كم عالم نووي اغتالت إسرائيل خلالها هجومها على إيران؟

تشير البيانات التي قدّمتها إسرائيل بشأن الأضرار الناجمة عن عمليتها العسكرية على إيران إلى مقتل ما لا يقل عن 14 عالماً بارزاً في البرنامج النووي الإيراني.

ميدل ايست نيوز: تشير البيانات التي قدّمتها إسرائيل بشأن الأضرار الناجمة عن عمليتها العسكرية التي استمرت 12 يوماً داخل الأراضي الإيرانية إلى مقتل ما لا يقل عن 14 عالماً بارزاً في البرنامج النووي الإيراني.

وقد نُشرت منذ نحو 15 عاماً تقارير في وسائل الإعلام الدولية تفيد بأن إسرائيل تحاول تصفية العلماء النوويين الإيرانيين، إلى جانب قيامها بأنشطة تخريبية متنوعة ضد البرنامج النووي الإيراني.

إلا أن العلماء الذين قُتلوا في الهجمات غير المسبوقة الأخيرة وُصفوا، بحسب وكالة «أسوشيتد برس»، بأنهم “العقول المدبرة” للبرنامج النووي الإيراني. من بينهم فريدون عباسي، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والذي نجا من محاولة اغتيال فاشلة في ديسمبر 2019 بطهران.

في تلك الفترة وما بعدها، قُتل عدد آخر من العلماء من نفس مرتبة عباسي داخل إيران، وقد نُسبت جميع تلك الاغتيالات أيضاً إلى إسرائيل.

وفي 12 يونيو الجاري، أكدت طهران أن محمد مهدي طهرانجي كان من بين القتلى في اليوم الأول من الهجمات الإسرائيلية. وكان طهرانجي، إلى جانب خلفيته الأكاديمية في الفيزياء، يشغل منصب رئيس جامعة “آزاد الإسلامية”.

ويرى بعض الخبراء أن اغتيال هذه المجموعة الجديدة من العلماء الإيرانيين خلال الهجمات المفاجئة يوم 12 يونيو لن يؤدي إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني، بل سيؤدي فقط إلى تأخيره.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إعلان وقف إطلاق النار بأن بلاده حققت “إنجازات تاريخية” من خلال هذه العملية وأزالت ما وصفه بـ”التهديد الوجودي” الناجم عن البرنامج النووي الإيراني.

ويرى عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، إلى جانب مسؤولين وخبراء غربيين، أن مقتل العلماء النوويين البارزين، والضربات القوية التي لحقت بموقع “فوردو” وسائر المنشآت النووية الإيرانية، لم تؤدِ إلى إنهاء البرنامج الإيراني، بل أخّرته لعدة سنوات فقط.

وأشار محللون في الشأن النووي إلى أن إيران لا تزال تمتلك علماء آخرين يمكنهم ملء الفراغ الذي خلّفه مقتل هؤلاء العلماء.

وفي ظل هذا الوضع، دعت الحكومات الأوروبية إلى إيجاد حل سياسي قائم على التفاوض يهدف إلى التوصل إلى اتفاق يبدد المخاوف من برنامج إيران النووي، انطلاقاً من قناعتها بأن القوة العسكرية وحدها لا تستطيع القضاء على التكنولوجيا النووية لدى إيران.

ومن بين العلماء الذين قُتلوا، هناك كيميائيون وفيزيائيون ومهندسون نوويون. وقال السفير الإسرائيلي في فرنسا إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 14 فيزيائياً ومهندساً نووياً، واصفاً إياهم بأنهم “حاملو التكنولوجيا الأساسية في أدمغتهم”.

وادعى هذا الدبلوماسي الإسرائيلي أن هؤلاء لم يُدرجوا على قائمة الاغتيالات بسبب معرفتهم في الفيزياء فحسب، بل لأنهم شاركوا في مشروع تصنيع الأسلحة النووية.

وقد قُتل تسعة من هؤلاء العلماء في الموجة الأولى من الهجمات الإسرائيلية فجر 12 يونيو. وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أنهم كانوا يملكون خبرات تمتد لعقود في تطوير الأسلحة النووية، وكانوا متخصصين في مجالات الكيمياء والأدوية والفيزياء النووية.

وإلى جانب فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، اللذين كان لهما مناصب سياسية، فإن الأسماء الأخرى التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية باعتبارها “علماء نوويين” قُتلوا خلال الاشتباكات مع إسرائيل هم: أميرحسين فقهي، عبدالحميد منوجهر، أكبر مطلبي زاده، أحمد رضا ذوالفقاري، سعيد برجي، منصور عسكري، علي بكائي كريمي، وعلي باكوئي.

وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني في 24 يونيو الجاري مقتل محمد رضا صديقي صابر، وهو عالم نووي آخر، في أحدث الهجمات الإسرائيلية في مدينة “آستانه أشرفية” أثناء وجوده في منزل والده بمحافظة جيلان.

وكان صديقي صابر قد نجا من الهجوم الذي وقع يوم 12 يونيو، لكن ابنه البالغ من العمر 17 عاماً قُتل في ذلك اليوم.

ولم يعلن عن أسماء ثلاثة من أصل 14 شخصاً، الذين تقول إسرائيل إنهم قُتلوا.

ويقول خبراء إن عقوداً من العمل الإيراني في مجال الطاقة النووية – والتي تعتبرها الدول الغربية محاولة للحصول على سلاح نووي – منحت طهران مخزوناً من التكنولوجيا والعلماء القادرين على مواصلة أي مسار لإنتاج رؤوس حربية يمكن تركيبها على صواريخ باليستية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى