عراقجي: تلقينا رسائل أميركية للعودة إلى المفاوضات
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم في مقال بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن إيران تلقت في الأيام الأخيرة "رسائل تفيد باحتمال استعداد الولايات المتحدة للعودة إلى مسار المفاوضات".

ميدل ايست نيوز: كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم في مقال بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن إيران تلقت في الأيام الأخيرة “رسائل تفيد باحتمال استعداد الولايات المتحدة للعودة إلى مسار المفاوضات”، وطرح التساؤل: “كيف يمكننا الوثوق بهذا التفاعل الجديد؟”.
وأشار إلى أن بلاده وقعت في عام 2015 اتفاقا نوويا شاملا مع ست دول، من ضمنها الولايات المتحدة، اتفاقا انسحبت منه الإدارة الأميركية بشكل أحادي بعد أقل من ثلاث سنوات عام 2018، مضيفا أنه بعد ذلك، عندما وافقت إيران بـ”حسن نية” على بدء الجولة السادسة من المفاوضات مع أميركا في عمان، “قوبلت هذه النيات الحسنة بهجوم من جيشين مزودين بأسلحة نووية”.
وأوضح عراقجي أن “هناك أسبابا وجيهة لغياب الثقة إزاء استمرارية الحوار مع الولايات المتحدة”، وشدد على أنه “إذا كانت هناك رغبة حقيقية في حل سلمي لهذه المسألة، فعلى الولايات المتحدة أن تظهر استعدادها الحقيقي للتوصل إلى اتفاق عادل، كما ينبغي على واشنطن أن تدرك أن إجراءاتها في الأسابيع الأخيرة قد غيّرت الظروف تماما”.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن “الإيرانيين لن يستسلموا أبدا، وأن أي مفاوضات تُعقد في ظل الحرب هي بطبيعتها عديمة الاستقرار، وأن الحوار الذي يجري في أجواء التهديد لا يمكن أن يكون أبدا أصيلا وحقيقيا”. واعتبر عراقجي أن نجاح الدبلوماسية مشروط بـ”الاحترام المتبادل وضمان مصالح الطرفين”، مؤكدا أن “مسار تحقيق السلام مشروط بأن يدرك صناع القرار في الولايات المتحدة أن الطريق المستدام الوحيد هو الحوار المحترم وليس التنمر المتهور”.
وقال: “الخيار النهائي بيد الولايات المتحدة: هل ستختار أخيرا طريق الدبلوماسية؟ أم ستبقى عالقة في حرب ليست حربها؟”.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توجيه طهران طلباً لعقد لقاء مع مسؤولين أميركيين، وأكد بقائي: “لم يتم من جانبنا توجيه أي طلب لعقد لقاء مع الجانب الأميركي”.
في السياق ذاته، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، اليوم الثلاثاء: “لقد وصلتنا رسائل من أميركا للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن التفاوض يحتاج إلى حد أدنى من الشروط”. وأشار إلى أن الاعتداء على الأراضي الإيرانية “لم يترك عمليا أي ثقة وتجب إعادة بناء هذه الثقة”، وأضاف أن مسؤولية الولايات المتحدة في انتهاك السيادة الوطنية الإيرانية “لا تُغتفر، ولا تُنسى، وهي انتهاك فاضح لحقوق إيران”.
وفي الوقت نفسه شدد خطيب زاده على أن “الدبلوماسية ظلت دوما الركن الأساسي في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيصل اليوم الثلاثاء إلى جدة في طريق عودته من البرازيل بعد مشاركته في قمة دول مجموعة بريكس، وسيلتقي كبار المسؤولين السعوديين ويجري معهم محادثات ومشاورات.
وأكد بقائي، في منشور على منصة “إكس”، أن عراقجي سيناقش خلال هذه اللقاءات العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية وأوضاع السلام والأمن في المنطقة، ويتبادل وجهات النظر بهذا الشأن.