“جاسوس للموساد”.. صحيفة إيرانية تطالب بمحاكمة غروسي وإعدامه
في تصعيد جديد للتوترات المرتبطة بالملف النووي، زعم غروسي أن إيران تخفي كميات من اليورانيوم المخصب في معالم أثرية بأصفهان.

ميدل ايست نيوز: أثارت تصريحات رافائل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن إخفاء إيران لليورانيوم المخصب بنسبة 60% في مواقع تاريخية بمدينة أصفهان، ردود فعل حادة من جانب المسؤولين ووسائل الإعلام الأصولية، بما في ذلك صحيفة “كيهان”. وقد رفضت طهران بشدة دخول غروسي إلى البلاد، فيما طالبت صحيفة كيهان بمحاكمته وإعدامه.
وفي تصعيد جديد للتوترات المرتبطة بالملف النووي، زعم غروسي أن إيران تخفي كميات من اليورانيوم المخصب في معالم أثرية بأصفهان، وهي تهمة أثارت ردًّا صارمًا من قبل طهران. صحيفة كيهان وصفت غروسي بـ”جاسوس موساد المعروف”، ودعت إلى محاكمته وإعدامه فور دخوله الأراضي الإيرانية.
وكان غروسي قد صرح في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية: “إيران أخفت جزءًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% داخل مواقع تاريخية في أصفهان”.
واعتبرت صحيفة كيهان هذه التصريحات دليلاً على ما وصفته بـ”خيانة وغدر غروسي”، وكتبت: “هذا الرجل الخبيث والوضيع يوجه العدو نحو تدمير الآثار التاريخية لإيران!”.
عراقجي: غروسي ممنوع من الدخول
قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراتي ، في برنامج تلفزيوني مساء أمس: “لا نعتزم حاليًا استقبال غروسي، وربما لن نقوم بذلك أبدًا”.
وأضاف: “تقارير غروسي المنحازة، إلى جانب تقارير الوكالة، كانت أساسًا لإصدار القرار الأوروبي وشن الهجوم الإسرائيلي”.
وأكد عراقجي أن التعاون مع الوكالة الدولية سيكون من الآن فصاعدًا وفق قانون البرلمان وقرار المجلس الأعلى للأمن القومي، مشيرًا إلى أن عمليات التفتيش متوقفة حاليًا.
رد فعل ظريف وآخرين
صرّح محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق، تعليقًا على تصريحات غروسي قائلاً: “كان على غروسي أن ينفي هذه المزاعم التي لا أساس لها، لكنه لم يفعل”.
أما الدبلوماسي السابق حسين موسويان فقد دعا إلى استقالة غروسي.
كيهان: محاكمة وإعدام جاسوس الموساد
وفي مقال شديد اللهجة، كتبت صحيفة كيهان: “غروسي هو جاسوس موساد معروف، وقد أدلى بمعلومات حساسة عن إيران خلال مقابلته مع فوكس نيوز. يجب أن يُحاكم فور دخوله إيران بتهمة التجسس والمشاركة في اغتيال العلماء النوويين، وأن يُعدم”.
وفي عمودها الحواري، رأت الصحيفة أن مواقف المسؤولين الإيرانيين تجاه غروسي لا تزال غير كافية، وكتبت: “عندما كانوا يشنقون قاتلًا، سألوه هل توقعت هذه النهاية؟ فأجاب: حلمت أنني سأصل إلى مكانة عالية، لكنني لم أكن أعلم أنها ستكون على المشنقة!”.
وقال أيضا حسن عاملي، إمام جمعة أردبيل: “غروسي هو المسبب الرئيسي للحرب الأخيرة، ودخوله إلى إيران لن يكون ممكنًا أبدًا”.
وأشار عاملي إلى أن تقرير غروسي قبيل اندلاع الحرب كان سببًا في صدور القرار الأممي وتوفير الذريعة لإسرائيل، مضيفًا: “يجب قطع الطريق على دخوله إلى إيران إلى الأبد”.
مرحلة جديدة في العلاقات بين إيران والوكالة
لا تفتقر اتهامات غروسي الأخيرة فقط إلى الأدلة الموثوقة، بل تأتي كذلك في إطار سياسة الضغط الأقصى على إيران، وهي سياسة أدت إلى تصعيد التوترات الإقليمية بل وحتى إشعال الحرب. وتشير مواقف المسؤولين الإيرانيين ووسائل الإعلام المحافظة إلى أن طهران لم تعد مستعدة للتعامل مع غروسي ولا مع سياسات الوكالة الدولية تحت إدارته، ومن المرجح أن تدخل العلاقات النووية مع الوكالة في مرحلة جديدة من الانقطاع والعزلة.