من الصحافة الإيرانية: نقاط القوة والضعف لإيران في حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل

إن نقطة الضعف الأساسية لإيران خلال حربها مع إسرائيل تمثلت في عنصر المفاجأة في بداية العدوان، والذي أدى إلى اغتيال قادة بارزين وعلماء نوويين مع عائلاتهم.

ميدل ايست نيوز: هاجمت إسرائيل خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً أبرز مقومات القوة الوطنية الإيرانية، مستهدفة القدرات الدفاعية والنووية والعلمية للجمهورية الإسلامية.

وذكر تقرير للقائد السابق لبحرية الحرس الثوري الإيراني حسين علائي أن الحرب بدأت باغتيال عدد من القادة العسكريين البارزين والعلماء النوويين الإيرانيين، في ما وصف بأنه جزء من “استراتيجية الاغتيال المنهجي” التي تنتهجها إسرائيل منذ تأسيسها. وذكر أن إسرائيل تملك ما وصفه بـ”أكبر جهاز للاغتيالات في العالم”، وقد استخدمته لقتل آلاف الأبرياء في فلسطين ودول أخرى.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل استخدمت في هذه الحرب أكثر الوسائل التكنولوجية والاستخباراتية تقدماً، منها الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والطائرات الحربية، كما اعتمدت على معلومات استخبارية قدّمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لاستهداف منشآت نووية، ومراكز دفاع جوي، وقواعد صاروخية، وحتى مواقع مدنية مثل سجن إيفين ومناطق سكنية ومستشفيات داخل إيران.

كما انتقد التقرير أداء الأجهزة الأمنية الإيرانية، معتبراً أن من أبرز نقاط الضعف في إيران عدم الالتفات الكافي إلى النشاط الواسع والدائم لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مثل الموساد، وعدم توفر الإمكانيات الكافية لمواجهتها.

وفي ظل امتلاك إسرائيل شبكة تجسس تُعد من الأقوى عالمياً، أشار التقرير إلى أن الأساليب التقليدية للتجسس قد تم استبدالها جزئياً بالتكنولوجيا الحديثة، والتي تسمح بالحصول على المعلومات وتوجيه الضربات في الوقت الحقيقي.

وأكد التقرير أن إسرائيل سعت أيضاً إلى الاستفادة من الداخل الإيراني خلال الهجوم، لكنها فشلت في ذلك، حيث أظهرت الغالبية الساحقة من الإيرانيين، سواء في الداخل أو الخارج، من سياسيين، وعلماء، وفنانين، وأحزاب، وحتى سجناء سياسيين، دعماً واضحاً لوحدة أراضي البلاد، وأدانوا العدوان الإسرائيلي والأميركي على إيران.

وشدد الكاتب على أن إسرائيل كانت تراهن على لامبالاة الشارع الإيراني، إلا أن المجتمع الإيراني وصف هذا الهجوم بالحرب الظالمة، وواجه العدوان الإسرائيلي بصمود واسع أربك حسابات تل أبيب وواشنطن.

وذكر التقرير أن من أبرز نقاط القوة الإيرانية خلال الحرب كانت القدرة على الرد السريع والمؤثر على الهجمات الإسرائيلية، حيث تمكنت إيران، خلال ساعات من بدء العدوان، من تنفيذ هجمات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية داخل الأراضي المحتلة. واستمرت الضربات الصاروخية الإيرانية حتى إعلان وقف إطلاق النار.

ورغم اعتماد إسرائيل وأميركا والناتو على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، مثل القبة الحديدية ودرع الدفاع الصاروخي، فإن عدداً كبيراً من الصواريخ الإيرانية، المصنعة في ظل ظروف الحصار، أصابت أهدافها بدقة، بما في ذلك قاعدة “العديد” الأميركية في قطر.

وأشار التقرير إلى أن نقطة الضعف الأساسية لإيران تمثلت في عنصر المفاجأة في بداية الهجوم، والذي أدى إلى اغتيال قادة بارزين وعلماء نوويين مع عائلاتهم.

وختم التقرير بالتأكيد على أن تقييم أداء الحكومة الإيرانية وسياستها الخارجية قبل الحرب وأثناءها يتطلب بحثاً مستقلاً، لكنه شدد على ضرورة أن تستفيد طهران من دروس الحرب الأخيرة لمنع إسرائيل من شن حرب جديدة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى