من الصحافة الإيرانية: الوساطة القطرية في قلب العاصفة

تبدو قطر مستعدة للوساطة بين إيران والولايات المتحدة. فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، أن بلاده تلعب دوراً في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران.

ميدل ايست نيوز: تبدو قطر مستعدة للوساطة بين إيران والولايات المتحدة. فقد أعلن ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، يوم الاثنين، أن بلاده تلعب دوراً في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وطهران، إضافة إلى مساعي إنهاء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت صحيفة شرق في تقرير، إنه على مدى عام وثمانية أشهر، بذلت قطر جهوداً كبيرة لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة. وقد سمحت علاقتها الجيدة مع قيادات حركة حماس، إلى جانب وجود بعض قادة الحركة في الدوحة، للدبلوماسيين القطريين بالتحرك بمرونة أكبر. ومع أن وقف إطلاق النار لم يستمر طويلاً لأسباب عدة، وتجددت الهجمات الإسرائيلية العنيفة، فإن قطر تواصل مساعيها بالتعاون مع الولايات المتحدة ومصر من أجل إعادة تثبيت الهدنة في القطاع.

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على إيران، انضمت قطر إلى عدد من الدول العربية، من بينها السعودية، في إدانة العدوان. ولم يكن هذا الموقف مفاجئاً، خاصة أن إيران تُعد من حلفاء الدوحة الإقليميين. وقد تعززت العلاقة بين البلدين منذ حصار قطر في عام 2017، مما جعلها أقرب إلى طهران مقارنة بعواصم عربية أخرى.

وفي 12 يونيو، وجّه رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، انتقادات لاذعة للهجمات الإسرائيلية على إيران، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف هذا التصعيد قبل فوات الأوان. وقال إن “الأعمال العبثية التي تقوم بها إسرائيل تقوّض فرص السلام، وتُعرّض شعوب المنطقة والأمن والسلام العالميين لخطر داهم”.

وبعد يومين من هذا التصريح، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، محذرة من عواقب هذه الاعتداءات، وعلى رأسها خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.

لكن التطورات لم تقف عند هذا الحد؛ فقد أدى الهجوم الأميركي على منشآت “فوردو” النووية إلى رد إيراني استهدف قاعدة أميركية تُعد الأهم في الشرق الأوسط، وهي قاعدة “العديد” الواقعة في قطر. وقد اعتُبر هذا الهجوم رداً مباشراً على تدخل الولايات المتحدة في النزاع.

في أعقاب الهجوم، أعلنت قطر أن الصواريخ أُرصِدت، فيما وردت روايات متباينة حول طبيعة ما جرى. وقد صرّحت إيران بأن “الحرس الثوري الإسلامي” نفذ عملية “بشارة الفتح” عبر ضربة صاروخية مدمّرة وقوية استهدفت قاعدة العديد. وفي المقابل، عبّرت الدوحة عن استيائها من هذا الهجوم. وفي مقابلة مع صحيفة “العربي الجديد”، قال عباس عراقجي إن إيران، مع احترامها الكامل لحقوق الدول الإقليمية وسيادتها الوطنية، ترى الدفاع الحاسم عن كيانها ضرورة لا بد منها. وأكد أن على الولايات المتحدة ألا تتوهم أن بإمكانها استخدام أراضي دول أخرى كملاذ آمن لتنفيذ أجنداتها وزعزعة الاستقرار الإقليمي، مضيفاً أن إيران قد وجهت التحذيرات اللازمة بشكل واضح وصريح. وشدد عراقجي على العلاقات العميقة والتاريخية والاستراتيجية التي تربط إيران بدول الجوار، وفي مقدمتها دولة قطر، مؤكداً أن احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي هو جزء ثابت في السياسة الخارجية الإيرانية، وأن هذه العلاقات الشاملة ستستمر بإرادة راسخة.

وبعد فترة وجيزة، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن بلاده لا تعتزم الرد على هذه الهجمات، مشيداً بدور قطر في عملية السلام، ومعلناً أن “وقت السلام قد حان”. وتبين لاحقاً أن الدوحة لعبت دوراً محورياً في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

ووفقاً لتقرير نشره موقع “أكسيوس”، فإن إيران، بعد الهجوم على القاعدة الأميركية، نقلت عبر قطر رسالة إلى البيت الأبيض تعلن فيها أنها لا تنوي تنفيذ ضربات إضافية، وتعتبر ردّها قد اكتمل. ونقل الصحفي البارز في “أكسيوس”، باراك راويد، عبر منصة “إكس”، أن الهدنة بين إيران وإسرائيل تم التوصل إليها بوساطة مشتركة بين قطر والولايات المتحدة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى