الفاتورة القاسية.. إسرائيل تنزف المليارات في مواجهة إيران

تكبدت إسرائيل كلفة باهظة جراء مواجهتها مع إيران قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار.

ميدل ايست نيوز: تكبدت إسرائيل كلفة باهظة جراء مواجهتها مع إيران قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار، لكن الإجمالية لم تتحدد بشكل نهائي، نظرا إلى أنها ممتدة إلى وقت مقبل في عدة مجالات.

وأنفقت إسرائيل حوالي 5 مليارات دولار في الأسبوع الأول من الهجمات على إيران، وفقًا لموقع فايننشال إكسبريس، بينما بلغت النفقات اليومية للحرب 725 مليون دولار، منها 593 مليون دولار خُصصت للهجمات و132 مليون دولار للإجراءات الدفاعية والتعبئة العسكرية.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الكلفة اليومية لأنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ تراوحت بين 10 ملايين دولار و200 مليون دولار بالنسبة لإسرائيل.

وكان من الممكن أن تتجاوز التكلفة الإجمالية 12 مليار دولار لو استمرت الهجمات لمدة شهر، وفقًا لمعهد آرون للسياسة الاقتصادية ومقره إسرائيل.

وتوقع الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد البهنسي أن ترفع إسرائيل المخصصات العسكرية في موازنات الأعوام المقبلة في ضوء فشل القبة الحديدية في اعتراض معظم الصواريخ المطلقة من إيران، وكذلك فشل منظومات اعتراضية أخرى في ذلك، مما يعني مراجعة شاملة لهذه المنظومات ومحاولة تطويرها.

وأضاف في تعليق لـ”الجزيرة نت” أن إسرائيل لا يمكنها أيضا تجاهل ضرورة زيادة المخصصات العسكرية لأنها تتحسب لمواجهات مستقبلية ستحتاج فيها حتما لمزيد من المنظومات الصاروخية الاعتراضية والذخيرة والطيران.

وأشار إلى أن الكلفة العسكرية في مواجهة إيران أكبر من المتوقع نتيجة استهلاك عدد كبير من الصواريخ الاعتراضية خلال أيام الحرب الاثني عشر.

ونقلت وكالة الأناضول عن الأستاذ المساعد في المالية بالجامعة الأميركية في فلسطين، ناصر عبد الكريم  قوله: إن الهجمات لم تؤثر بشكل مباشر على الإنفاق العسكري الإسرائيلي فحسب، بل أثرت أيضًا على الأنشطة الإنتاجية للبلاد، مشيرًا إلى أن الحرب قد تُكلف إسرائيل ما يصل إلى 20 مليار دولار، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتوقع عبد الكريم أن يرتفع عجز الموازنة الإسرائيلية بنسبة 6%، وأن تعويضات المواطنين المتضررين ستُفاقم تدهور المالية العامة للبلاد.

وتجاوز عدد الإسرائيليين الذين أُخليت منازلهم في الأسبوع الأول 10 آلاف، وتقدم حوالي 36 ألفا و465 شخصًا بطلبات تعويض، وفقًا لهيئة الضرائب الإسرائيلية.

وأوضح عبد الكريم أن الحكومة الإسرائيلية تدرس إجراءً بين هذه الإجراءات التالية لتغطية عجز الموازنة المتزايد:

  • خفض الإنفاق العام على الصحة والتعليم.
  • زيادة الضرائب.
  • اللجوء إلى الاقتراض، ما قد يرفع نسبة الدين العام إلى الدخل القومي بأكثر من 75%.

وكشفت وزارة المالية الإسرائيلية أن الموارد المالية الحالية للبلاد تستنزف بسرعة، وطلبت تحويل 857 مليون دولار إلى وزارة الدفاع، بينما طلبت تخفيضات قدرها 200 مليون دولار من وزارات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.

وأفادت صحيفة غلوبس المالية الإسرائيلية أن معظم هذه الأموال ستُستخدم لتغطية نفقات الأفراد العسكريين.

وتم استدعاء حوالي 450 ألف جندي احتياطي للخدمة في إطار جهود التعبئة الواسعة النطاق خلال الحرب.

التعويضات

وحسب مصلحة الضرائب، تم شراء ما يقارب 53 ألف وثيقة تأمين جديدة منذ اندلاع الحرب، فالتعويضات الرسمية الإسرائيلية تنحصر في أضرار الأملاك العقارية وخسائر السيارات، ما يدفع الناس لتأمين أغراض ثمينة من تحف فنية وأثاث فاخر ومجوهرات في مصلحة الضرائب نفسها بقسط إضافي قدره 0.3% من قيمة العقار المؤمَّن عليه، حتى سقف مليون شيكل، أو تأمين هذه الأغراض لدى شركات تأمين خاصة لتغطية ما لا تقدمه الدولة من تعويضات لخسائر الحروب.

لكن اندفاع الناس في فترة ما بعد الحرب على إيران يظهر مقدار خشيتهم من الحرب وأضرارها، خصوصا بعد أن نقلت الحرب أضرار الممتلكات إلى مستوى جديد. فالتأمين الإضافي يرفع التعويض عن محتويات المنزل للفرد إلى 52 ألفا و570 شيكلا (الدولار يساوي 3.42 شواكل تقريبا)، ويحق للزوجين أو الوالدين المنفردين الحصول على مبلغ يصل إلى 85 ألف شيكل، وللزوجين اللذين لديهما طفل 95 ألف شيكل، وللزوجين اللذين لديهما 3 أطفال 130 ألف شيكل، ولا يشمل هذا تعويض ضريبة الأملاك والتأمين الإضافي للمجوهرات والذهب والفضة.

وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإنه بسبب طول أمد الحرب مع إيران أكثر مما كان متوقعا، فقد تمت في وزارة المالية صياغة خطة تعويض قطاع الأعمال وتعويض الشركات لمئات الآلاف من العمال المتغيبين عن العمل بسبب الحرب مع إيران.

وكتبت الصحيفة أن الخطة ستشمل تعويض الشركات التي تأثرت بانخفاض في حجم أعمالها بنسبة 25% على الأقل، وتعويضًا بنسبة 75% لأجور الموظفين، وسداد النفقات وفقًا لدرجة انخفاض حجم الأعمال، فكلما زاد انخفاض حجم الأعمال زاد التعويض. وهذا يعني، وفق التقديرات، مليارات الدولارات من خزينة الدولة.

وكشفت سلطة الضرائب أمس الاثنين للجنة المالية في الكنيست عن حجم الأضرار الهائلة الناجمة عن الحملة ضد إيران، فخلال أسبوعين فقط من بدء القتال المباشر تقرر هدم 25 مبنى في جميع أنحاء البلاد، مقارنة بمبنى واحد فقط تضرر بالدرجة نفسها خلال الحرب مع غزة.

وأقرت السلطة بوجود موجة غير مسبوقة من مطالبات التعويض من الشركات المتضررة. وخلال النقاش، قدم أمير دهان، مدير قسم التعويضات في سلطة الضرائب، صورة شاملة للأضرار الاقتصادية التي لحقت حتى وقت يقترب من نهايتها.

وأوضح أنه منذ بداية الحرب مع إيران، قُدّمت حوالي 40 ألف مطالبة تعويض، مقارنةً بحوالي 70 ألف مطالبة مُقدمة منذ بداية الحرب بأكملها، مضيفا “حتى لو انتهت الحرب اليوم، أتوقع أن نصل إلى 50 ألف مطالبة تعويض في هذه الجولة”.

وبحسب قوله، فإن مبالغ التعويضات مرتفعة للغاية: “حتى الآن، منذ بداية الحرب، دفعنا 2.5 مليار شيكل. ومنذ جولة القتال المباشر مع إيران في الأسبوعين الماضيين، وصلنا إلى حوالي 4.5 مليارات، وأعتقد أننا سنصل إلى 5 مليارات. هذه مبالغ لم نشهدها من قبل في الأضرار المباشرة. معهد وايزمان ومصفاة بازان لتكرير النفط في حيفا حدثان ضخمان، ولدينا 25 مبنى يجب هدمها، مقارنة بمبنى واحد فقط منذ بداية الحرب وحتى جولة إيران”.

هلع المستثمرين

يحذر الخبراء من أن معدل النمو في إسرائيل قد يتباطأ، وأن البطالة قد ترتفع، وأن معدلات الفقر قد ترتفع إذا استمر الصراع.

واستهدفت إيران بنى تحتية حيوية في تل أبيب وحيفا، بما في ذلك هجوم أدى إلى إغلاق مصفاة بازان، أكبر مصفاة نفط في إسرائيل، متسببًا في خسائر يومية تُقدر بـ3 ملايين دولار، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز.

وعلّق مطار بن غوريون عملياته ردًا على الضربات الانتقامية الإيرانية، وهو المطار الذي يستقبل عادةً حوالي 300 رحلة و35 ألف مسافر يوميًا، ولم يُفتح إلا جزئيًا اعتبارًا من الأحد الماضي لأغراض إعادة المستوطنين إلى إسرائيل، ومن المتوقع أن يؤدي هذا التعطيل إلى خسائر اقتصادية أكبر.

وتزامن تعليق الرحلات في أكبر مطار في البلاد مع قيام شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية، العال، بتعليق رحلاتها وتحويل مسار طائراتها، تحسبًا لأي تهديد بالاستهداف.

وتم تحويل رحلة متجهة إلى باريس في طريقها وهبطت في الإدارة القبرصية اليونانية، واضطرت رحلة أخرى متجهة إلى بانكوك إلى الهبوط في روما.

من المتوقع أن تصل الكلفة التشغيلية لهذا المشروع وحده إلى حوالي 6 ملايين دولار.

وعانت الأسواق المالية كذلك من تصاعد التوترات العسكرية، مثل إصابة الصواريخ الإيرانية بورصة الألماس الإسرائيلية، وهي قطاع يُمثل حوالي 8% من إجمالي صادرات إسرائيل.

ووفقًا لمعهد الألماس الإسرائيلي، أثارت الهجمات مخاوف في بورصة تل أبيب.

وتسببت الضربة التي تلقاها سوق الأسهم في ذعر المستثمرين، مما أدى إلى عمليات بيع مكثفة وتسريع وتيرة تباطؤ السوق، وعرّض الاستقرار الاقتصادي للخطر على المدى القصير.

وقف إطلاق النار

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين أن إسرائيل وإيران اتفقتا على وقف إطلاق نار “كامل وشامل” في ظل تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء، وحث ترامب الجانبين على عدم انتهاكه.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى