مصادر إيرانية تكشف معلومات خطيرة عن أسباب استهداف إسرائيل لسجن إيفين في طهران
أعلنت السلطة القضائية مقتل ما لا يقل عن 79 شخصًا في الهجوم الإسرائيلي على إيفين، بينهم عدد من العاملين وموظفي السجن وطاقم العيادة وزوار السجناء.

ميدل ايست نيوز: استهدفت إسرائيل قبل يوم من وقف إطلاق النار سجن إيفين شمال العاصمة الإيرانية طهران. فقد نشرّت مجموعة “عدالة علي” القرصانية—وهي التي سبق أن اخترقت كاميرات السجن وبيانات الأرشيف القضائي—في قناتها على تلغرام فيديو يظهر انفجارًا عند مدخل السجن.
وادّعت جهات معارضة للحكومة الإيرانية من بدايات إعادة نشر الفيديو أن إسرائيل قامت بـ”تحرك رمزي”، مستهدفةً مدخل إيفين لأنه “رمز للقمع” في النظام. لكنّ الأمر سرعان ما اتضح أن الفيديو مصنوع بتقنية الذكاء الاصطناعي، وأن الهجوم لم يقتصر على بوابة واحدة فقط.
وبعد يومين، أعلنت السلطة القضائية مقتل ما لا يقل عن 79 شخصًا في الهجوم الإسرائيلي على إيفين، بينهم عدد من العاملين وموظفي السجن وطاقم العيادة وزوار السجناء. كما أثار الهجوم قلقًا بشأن صحة بعض السجناء السياسيين، ونُقل بعضهم إلى سجن قرجك للنساء والسجن الكبير بطهران. وقد ركّز الإعلام حتى الآن على الوضع الصحي المتردي في سجن قرجك والسجن الكبير، دون طرح سؤال منطقي: لماذا شنّت إسرائيل هجومًا بهذا الحجم على سجن يُفترض أن ضحاياه من “المظلومين” المقموعين من قبل النظام الذي تحاربه؟
ذكر مصدر مطلع لموقع “رویداد 24” أن الصواريخ المتوجّهة كانت بدقة نحو مبنى إداري داخل إيفين، وهو المبنى ذاته الذي استخدمه جهاز الاستخبارات مؤخرًا لاستجواب “المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل”.
وبيّن أحد المحللين المطلعين أن إسرائيل، من خلال القضاء على هؤلاء الأفراد، قطعت الحلقة التي قد تربط إيران بشبكات المعلومات. ولفت إلى أن “شفرات الاتصال التابعة للمجموعة كانت ستُحلل خلال الأيام القليلة القادمة”.
وقد أفادت منظمات حقوقية بأن عشرات السجناء السياسيين—بمن فيهم عدد من الناشطات—نُقلوا إلى السجن الكبير وقرجك. وذكرت عائلاتهم أن ذلك تم “لتفادي هجوم ثانٍ”. لكنّ تحقيقات موقع “رویداد 24” تشير إلى أن هذه المخاوف، وإن كانت حقيقية، فهي تهويل مقصود. فوفقًا لهذه النتائج، لم يقتصر تأثير الضربة الإسرائيلية على الغرف الجنائية أو السياسية، رغم حجمها، إلا أن وسائل الإعلام الموالية لإسرائيل حاولت تحويل التركيز إلى الأهداف الرمزية لتشتيت الانتباه عن الهدف الأساسي.
روايات متضاربة حول الإنذار المسبق لرئيس سجن إيفين
فيما يتعلق بمزاعم “فوكس نيوز” الأمريكية اليمينية—المقرّبة من ترامب—فقد نشرت صورًا قالت إنها من محادثات مع ابن رئيس سجن إيفين، هدايت الله فرزادي، زعمت أن عملاء إسرائيليين أبلغوه قبل الضربة بوجوب فتح أبواب السجن وإطلاق السجناء، لكنه هرب. وحتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة بشأن هذه الادعاءات. ونشرت دائرة الإعلام القضائي بيانًا مفاده أن فرزادي كان، أثناء الهجوم، برفقة فريق يزور الأقسام الداخلية للسجن.
ومهما كانت التفاصيل، يتضح الآن أن مزاعم “التحذير الإسرائيلي” للسجناء أثناء الهجوم تبدو في أحسن الأحوال مضحكة، خصوصًا بعد التأكيد بأن دقة الأهداف وتوقيت الضربة لم تكن تهدف إلى إنقاذ أحد.