محادثات بين إيران وأميركا تلوح في الأفق رغم التوترات؟
أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية باحتمال إجراء مفاوضات سرّية بين إيران والولايات المتحدة في الأيام المقبلة، بهدف بحث إمكانية وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.

ميدل ايست نيوز: أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية باحتمال إجراء مفاوضات سرّية بين إيران والولايات المتحدة في الأيام المقبلة، بهدف بحث إمكانية وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات.
وبحسب موقع “رويداد 24” الإيراني، يأتي هذا التقرير في وقت لا تزال فيه المنطقة متأثرة بالتوترات العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل، في ظل عدم الإعلان رسميًا عن وقف لإطلاق النار حتى الآن.
وبحسب التقرير، فإن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بوساطة عمان، من المقرر أن يجري محادثات جديدة مع مسؤولين إيرانيين خلال الأيام القادمة. وتهدف هذه المحادثات إلى بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل تقليص العقوبات المفروضة على طهران.
اللاعبون جاهزون وملعب الدبلوماسية قيد إعادة البناء
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي حتى الآن من طهران أو واشنطن حول التقرير، إلا أن إشارات ظهرت في الأيام الأخيرة من بعض الفاعلين الرئيسيين في الملف النووي الإيراني، توحي بتحركات جديدة على صعيد الدبلوماسية في أعقاب التصعيد الأخير.
في إيران، أكدت وزارة الخارجية مرارًا أن باب التفاوض لم يُغلق إذا توافرت نية حقيقية لرفع العقوبات. كما شدد عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، خلال ذروة الاشتباكات العسكرية، على أن إمكانية العودة إلى المسار الدبلوماسي تبقى قائمة في حال توقف الهجمات.
لكن الهجوم العسكري الأخير من جانب إسرائيل، والدعم العلني والرسمي من واشنطن لهذا العدوان، أضافا مزيدًا من الشكوك لدى طهران، التي لا تزال تتهم الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي السابق (الذي يعرف بالاتفاق النووي لعام 2015).
في المقابل، تظهر مواقف متباينة داخل إدارة ترامب. ففي حين أعطى ترامب في الأسابيع الماضية ضوءًا أخضر للهجوم على إيران، بل وأرسل قاذفات أميركية دعمًا لإسرائيل، عاد ليشير أكثر من مرة إلى إمكانية التفاوض مع طهران والوصول إلى اتفاق. وفي الوقت ذاته، يواصل إطلاق تهديدات وتحذيرات.
كما أبدى مسؤولون أميركيون آخرون ترحيبهم بإحياء المسار التفاوضي. فبحسب تصريحات أدلى بها النائب الجمهوري البارز عن ولاية تكساس، مايكل مكول، فإن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أبلغ أعضاء في الكونغرس برغبته في التفاوض “وجهًا لوجه” مع المسؤولين الإيرانيين، بدلًا من الاعتماد على وسطاء.
وفي السياق ذاته، شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في أحدث تصريحاته، على أن استمرار النزاع لا يصب في مصلحة أي طرف، ودعا إلى ضرورة إحياء التفاهمات الفنية والسياسية في أسرع وقت ممكن.
من جهتها، بدأت الدول الأوروبية، التي سبق أن أعربت عن قلقها بعد المواجهات الأخيرة، تحركات جديدة لفتح قنوات دبلوماسية وإحياء جهود الوساطة. وقال دبلوماسي أوروبي لصحيفة “إل باييس” الإسبانية إن عدم الدخول في مفاوضات من شأنه أن يدفع المنطقة إلى مزيد من انعدام الاستقرار.
ورغم عودة الحديث عن الحوار، فإن الطريق إلى طاولة التفاوض لن يكون سهلًا. فغياب الثقة المتبادلة، والضغوط الداخلية في كلا البلدين، والانتخابات الأميركية المقبلة، إلى جانب الوضع الأمني الهش في المنطقة، كلها عوامل تُعقّد فرص التوصل إلى حتى اتفاق مؤقت.
مع ذلك، تشير المؤشرات إلى أن الجانبين، الأميركي والإيراني، يسعيان وسط الضغوط المتزايدة، إلى الحفاظ على حد أدنى من الاستقرار، حتى ولو تطلّب الأمر التوصل إلى اتفاق محدود، غير رسمي ومؤقت، يخفف من حدة التوتر ويفتح منفذًا لبقاء المسار الدبلوماسي قائمًا.