عدد كبار السن في إيران يتجاوز 10 ملايين شخص لأول مرة في عام 2025
أفاد مركز الإحصاء الإيراني في تقرير حديث بأن عدد كبار السن في إيران تجاوز 10 ملايين شخص في عام 2025.

ميدل ايست نيوز: أفاد مركز الإحصاء الإيراني في تقرير حديث بأن عدد كبار السن في إيران تجاوز 10 ملايين شخص في عام 2025.
وبحسب التقرير، فإن 67 بالمئة من هؤلاء، أي أكثر من 6.8 مليون شخص، هم من كبار السن الذين يعيشون بمفردهم إما بسبب وفاة الزوج أو الطلاق أو لأنهم لم يسبق لهم الزواج.
وأوضحت مجکان رضا زاده، رئيسة أمانة المجلس الوطني لكبار السن في إيران، أن “البلاد، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 86 مليون نسمة، تضم حالياً ما بين 6 إلى 7 بالمئة من السكان فوق سن 65 عاماً”.
تزايد عدد كبار السن الوحيدين
ومن بين المعطيات اللافتة في التقرير، الارتفاع في عدد كبار السن الذين لم يسبق لهم الزواج.
وتظهر مراجعة البيانات خلال السنوات الثلاث الأخيرة تسارعاً في وتيرة ارتفاع عدد كبار السن، وكذلك في نسب من يعيشون دون زواج. ففي حين كان عدد كبار السن في عام 2022 نحو 1.3 مليون شخص، ارتفع هذا الرقم في عام 2025 إلى أكثر من 6.8 مليون، أي بزيادة تتجاوز خمسة أضعاف خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما يُعد مؤشراً على دخول إيران في مرحلة حرجة من حيث التركيبة السكانية.
الشيخوخة في إيران تأخذ طابعاً أنثوياً
كما تشير الأرقام الرسمية إلى تزايد لافت في عدد النساء كبيرات السن اللاتي يعشن بمفردهن. ففي عام 2022، كان هناك نحو 637 ألف امرأة مسنّة تعيش وحدها، فيما ارتفع هذا الرقم حالياً إلى 3.5 مليون، وهو ما يعني أنه تضاعف أكثر من خمس مرات.
ويحذر خبراء الاجتماع من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تحقّق التوقعات الخاصة بزيادة نسبة كبار السن إلى 30 بالمئة من السكان خلال فترة خمس سنوات فقط، وليس خلال عشر سنوات كما كان متوقعاً. ويرى الخبراء أن هذا التحول، في حال غياب التخطيط الممنهج، قد يتسبب بأزمات في توفير خدمات رعاية المسنين، والتغطية الصحية، والسكن، والدعم الاجتماعي، والتمويل اللازم لهذه الفئة.
وتشهد إيران في العقود الأخيرة تحولَين رئيسيين في هيكلها السكاني: تنامي ظاهرة الشيخوخة، وارتفاع معدلات “العزوبية الدائمة”، وهي حالة من تجاوز سن الخامسة والثلاثين مع انخفاض فرص الزواج. ويعتقد المتخصصون أن هذه الظاهرة ناجمة عن تداخل عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية.
وفي هذا السياق، يرى خبراء أن التصدي لهذا التحول لا يمكن أن يتم من خلال سياسات سطحية، كتشجيع الإنجاب فقط، بل يجب معالجة جذور الظاهرة من خلال فهم عميق ومعالجات شاملة للأسباب المعقدة الكامنة وراءها.
تهديد للمستقبل الاقتصادي للبلاد
وتعكس هذه البيانات صورة واضحة لمستقبل قريب، قد يحمل في طياته تبعات اجتماعية واقتصادية يصعب تداركها في حال تجاهلها.
ويرى المختصون أن شيخوخة السكان دون وجود قاعدة ديمغرافية شابة تمثل تهديداً حقيقياً لمستقبل الاقتصاد الإيراني، إذ أن استمرار ارتفاع معدلات العزوبية يترك آثاراً آنية ومستقبلية على سوق العمل ونظام التقاعد والرعاية الصحية.
ومن بين العوامل الأساسية التي تغذي هذه الأزمة، الانخفاض الحاد في معدل الخصوبة في إيران. فقد تراجعت نسبة الإنجاب لتصل إلى نحو 1.48، بينما سجّل عدد المواليد في عام 2024 أدنى مستوى له منذ عام 1971، حيث بلغ 980 ألف مولود فقط.
وتقول الأسر الإيرانية إنها، تحت ضغط الأوضاع الاقتصادية، غالباً ما تكتفي بطفل واحد أو اثنين.
هذا الاتجاه لا يهدد الاقتصاد فحسب، بل يطال البنية الاجتماعية والنفسية أيضاً. إذ إن انخفاض معدلات الإنجاب وتزايد عدد الأسر ذات الطفل الواحد أدى إلى تراجع مفاهيم وروابط القرابة، مثل الأخوة والعم والخال، وهو ما قد ينعكس لاحقاً في تنامي مشاعر العزلة، والقلق الاجتماعي، والهشاشة النفسية لدى الأجيال القادمة.
وتشير هذه التحذيرات إلى أن إيران لا تواجه فقط أزمة سكانية، بل تشهد أيضاً تآكلاً تدريجياً في بنيتها التقليدية الداعمة اجتماعياً، وهي حالة تنذر بمستقبل مقلق إذا لم تُعالج من خلال تخطيط فوري وشامل.
اقرأ أكثر
تسارع وتيرة الشيخوخة السكانية في إيران وتحذيرات من التحول الديموغرافي