لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني: لسنا في حالة وقف إطلاق نار بل في مرحلة وقف الأعمال العدائية
أكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن ما يجري الآن مع إسرائيل وأميركا ليس هدنة، بل توقف مؤقت للحرب، ويُعدّ جزءًا من مراحلها، مع احتمال استئناف القتال في أي لحظة.

ميدل ايست نيوز: شهدت إيران وإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين حربًا عسكرية شاملة استمرت 12 يومًا، شملت هجمات متبادلة، حيث قصفت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية فوردو ونطنز وأصفهان، بينما استهدفت إيران قاعدة العديد الأميركية في قطر. وانتهت هذه المواجهة صباح الثلاثاء 24 يونيو بوقف لإطلاق النار بوساطة قطرية. وتصف السلطات الإيرانية هذا التوقف بأنه “فرض لإنهاء الحرب” على الطرفين الأميركي والإسرائيلي، في حين يبقى هذا التوقف هشًّا، بالنظر إلى سجل إسرائيل في خرق الهدن، وفق ما صرح به مؤخرًا المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم رضائي، الذي قال إن “الحرب لم تنتهِ، ونحن على استعداد للرد القوي على أي تحرك من العدو الصهيوني وأميركا”.
وفي هذا السياق، أجرى موقع “دیده بان ایران” مقابلة مع فدا حسين مالكي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، والذي أوضح أن “ما يجري الآن ليس هدنة، بل هو توقف مؤقت للحرب، ويُعدّ جزءًا من مراحلها، مع احتمال استئناف القتال في أي لحظة”. وأكد: “نحن لا نثق مطلقًا بالكيان الصهيوني أو بأميركا، وأي تحرك من قبلهما سيُقابل برد من الجمهورية الإسلامية، كما شدد قادتنا العسكريون”.
وفي ما يتعلق بالمسار النووي، أشار مالكي، ممثل سکان زاهدان، إلى أن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمثل تغييرًا في التكتيك الإيراني. وقال: “تقرير رافائيل غروسي الأخير إلى مجلس محافظي الوكالة قُدِّم قبيل اندلاع الحرب، وكان تقريرًا غير مهني، وقاد إلى صدور قرار ضد إيران، أعقبه الهجوم الإسرائيلي بدعم أميركي”. وأضاف: “لذلك، أقرّ البرلمان مؤخرًا مشروع قرار يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة”.
وتابع موضحًا أن “هذا القرار البرلماني يُظهر أن الجمهورية الإسلامية غيرت تكتيكها في التعامل مع الوكالة الدولية، كما أن هذا التغيير يشمل الموقف من أصل المفاوضات. فنحن الآن في ظرف لا يُمكن فيه الوثوق بالطرف الأميركي”.
وانتقد مالكي سرعة قبول إيران بوقف الحرب، معتبرًا أن الوقت لم يكن مناسبًا لذلك، وقال: “ربما لم يكن من الحكمة أن نقبل وقف الحرب بهذه السرعة. فقد جاء طلب الأعداء عندما كانوا في وضع ضعيف، خصوصًا بعد استهدافنا لقاعدة أميركية في قطر، وكنا قادرين على استهداف قواعد أميركية أخرى في المنطقة بفواصل زمنية قصيرة، لو استمر النزاع”.
وعن مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي كانت جارية قبل الحرب، أجاب مالكي أن “وجهات النظر تختلف، لكن لجنة الأمن القومي في البرلمان لا ترى إمكانية لاستئناف التفاوض، بسبب انعدام الثقة الكامل. كان هناك مسار تفاوضي واعد، لكن رغم ذلك، وجّه الكيان الصهيوني ضربة عسكرية إلى إيران بدعم من أميركا. في ظل هذه المعطيات، ما هو المبرر للعودة إلى طاولة التفاوض؟ وما هو الضمان لعدم تكرار ما حصل؟”.
وختم مالكي بالقول: “الهجوم الأميركي الأخير على المنشآت النووية، والذي نُفّذ من دون إذن من الكونغرس، خلق انقسامًا داخل الساحة السياسية الأميركية. هناك خلافات كبيرة بين الحكومة والكونغرس. حتى فريق التفاوض الإيراني توصّل إلى قناعة بأن الأميركيين ليسوا موضع ثقة، لأن أي اتفاق يُبرم يجب أن يمر عبر الكونغرس. وهذا كان قبل الحرب. أما الآن، وبعد ما حدث، فإن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات أصبحت معدومة”.