صحيفة كيهان الإيرانية: آلية الزناد مجرد قصاصة ورق

مع تزايد احتمال لجوء الدول الأوروبية الثلاث إلى آلية الزناد، تبنّت صحيفة "كيهان" المقربة من مكتب المرشد الأعلى، موقفاً شديد اللهجة تجاه أوروبا، واصفة هذه الآلية بأنها "بلا جدوى" و"بندقية بلا رصاص".

ميدل ايست نيوز: في ظل تصاعد الحديث مجدداً عن احتمال تفعيل آلية الزناد من قبل الترويكا الأوروبية، وصف حسين شريعتمداري هذا التهديد بأنه “أجوف” واعتبر الاتفاق النووي “فاقداً للاعتبار”، داعياً وزارة الخارجية الإيرانية إلى اتخاذ موقف حازم وهجومي.

ومع تزايد احتمال لجوء الدول الأوروبية الثلاث إلى آلية الزناد، تبنّى شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة “كيهان”، موقفاً شديد اللهجة تجاه أوروبا، واصفاً هذه الآلية بأنها “بلا جدوى” و”بندقية بلا رصاص”.

وفي مقال نُشر بعنوان “آلية الزناد مجرد قصاصة ورق؛ لا تنخدعوا!”، هاجم شريعتمداري الدول الأوروبية، واعتبر تهديدها بإعادة فرض العقوبات على إيران “لا أساس له”.

وأشار في مقاله إلى البيان الأخير الصادر عن فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن احتمال تفعيل آلية الزناد، وكتب: “هذا التهديد يفتقر إلى المصداقية عملياً، إذ إن الاتفاق النووي لم يعد له وجود منذ انسحاب الولايات المتحدة منه”.

وأضاف أن الاتفاق النووي كان اتفاقاً جماعياً، وأن انسحاب الولايات المتحدة منه دمّر بنيته القانونية، وبالتالي لا يمكن للترويكا الأوروبية الاستناد منفردة إلى البند ٣٧ من الاتفاق.

وفي جزء آخر من المقال، وجّه شريعتمداري انتقاداً مباشراً إلى الحكومة الإيرانية السابقة، واصفاً فريقها التفاوضي بـ”عديم الخبرة”.

كما وجّه انتقاداً لموقف الدول الأوروبية، وكتب: “بينما انتهكت الولايات المتحدة القرار 2231، لم يُبدِ مجلس الأمن أي رد فعل، كما لم تُظهر حكومة روحاني موقفاً اعتراضيّاً يُذكر”.

وفي ختام مقاله، دعا شريعتمداري وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن تتبنى موقفاً صريحاً لتوضيح “اللاشرعية القانونية للاتفاق النووي” أمام الهيئات الدولية، وألا تسمح لأوروبا بأن “تستغل اتفاقاً ميتاً ضد إيران”.

يُذكر أن الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) طرحت خلال الأسابيع الأخيرة مجدداً احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران في حال واصلت الأخيرة التقدم في برنامجها النووي. وقد صرّح وزير الخارجية الفرنسي بوضوح أن إطلاق سراح المواطنين الفرنسيين المعتقلين في إيران يُعد أحد الشروط الأساسية لتجنّب تفعيل آلية الزناد. كما حذّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن أوروبا مستعدة لإعادة العقوبات فوراً إذا لم تُقدم إيران على تراجع ملموس في برنامجها النووي.

وفي وقت تبدي فيه بعض الأوساط الدبلوماسية قلقاً من احتمال العودة التلقائية للعقوبات، أكد شريعتمداري في مقاله على “سقوط الاعتبار القانوني للاتفاق النووي بعد انسحاب أمريكا”، ودعا إلى موقف هجومي من جانب طهران. غير أن هذا الموقف يتعارض مع تحليلات العديد من الخبراء في القانون والعلاقات الدولية، الذين يشددون على ضرورة مواصلة الحوار لتجنّب أزمة جديدة في علاقات إيران مع أوروبا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة + ستة =

زر الذهاب إلى الأعلى