سوق السجاد الإيراني يواجه أزمة حادة مع تراجع الإنتاج وتزايد الواردات الأجنبية

يواجه سوق السجاد الإيراني، الذي كان في السابق مزدهراً ويُعدّ أحد ركائز الصناعات التصديرية المهمة في البلاد، ظاهرة مقلقة تهدّد مستقبله.

ميدل ايست نيوز: يواجه سوق السجاد الإيراني، الذي كان في السابق مزدهراً ويُعدّ أحد ركائز الصناعات التصديرية المهمة في البلاد، ظاهرة مقلقة تهدّد مستقبله. فقد أدى دخول سجادٍ يحمل زخارف إيرانية من الصين وأفغانستان إلى إضعاف موقع إيران في السوق العالمية، ويُنظر إليه كتهديد مباشر لبقاء صناعة السجاد اليدوي الإيراني.

ويحذر العاملون في قطاع السجاد من أن التراجع الحاد في الصادرات، وهجرة الكفاءات المتخصصة، والانتشار الواسع للسجاد الأجنبي زهيد الثمن داخل السوق الإيراني، يشكلون معاً مزيجاً مدمّراً لمستقبل هذا الفن القومي. وبحسب مهدي أحمدي تهراني، وهو خبير في مجال السجاد، فإن “سجاداً يدوياً أفغانياً يُهرّب حالياً عبر الحدود الشرقية إلى إيران بأسعار تقترب من أسعار السجاد الآلي”.

وفي الوقت ذاته، تسعى الصين، التي استحوذت لسنوات طويلة على حصة كبيرة من الأسواق الدولية عبر تقليد تصاميم السجاد الإيراني، إلى التوسع داخل السوق الداخلية الإيرانية. ويُخشى أن يؤدي هذا الواقع المتأزم إلى إغلاق تام لورش السجاد التقليدية في البلاد.

وتُظهر التقديرات أن السبب الرئيسي لإقبال المشترين المحليين على السجاد المستورد هو الفارق الكبير في الأسعار مقارنة بالسجاد الإيراني الأصيل. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يعجز كثير من الزبائن عن شراء السجاد اليدوي أو حتى الآلي الإيراني. كما أن نقص الوعي العام بأصالة السجاد يسهم في تمكين بعض التجّار من تمرير السجاد الصيني أو الأفغاني على أنه من إنتاج مدن إيرانية عريقة كسجاد كاشان أو تبريز أو أصفهان.

وكان من الشائع سابقاً بيع سجاد بتصاميم إيرانية في الأسواق العالمية تحت اسم “سجاد إيراني” رغم أن مصدره دول أخرى. ويلاحظ الخبراء أن الفروق في الجودة بين هذه المنتجات والسجاد الإيراني واضحة، إذ إن إحدى السمات الأساسية للسجاد الإيراني الأصيل هي استخدام “الصوف الحي”، في حين تُستخدم في صناعة السجاد الصيني والأفغاني أنواع أرخص وأقل متانة من الصوف المعالَج بالمواد الكيميائية.

ويُعدّ هجرة المصممين والحرفيين الإيرانيين أحد العوامل الرئيسة وراء زيادة إنتاج السجاد بتصاميم إيرانية في بلدان أخرى. وقد صدرت تحذيرات متكررة في السنوات الماضية بشأن هذه الظاهرة، لكن آثارها أصبحت اليوم ملموسة بشكل واضح.

وبحسب الإحصائيات التي أعلنها عبدالله بهرامي، المدير التنفيذي لاتحاد التعاونيات الوطنية لمُنتجي السجاد اليدوي في إيران، فقد انخفض عدد النسّاجين في البلاد من مليوني شخص إلى أقل من 700 ألف. وبالموازاة مع ذلك، تراجع حجم الإنتاج السنوي للسجاد من ستة ملايين متر مربع إلى مليوني متر مربع، وهو ما ينذر بإغلاق المزيد من ورش الإنتاج.

وفي ظل هذه الظروف، أصبحت دول مثل تركيا وباكستان وبعض الدول العربية وجهات جديدة لهجرة العاملين في قطاع السجاد الإيراني، حيث تُقدَّم لهم أجور بالعملة الأجنبية. وإذا استمر هذا الاتجاه، فإنه قد يُلحق ضرراً لا يمكن تعويضه بهيكل هذه الصناعة الوطنية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى