلمانية متابعة الملف، مؤكدة أنها تهدف خلال الاستضافة إلى الوقوف على تفاصيل الانتهاكات المتكررة، وتقييم الإجراءات الرسمية المتخذة لمنع تكرارها مستقبلاً، بما يعزز من مكانة العراق السيادية في المحافل الدولية ويؤكد حقه المشروع في الدفاع عن أرضه وأجوائه.
ووفقا لرئيس اللجنة، النائب كريم عليوي، فإن “اللجنة تعتزم، خلال الجلسات البرلمانية المقبلة، استضافة كبار القادة والمسؤولين الأمنيين في الوزارات والمؤسسات المعنية، لمناقشة وتقييم الخروقات الصهيونية التي باتت تمثل تهديداً جدياً وخطيراً للأمن الوطني العراقي، ولسيادة الدولة واستقرار المنطقة برمتها”.
وأكد عليوي في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، أن “استمرار هذه الانتهاكات من قبل الكيان الصهيوني يُعد تجاوزاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي لا يمكن للعراق القبول به أو السكوت عليه”، مشيرا إلى أن لجنته “ستتابع هذا الملف بجدية ومسؤولية عالية، وستطلب من الجهات التنفيذية والأمنية المعنية تقديم تقارير مفصلة ودقيقة بشأن طبيعة هذه الخروق وتكرارها، وأثرها في الأمن الوطني، فضلاً عن الإجراءات المتخذة حتى الآن لمواجهتها ومنع تكرارها مستقبلاً”.
وشدد على أن “أمن العراق وسيادته واستقراره خطوط حمراء لا يمكن التهاون معها، وعلى جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية أن تعي جيداً أن العراق لن يسمح بأن تكون أراضيه وأجواؤه ساحة لتصفية الحسابات أو انتهاك القوانين الدولية”. ودعا رئيس اللجنة، الحكومة العراقية، ممثلة برئيسها محمد شياع السوداني، إلى “اتخاذ المزيد من المواقف، سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي، لضمان وضع حد لهذه الاعتداءات، والتنسيق مع المجتمع الدولي لردع هذه الانتهاكات”.
مراجعة أمنية
في الأثناء، أكدت مصادر عراقية، أن العراق بصدد إجراء مراجعة أمنية شاملة للقدرات الدفاعية والقتالية، في ظل التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة. وقال مسؤول عسكري رفيع إن “انتقادات وجهت للحكومة والحكومات السابقة بإهمال الملف، وهو ما تسبب باختراق الأجواء العراقية”، مشيرا إلى أن “القيادات الأمنية بصدد وضع خطة تطوير للقدرات الدفاعية تتناسب مع حجم المخاطر في المنطقة”. وأضاف أن “رئيس الوزراء يتابع الملف، ويؤكد على أهمية التطوير في الفترة القريبة المقبلة”.
يجري ذلك في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بتطوير منظومة الدفاع الجوي، وسط انتقادات للحكومة واتهامات لها بإهمال الملف، وهو ما أثر على عدم قدرة البلاد على حماية الأجواء من الخروقات، بحسب ما أكده نواب عن تحالف “الإطار التنسيقي”.
ويُعد تسليح الجيش العراقي غير متطور نسبياً، لا سيما في ظل ما شاب صفقات السلاح التي أبرمتها الحكومات السابقة من فساد كبير، تسبّب بتعليق الكثير منها، خصوصاً تلك التي أُبرمت في زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ومنها صفقة السلاح الروسية، وغيرها.
في السياق، اعتقلت قوة أمنية خاصة، المحلل السياسي المقرب من الفصائل المسلحة، عباس العرداوي، من منزله في بغداد، على إثر كتابته تدوينة علّق فيها على استهداف مقرات للجيش العراقي بطائرات مُسيرة فجر أمس الثلاثاء. وقالت وزارة الدفاع العراقية، الأربعاء، في بيان لها، إن قوة من الاستخبارات العسكرية، اعتقلت عباس العرداوي، بناءً على مذكرة قبض صادرة عن مجلس القضاء الأعلى. وذكر البيان أن ذلك جاء على خلفية تدوينة تحريضية نشرها العرداوي، اعتُبرت مثيرة للفتنة وتهدد الأمن القومي والسلم المجتمعي، بسبب “تعمده توجيه اتهامات خطيرة إلى الدولة والتشهير بمؤسساتها القانونية دون أدلة أو مستندات”.