صحيفة إيرانية تدعو لموقف حاسم مع باكو بشكل نهائي

حصلت السلطات الإيرانية على معلومات تشير إلى احتمال دخول بعض الطائرات الصغيرة المسيّرة إلى الأراضي الإيرانية من خلال الدول المجاورة في الشمال.

ميدل ايست نيوز: في الأيام الأخيرة، وبالتزامن مع تحليل تبعات العدوان الإسرائيلي على إيران، خاصة باستخدام الطائرات الصغيرة المسيّرة، تزايدت التقارير والمشاهدات الميدانية والتكهنات الموثوقة التي جذبت اهتمام المحللين نحو شمال البلاد والحدود الإيرانية مع جمهورية أذربيجان.

وبحسب التصريحات الرسمية لسفير إيران لدى أرمينيا، فقد حصلت السلطات الإيرانية على معلومات تشير إلى احتمال دخول بعض الطائرات الصغيرة المسيّرة إلى الأراضي الإيرانية من خلال الدول المجاورة في الشمال. هذه المعلومات كانت كافية لأن يجري الرئيس الإيراني اتصالًا مباشرًا مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، طالبًا فتح تحقيق دقيق وتقديم تقرير رسمي بشأن الحادث.

إلا أن رد باكو الرسمي جاء رافضًا بشكل قاطع لتلك الادعاءات، حيث أصدرت وزارة الخارجية الأذربيجانية بيانًا وصفت فيه هذه المزاعم بأنها “لا أساس لها”، مؤكدة أنه لم يتم تقديم أي دليل موثوق حتى الآن على استخدام المجال الجوي أو الأراضي الأذربيجانية في أي عملية عسكرية ضد إيران.

غير أن هذا النفي الرسمي لم يبدُ كافيًا لتبديد كامل الهواجس الإيرانية، إذ إن المعطيات الميدانية والسياقات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة بين باكو وتل أبيب تكشف عن علاقة استراتيجية عميقة لا يمكن تجاهلها عند تحليل مثل هذا الحدث.

ويُذكر في هذا السياق الافتتاح الرسمي لسفارة أذربيجان في إسرائيل، الذي جرى بعد ثلاثة عقود من العلاقات، وتلاه على الفور افتتاح سفارة إسرائيلية في عشق آباد، على بُعد كيلومترات قليلة من الحدود الشرقية لإيران. وتُعد هذه التحركات مؤشرات واضحة على وجود تنسيق إسرائيلي خارج الإقليم بالقرب من حدود إيران.

وعلى مدار العقد الماضي، سعت تل أبيب لتثبيت موقعها كشريك عسكري واستخباراتي واقتصادي لجمهورية أذربيجان، وقد بلغ هذا التعاون ذروته خلال حرب قره باغ الثانية، حيث لعبت الطائرات الانتحارية المسيّرة الإسرائيلية دورًا محوريًا في انتصار باكو.

من جانب آخر، يُلاحظ وجود اعتماد متبادل بين الجانبين، إذ تُعد أذربيجان من أبرز مورّدي الطاقة لإسرائيل، في حين تستورد من تل أبيب كميات ضخمة من المعدات العسكرية المتطورة والتقنيات الرقابية.

وفي ظل هذا الواقع، فإن تأكيد فرضية استخدام إسرائيل لأراضي أذربيجان – ولو بشكل غير مباشر – في تنفيذ عمليات ضد إيران، قد يدفع طهران إلى إعادة صياغة ترتيباتها الأمنية على حدودها الشمالية، وإعادة النظر في مستقبل علاقاتها مع باكو.

ومما لا شك فيه أن استمرار أذربيجان في هذا النهج لن يكون بلا ثمن. وإذا ما ثبت دورها في تسهيل العدوان الإسرائيلي على إيران، فإن طهران ستكون مطالبة بحسم موقفها من باكو بشكل واضح ونهائي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى