كم بلغت خسائر تعليق رحلات الطيران في إيران؟

تشير تصريحات رسمية إلى أن أكثر من 250 رحلة دولية أُلغيت خلال الأسبوعين التاليين للهجوم الإسرائيلي، ما أدى إلى ديون تتجاوز 600 مليار تومان لصالح المسافرين من شركات الطيران والفنادق.

ميدل ايست نيوز: أعلنت وزارة الطرق والتنمية الحضرية في إيران عن تمديد إلغاء الرحلات الداخلية والدولية في المناطق الشمالية والجنوبية والغربية من البلاد حتى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الثلاثاء، الموافق 1 يوليو 2025.

وصرّح مجيد أخوان، المتحدث باسم الوزارة، أن المجال الجوي للمناطق الوسطى والغربية من إيران لا يزال مفتوحاً أمام الرحلات الدولية العابرة، لكن حركة الطيران الدولي عبر المناطق الشمالية والجنوبية والغربية لا تزال متوقفة، كما لم تُستأنف أي من الرحلات الداخلية إلى مختلف أنحاء البلاد.

يُذكر أن تعليق الرحلات الجوية الداخلية والدولية بدأ فجر يوم 13 يونيو، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، ومنذ ذلك الحين، تواصل الوزارة تمديد هذا الحظر بشكل يومي.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قيود الطيران في إيران ستُرفع يوم الثلاثاء أم أن التعليق سيستمر في الأيام المقبلة.

خسائر وتداعيات إلغاء الرحلات الجوية

تسببت هذه الإجراءات، إلى جانب الخسائر المالية الفادحة التي لحقت بشركات الطيران والمسافرين، في تداعيات جسيمة. إذ عجز العديد من المسافرين الذين غادروا إيران في رحلات قصيرة عن العودة إلى البلاد.

كما أثّر إلغاء الرحلات على نشاط الفرق الرياضية. وبحسب وكالة أنباء “إيسنا”، فإن الاتحاد الإيراني لرفع الأثقال، الذي كان قد أعد منذ شهور خطةً لإيفاد فرق الناشئين والشباب إلى بطولة آسيا في كازاخستان، اضطر لإلغاء المشاركة بسبب الوضع الراهن للطيران.

ومن الآثار الأخرى لتعليق الرحلات الجوية، اضطرار الحجاج الإيرانيين للعودة إلى البلاد عبر المعابر البرية. ووفقًا لمكتب نقل الركاب التابع لمنظمة الطرق والنقل البري، فقد عاد نحو 63 ألفاً و175 حاجاً إلى إيران عن طريق الحدود البرية منذ بدء تعليق الرحلات حتى صباح يوم 25 يونيو/حزيران. كما جرى يوم الجمعة تنفيذ 10 رحلات جوية مباشرة من المدينة المنورة إلى مطار مشهد، عاد خلالها نحو 2,500 حاج، ليواصلوا طريقهم براً إلى محافظاتهم.

أكثر من 30 ألف شخص تضرروا

ومن أبرز تبعات تعليق الرحلات الإيرانية، تراكم ديون كبيرة على شركات الطيران تجاه المسافرين. إذ أوضح حرمت‌ الله رفيعي، رئيس الجمعية المهنية لمكاتب خدمات السفر والسياحة في إيران، أن أكثر من 250 رحلة دولية أُلغيت خلال الأسبوعين التاليين للهجوم الإسرائيلي، ما أدى إلى ديون تتجاوز 600 مليار تومان لصالح المسافرين من شركات الطيران والفنادق.

وفي حديثه لوكالة “إرنا” الرسمية، قال رفيعي إن أكثر من 30 ألف شخص لم يتمكنوا من السفر خلال فترة إلغاء الرحلات. وأضاف: “سافر أكثر من 100 ألف مسافر إيراني إلى الخارج لأغراض دينية وسياحية، عاد نحو 90% منهم براً بسبب إغلاق المجال الجوي. ويتوجب على شركات الطيران إعادة قيمة التذاكر التي دفعها هؤلاء الركاب”.

الحكومة ترمي المسؤولية على وكالات السفر

في سياق متصل، أصدرت وزارة الطرق والتنمية الحضرية بياناً أكدت فيه إلزام جميع شركات الطيران ومكاتب خدمات السفر بإعادة المبالغ المدفوعة عن التذاكر الملغاة إلى المسافرين بشكل كامل ودون اقتطاع أي رسوم.

وجاء في البيان: “في حال تم شراء التذكرة مباشرة من موقع شركة الطيران، يمكن للمسافرين تقديم طلب استرداد المبلغ عبر قسم «الاسترداد» في نفس الموقع، ويجب على الشركة إعادة المبلغ إلى نفس الحساب البنكي الذي استخدم في الدفع”.

لكن رفيعي انتقد هذا التوجه الحكومي، مشيراً إلى أن التعميم كان يجب أن يُوجّه إلى شركات الطيران ومراكز الإقامة، وليس إلى مكاتب السفر التي لا تعدو كونها وسيطاً لبيع التذاكر. وأوضح أن هذه المكاتب لا يمكنها إعادة الأموال للمسافرين ما لم تستلم بدورها الأموال من شركات الطيران أو منصات الحجز أو الفنادق.

وتتعدى تداعيات هذه الأزمة الخسائر الاقتصادية لتشمل أبعاداً سياسية أيضاً. إذ إن تقليص عدد الرحلات الدولية وتعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتاً، يعكس ضعفاً في ثقة المجتمع الدولي باستقرار وأمان المجال الجوي الإيراني، وهو ما قد يهدد موقع إيران الاستراتيجي كممر رئيسي للترانزيت الجوي بين الشرق والغرب، ويقوض مكانتها الإقليمية في قطاع النقل الدولي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى