قائد الأركان الإيراني: لا تفكك لقواتنا المسلحة رغم الضربات الإسرائيلية

: قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، إن بلاده ستردّ على أي اعتداء إسرائيلي بـ«ردّ أشد قوة وحزماً من السابق».

ميدل ايست نيوز: قال رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، إن بلاده ستردّ على أي اعتداء إسرائيلي بـ«ردّ أشد قوة وحزماً من السابق»، مشدداً على أن استشهاد بعض القيادات العسكرية لن يؤثر على تماسك القوات المسلحة، لأنها «تخضع لأوامر المرشد الأعلى ولن تتعرض أبداً للتفكك».

وجاءت تصريحاته على هامش مراسم تأبين قيادات استشهدوا في الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وشارك فيها قادة الأجهزة العسكرية، ومسؤولون في مصلى طهران.

وفي رده على أسئلة الصحافيين بشأن احتمال تكرار الهجمات الإسرائيلية، قال موسوي: «لا داعي للقلق، فحتى لو تكررت هذه الاعتداءات عشرين مرة، فإن ردّنا سيكون في كل مرة أشدّ وأقوى من سابقتها»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية«إرنا».

وأضاف: «إذا أقدم الأعداء مجدداً على أي عمل عدائي، فإن ردنا هذه المرة سيكون أكثر حزماً وإيلاماً من أي وقت مضى».

من جانبه، قال رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إن «إسرائيل لن تكون قادرة على الصمود لعدة أيام في مواجهة إيران من دون دعم غربي»، واصفاً إسرائيل بأنها «تفتقر إلى الجوهر الاستراتيجي في حال واجهت الجمهورية الإسلامية بمفردها».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن قاليباف، قوله في تصريح نقله الإعلام الرسمي، إن «وجود الكيان الصهيوني واستمراره قائمان على الدعم المباشر من الغرب»، مشدداً على أن بلاده «سترد بحزم على أي عدوان تتعرض له».

وعقدت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان اجتماعاً مغلقاً مع وزيري الخارجية والدفاع لبحث تداعيات الحرب على المستويين العسكري والدبلوماسي.

وقال المتحدث باسم اللجنة، إبراهيم رضائي، إن تحذيرات وُجّهت خلال الاجتماع إلى الدول التي تعاونت مع إسرائيل وسمحت باستخدام مجالها الجوي خلال الهجمات الأخيرة، دون أن يسمي تلك الدول.

كما وجه النواب انتقادات لاذعة إلى المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، سعيد إيراوني، بسبب تصريحاته بشأن الاستعداد للتفاوض، عادّين «التفاوض في الظروف الحالية لا معنى له». وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية.

واستعرض وزير الدفاع عزيز نصير زاده وضع القطاعات العسكرية بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير، مشيراً إلى أن «إيران في حالة جاهزية قصوى، وتمتلك قدرات هائلة لمواجهة أي سيناريو». وأشار إلى أن جميع إمكانات وزارة الدفاع كانت مسخرة لدعم القوات المسلحة خلال الحرب.

وأوضح رضائي أن إيران «لديها شركاء استراتيجيون يمكن الاعتماد عليهم»، كما ناقش البرلمان مشروع خطة لتعزيز البنية الدفاعية، تمهيداً لعرضها في جلسات مقبلة.

من جانبه، قدّم وزير الخارجية عباس عراقجي تقريراً عن السياسة الخارجية، مشدداً على التمسك بالمبادئ والخطوط الحمراء. وأكد وجود توافق بين الحكومة والبرلمان لاستخدام كل الأدوات الدبلوماسية لدعم «الميدان»، وإدانة العدوان الإسرائيلي.

كما أعلن عراقجي تأييده القاطع لوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفض إجراء أي نوع من التفتيش أو التنسيق معها.

وحدة الداخل الإيراني

قال الجنرال إبراهيم جباري، مستشار قائد «الحرس الثوري»، إن حرب الـ12 يوماً انتهت بـ«انتصار إيران، رغم أنها لم تستخدم كل قدراتها بعد»، محذراً من أن استمرار العدوان سيقوض استقرار سوق الطاقة في الخليج.

وأشار إلى أن «إسرائيل وأميركا فشلتا في تحقيق أهدافهما، ولجأتا لحرب نفسية لتصوير نصر وهمي». وأضاف أن «رئيس وزراء إسرائيل حاول عبر الإعلام الغربي إخفاء تفاقم أزمته، كما أن ترمب طالب بعدم الضغط عليه، مما يدل على عمق التوتر داخل الكيان».

واتهم جباري الإسرائيليين بـ«إخفاء هزيمتهم التاريخية»، محذراً من «الحرب الإدراكية» التي وصفها بأنها أخطر من الحرب العسكرية، قائلاً: «لا يجوز ترك العدو يصنع الرواية».

وحذر من التصريحات غير المدروسة، خاصة ما يتعلق بـ«السلام المفروض»، عادّاً «من يروج له يردد خطاب الصهاينة».

وأوضح أن «القرار النهائي يتخذه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بناءً على الحكمة والمصلحة الوطنية».

ورفض جباري الحديث عن خلافات داخلية أو ضغوط على القيادة، مؤكداً أن المرشد هو صاحب القرار الوحيد، وأن وقف الحرب كان مؤقتاً بسبب عجز العدو.

وقال إن إيران أطلقت 200 صاروخ منذ اللحظة الأولى، ما شكّل صدمة كبيرة للعدو. كما أشار إلى أن الضربات كشفت عن ولادة «إيران جديدة»، موضحاً أن استهداف القادة لم يُفجّر الداخل بل زاد من تماسكه.

استهداف الداخل الإسرائيلي

وأوضح جباري أن إيران ركزت على الجبهة الداخلية للعدو، التي لم تختبر الفوضى من قبل، وأصبحت اليوم تعاني أوضاعاً شبيهة بغزة، بسبب سياسة الاحتلال.

وأضاف أن إيران استخدمت صواريخ باليستية وكروز ومسيّرات دقيقة، وأطلقت في اليوم الأخير فقط 40 طائرة مسيّرة أصابت أهدافها بدقة، ما أدى إلى شلل تام داخل إسرائيل، حيث بقي المستوطنون في الملاجئ لساعات طويلة.

وأضاف أن إيران هدّدت منشآت العدو في قطاع الطاقة، وقال إن أي استهداف لمنشآتها سيقابله «تدمير شامل لبنية الطاقة في الخليج». وأضاف أن الرد الإيراني كان حاسماً، رغم أن الكثير من خيارات الرد لم تُفعّل بعد.

وأكد أن «إيران مستعدة بالكامل، وإن تكررت الاعتداءات، فلن تبقى هناك سوق مستقرة للطاقة في الخليج».

وقال جباري إن إيران نجحت في شلّ القدرة الجوية الإسرائيلية باستخدام صواريخ ومسيّرات، ما أدى إلى دمار واسع في تل أبيب وحيفا، دون أن يتمكن العدو من الرد بالمثل داخل إيران، بفضل موقع المنشآت العسكرية خارج المدن ووعي الشعب.

كما أشار إلى إسقاط نحو 200 طائرة مسيّرة وعدد من الطائرات المعادية، واعتقال خلايا تجسس داخل البلاد، إلى جانب استخدام قطع جزئي للإنترنت لمواجهة تهديدات داخلية.

دور أميركا والرد النووي

أوضح جباري أن إسرائيل طلبت تدخل أميركا بعد فشلها، لكن واشنطن تخشى التورط في حرب واسعة. وقال إن الحرب مع أميركا «أسهل من الحرب مع إسرائيل» لأن قواعدها وسفنها أهداف مكشوفة، بينما إسرائيل كيان هش. ولفت إلى أن إيران لم تبدأ حرباً مع أميركا، لكنها إن دخلت، فسيؤدي ذلك إلى زوال الكيان الصهيوني وخروج أميركا من المنطقة.

وذكر أن «الضربات الأميركية على المنشآت النووية قوبلت برد قوي، وتم طرد المفتشين الدوليين، ما جعل واشنطن تجهل مكان وحجم المواد النووية». وأوضح أن أضرار نطنز كانت طفيفة، وأضرار أصفهان أكبر، بينما لم يحقق العدو هدفه في فوردو.

وكشف جباري عن «هجوم إيراني ناجح» على قاعدة العديد في قطر، مؤكداً أن إيران أثبتت قدرتها على ضرب أي هدف في المنطقة، وأن منظومتها الصاروخية لا تزال فعالة.

وأضاف أن وقف إطلاق النار جاء بناء على طلب العدو، لكن إيران اشترطت توجيه ضربة ختامية شملت 40 طائرة مسيّرة و20 صاروخاً، خلفت دماراً كبيراً داخل إسرائيل.

من جانبه، قال القائد السابق لـ«الحرس الثوري» محمد علي جعفري، إن الصهاينة تلقوا ضربة كبيرة، ويحاولون إخفاء أبعادها، لكن من الصعب عليهم استعادة قدراتهم قريباً.

وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري»، رمضان شريف، إن المرشد «أعدّ القوات المسلحة لردّ مناسب، وأصدر أوامر بتنفيذ عملية حاسمة في أقصر وقت».

وأكد أن «العدو بادر إلى العدوان بناءً على أوهام وحسابات خاطئة، لكنه تلقى سريعاً رداً حاسماً من قبل القوات المسلحة الإيرانية».

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى