هل منعت الصين إيران من إغلاق مضيق هرمز؟
لم يقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمره الصحفي إجابة واضحة بشأن ما إذا كانت بكين قد سعت لتشجيع إيران على عدم إغلاق مضيق هرمز.

ميدل ايست نيوز: لم يقدم المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمره الصحفي إجابة واضحة بشأن ما إذا كانت بكين قد سعت لتشجيع إيران على عدم إغلاق مضيق هرمز، واكتفى برد عام وغامض.
وتُعدّ الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، إذ يذهب نحو 90% من صادرات النفط الإيرانية إليها. لذلك، فإن إقدام إيران على إغلاق المضيق أو تعرض حقولها النفطية لأضرار جسيمة جراء الهجمات الإسرائيلية، كان سيؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط إلى الصين وتهديد أمنها الطاقي.
وبحسب وكالة «رويترز»، شكّل النفط الإيراني 13% من واردات الصين في شهر مارس من هذا العام.
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية «بيبيسي»، اكتفت وزارة الخارجية الصينية، في معرض ردها على سؤال حول دور الصين، بتصريحات مبهمة من قبيل أن «العلاقات مع إيران قائمة» وأن الصين «لعبت دورًا بنّاءً» في خفض التوترات.
كما لم تفصح الخارجية الصينية عن تفاصيل المحادثات مع إيران بعد أن دعا مارك روبيو، وزير الخارجية الأميركي، في 22 يونيو، الصين إلى منع إيران من إغلاق مضيق هرمز ردًا على إسرائيل.
وبحسب ما أوردته صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غو جياكون، في مؤتمره الصحفي، في معرض رده على أسئلة بشأن دعوة روبيو، بأن «بكين تواصل حوارها وعلاقاتها مع إيران بشأن الوضع الراهن».
وأضاف غو أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أجرى مؤخرًا اتصالًا مع نظيره الإيراني عباس عراقجي.
وحول ما إذا كان الاتصال قد جرى بعد الضربة الأميركية، أجاب غو بأن «المحادثة تمت بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران»، في إشارة على ما يبدو إلى الاتصال الذي جرى يوم 14 يونيو، والذي قال فيه الوزير الصيني إن بلاده لعبت «دورًا بنّاءً في خفض التوترات»، دون أن تجري اتصالات لاحقة على ذلك المستوى.
وفي ما يتعلق بمضيق هرمز، الذي يمرّ عبره نحو 20% من نفط العالم، قال المتحدث الصيني إن هذا الممر «مسار حيوي لتجارة السلع والطاقة العالمية»، داعيًا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل خفض التوتر لحماية «نمو الاقتصاد العالمي».
الهدنة وإجلاء المواطنين الصينيين
هيمنت الأزمة الإيرانية على المؤتمر الصحفي الصيني، إذ خُصصت 7 من أصل 20 سؤالًا لموضوع الحرب الأخيرة. وأدان غو الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، واصفًا إياه بـ«الانتهاك الصارخ لميثاق الأمم المتحدة»، كما دان تصعيد التوترات في الشرق الأوسط.
وأشادت وزارة الخارجية الصينية بجهودها في إجلاء مواطنيها من إسرائيل وإيران، لكنها أشارت إلى أن بعضهم قرر البقاء طوعًا في كلا البلدين.
وقال غو: «لا يمكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يقف مكتوف الأيدي»، كاشفًا أن الصين، إلى جانب روسيا وباكستان، تعمل على إعداد مسودة قرار تدعو إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وحماية المدنيين، والاحترام الكامل للقانون الدولي، والمشاركة في الحوار والمفاوضات».
كما أشاد غو بجهود الحكومة الصينية في عمليات الإجلاء، موضحًا أن 3125 مواطنًا صينيًا أُخرجوا من إيران، من بينهم طفل يبلغ من العمر 10 أشهر، وشخص يبلغ من العمر 70 عامًا، بالإضافة إلى مواطنين من هونغ كونغ وتايوان.
وأضاف أن 500 مواطن صيني تم إجلاؤهم من إسرائيل، كما قدمت الصين المساعدة لمواطنين من بريطانيا والهند وبولندا.
وقال غو: «بالطبع، قرر بعض المواطنين الصينيين البقاء في إيران وإسرائيل. وقد طُلب منهم توخي الحذر بشأن سلامتهم الشخصية، وتستمر الخدمات القنصلية في كلا البلدين لخدمتهم».
وفي حين أشاد المسؤولون الصينيون ووسائل الإعلام الرسمية بجهود الإجلاء، أفادت وكالة الأنباء المركزية في تايوان في 19 يونيو، نقلاً عن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن بعض المواطنين الصينيين لم يكونوا راضين عن أداء الحكومة، معتبرين أن التركيز كان منصبًا أكثر على الطلاب الدارسين في الخارج من العمال المقيمين.