سيناريوهان للعلاقات الإيرانية الأمريكية: استئناف المفاوضات أم التوجه نحو اتفاق شامل؟

يمكن رسم سيناريوهين محتملين لمستقبل العلاقات الإيرانية-الأمريكية في الأشهر المقبلة عبر تصريحات الرئيس الإيراني خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي.

ميدل ايست نيوز: أعلن الرئيس الإيراني خلال اتصال هاتفي مع وليّ العهد السعودي أنّ بلاده تأمل في التوصل إلى اتفاقات منطقية في إطار القواعد الدولية بشأن استيفاء الحقوق المشروعة للشعب الإيراني، وتهيئة بيئة مناسبة للنمو والتقدم في عموم المنطقة. كما أعلن عن استعداد طهران لحل الخلافات مع الولايات المتحدة استناداً إلى الأطر الدولية، وهو ما يفتح المجال أمام رسم سيناريوهين محتملين لمستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن.

وقال مسعود بزشكيان خلال الاتصال: “نحن مستعدون لحل الخلافات بين إيران والولايات المتحدة وفق الأطر الدولية”. وأضاف: “ليس لدينا أي مطالب تتجاوز حقوقنا، ونرحب بأي مساعدة من الدول الصديقة والشقيقة في هذا السياق”. وتابع قائلاً: “نؤمن إيماناً راسخاً بأن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يسعيان لإثارة الفتنة بين الدول الإسلامية، بينما تسعى إيران إلى تعزيز الوحدة والسلام في المنطقة”.

من جانبه، أشار وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان إلى أنّ “المملكة العربية السعودية أدانت منذ البداية جميع الهجمات الإسرائيلية ضد إيران”، مضيفاً: “سعينا إلى توحيد مواقف الدول لإدانة هذا العدوان، وبذلنا جهوداً حثيثة للتشاور مع مختلف الأطراف للضغط على إسرائيل من أجل وقف هجماتها”. وشدّد بن سلمان على أنّ “المملكة ودول المنطقة لم ولن تفتح مجالها الجوي لأي عمل عسكري ضد إيران، كما أنّه لن تُشنّ عمليات ضد إيران من القواعد الأمريكية في بلداننا. ونحن نتفهّم أيضاً قراركم بالرد على الهجوم الأمريكي”.

ومن زاوية تأكيد الرئيس مسعود بزشكيان على ضرورة حل الخلافات بين إيران والولايات المتحدة، وكذلك تعبير بن سلمان عن أمله بانطلاق سريع للمفاوضات بين طهران وواشنطن، يمكن رسم سيناريوهين محتملين لمستقبل العلاقات الإيرانية-الأمريكية في الأشهر المقبلة:

السيناريو الأول: استئناف المفاوضات المعلّقة

يُعد هذا السيناريو الأكثر ترجيحاً في ضوء تصريحات الرئيس الإيراني، ويقوم على استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة. وكان من المقرر أن تبدأ الجولة السادسة من هذه المفاوضات يوم الأحد 16 يونيو، برعاية سلطنة عمان، غير أنّ العدوان الإسرائيلي فجر الجمعة 14 يونيو، بحسب تعبير عباس عراقجي، “قضى على تلك المساعي”. ومع ذلك، تشير بعض المؤشرات إلى أنّ الوضع الهشّ الحالي لا يمكن أن يستمر إلا إذا عاد الطرفان إلى المسار الدبلوماسي.

تصريحات عراقجي، والتي شدّد فيها على أنّ المفاوضات لا معنى لها إلا بعد وقف الهجمات والاعتراف بحق إيران في التخصيب، تعكس رغبة طهران في مواصلة المسار التفاوضي. وعلى الجانب الأمريكي، هناك إشارات مشابهة، حيث اعتبر بعض الخبراء تصريح دونالد ترامب بأن الصين يمكنها شراء النفط الإيراني بمثابة تليين أولي للموقف، على الرغم من الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.

مع ذلك، فإن مستقبل هذه المفاوضات سيظل غير مضمون ما لم يُعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، ومن المرجّح أن يخوض الطرفان جولات متكررة من التفاوض حتى أكتوبر، موعد تطبيق “آلية الزناد”.

السيناريو الثاني: التوجّه نحو اتفاق شامل

أما السيناريو الآخر، مع بقاء الشكوك حاضرة في الظروف الراهنة، فيتمثل في سعي إيران والولايات المتحدة إلى التوصّل إلى اتفاق جديد أكثر شمولاً من ذلك الذي كان موضوع نقاش بين عراقجي و”ويتكوف” منذ 11 أبريل. وعلى الرغم من أنّ الأساس في هذا الاتفاق سيكون الملف النووي، إلا أنّه قد يشمل أبعاداً جديدة بعد الاشتباك العسكري الذي دام 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، من بينها الاستثمارات الأمريكية في إيران، وضمان الأمن في مياه الخليج والبحر الأحمر، وهي قضايا تهمّ الطرفين على المديين القريب والمتوسط.

غير أن نجاح هذا السيناريو يبقى مرهوناً بالموقف الأمريكي من الملف النووي، وخاصة الاعتراف بحق إيران في التخصيب، وإنشاء تحالف إقليمي داخل إيران يمكن أن يُعزّز نموذج التعاون بين طهران ومجلس التعاون. وفي حال قدّمت الولايات المتحدة ضمانات موثوقة، فإن الدبلوماسية تظلّ الخيار الأجدى والأكثر استدامة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى