إيران تنتقل إلى تصنيف “الانتشار العالي” لمرض التصلب المتعدد وسط تصاعد الإصابات

ميدل ايست نيوز: أدى تزايد عدد المصابين بمرض التصلب المتعدد (MS) في إيران إلى انتقال البلاد من تصنيف “الانتشار المتوسط” إلى “الانتشار العالي” لهذا المرض. هذا التوجه، الذي يتزامن مع انتشاره في المدن الكبرى وبين الفئات العمرية الشابة، يُعد ناقوس خطر جديد لمنظومة الصحة في البلاد.

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن جمعية التصلب المتعدد الإيرانية، فقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في معدلات الإصابة. وأعلن مدير الجمعية في يونيو 2024 أن «نحو 6500 شخص يُضافون سنويًا إلى سجل المرضى، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 120 ألف مصاب».

تتصدر طهران قائمة المحافظات الأكثر إصابة، حيث تضم بين 36 و38 ألف مريض، تليها محافظة أصفهان التي سجّلت نموًا كبيرا خلال العقود الثلاثة الماضية، إذ ارتفعت حالات الإصابة فيها بأكثر من 250 ضعفًا، لتصبح من البؤر الرئيسية للمرض.

وكان رئيس مركز إدارة زراعة الأعضاء وعلاج الأمراض بوزارة الصحة الإيرانية قد صرّح في عام 2023 بأن أعلى معدلات الإصابة المسجّلة بمرض التصلب المتعدد تعود إلى محافظات فارس وطهران وأصفهان.

وتُظهر البيانات أن انتشار المرض في المناطق الحضرية، وخصوصًا بين فئتي الشباب ومتوسطي العمر، اتخذ منحًى تصاعديًا في السنوات الأخيرة.

وقال أمير حسام علي رضائي، المتخصص والمسؤول الرسمي في مجال الأمراض الخاصة، مشيرًا إلى هذا المنحى التصاعدي: «إن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض التصلب المتعدد خلال العقود الماضية، لا سيما بين الفئات النشطة في المجتمع، يحتم صياغة سياسات أكثر دقة فيما يتعلق بالتشخيص المبكر والتدخل الطبي».

وتبرز زاوية أخرى للأزمة تتعلق بالتوزيع العمري للمصابين، إذ سُجّلت أعلى نسب الإصابة في الفئة العمرية بين 20 و40 عامًا، كما تم الإبلاغ عن حالات إصابة بين من هم دون سن 18 عامًا. وفي حين أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، تشير الأرقام في طهران إلى أنه من بين كل 100 ألف شخص، تُسجّل الإصابة لدى 313 امرأة مقابل 103 رجال.

من جهته، حذّر محسن فروغي‌ بور، أمين مجموعة طب الأعصاب في جامعة مشهد للعلوم الطبية، قائلاً: «قبل 40 عامًا، كانت إيران تُعد من المناطق منخفضة الخطورة من حيث الإصابة بمرض التصلب المتعدد، لكن اليوم تحوّلت بعض المناطق داخل البلاد إلى مناطق عالية الخطورة».