البرلمان الإيراني: عقوبات آلية الزناد ليس لها تأثير حقيقي على إيران

إن الدول الأوروبية تهدد منذ فترة طويلة بتفعيل آلية الزناد، مع أن هذه الخطوة تستند إلى بنود الاتفاق النووي، الذي لم يعد له وجود عملي منذ انسحاب الولايات المتحدة منه وعدم التزام الأوروبيين بتعهداتهم.

ميدل ايست نيوز: في الأيام الأخيرة، اتخذت الدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية والمشاركة في الاتفاق النووي الإيراني، خطوة كبيرة نحو تفعيل آلية الزناد، وذلك عبر إرسال رسالة إلى مجلس الأمن الدولي. وقد رفضت إيران مزاعم الغرب بشأن عدم التزامها بتعهداتها النووية، محذّرة من أن أي خطوة تصعيدية ستقابل بردّ حازم من طهران.

وقد يمهد إرسال هذه الرسالة من قبل الترويكا الأوروبية إلى مجلس الأمن الطريق لإعادة فرض جميع العقوبات الدولية على إيران، ما قد يؤدي إلى إدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وادعت الدول الأوروبية في رسالتها أن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران لا يحمل مبررات ذات طابع غير عسكري. وتُشير آلية الزناد إلى إعادة تلقائية لكافة العقوبات التي كان قد أُلغي العمل بها بموجب الاتفاق النووي. ويرى بعض المحللين أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الاقتصاد الإيراني ويزيد من التوترات الإقليمية، فيما يرى آخرون أن إيران تخضع أساساً لأشد العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، وأن عودة عقوبات مجلس الأمن لن يكون لها تأثير اقتصادي فعلي سوى التسبب في صدمة نفسية محدودة.

وعن هذا الموضوع، قال أمير حيات مقدم، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في حديث لموقع “دیده‌ بان ایران“، إن الدول الأوروبية تهدد منذ فترة طويلة بتفعيل آلية الزناد، مع أن هذه الخطوة تستند إلى بنود الاتفاق النووي، الذي لم يعد له وجود عملي، حسب قوله، منذ انسحاب الولايات المتحدة منه وعدم التزام الأوروبيين بتعهداتهم.

وأكد أن تفعيل هذه الآلية يُعد إجراءً سياسياً بحتاً بلا أساس قانوني، إذ لا يمكن الرجوع إلى أحد بنود اتفاق لم يعد مطبقاً، مضيفاً أن النتيجة الوحيدة لتفعيل الآلية ستكون تشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي، لكن إيران تخضع حالياً لأقصى درجات العقوبات من الغرب، ولا يمكن للدول الغربية أن تفرض أكثر من ذلك، وبالتالي فإن تفعيل الآلية لن يُحدث تأثيراً سلبياً جديداً، بل سيكون مجرد خطوة سياسية.

وأشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إلى أن الأوروبيين يريدون من خلال هذه الخطوة إثبات حضورهم، بعد أن جرى تهميشهم من قبل الولايات المتحدة في المحادثات الأخيرة مع إيران، وهم يسعون لإيجاد موطئ قدم لهم عبر التهديد بآلية الزناد.

وأضاف حيات مقدم أن إدراج إيران تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لا ينبغي أن يثير القلق، موضحًا أن آلية الزناد تتعلق بتشديد العقوبات، ولا تعني تلقائياً إدراج إيران تحت الفصل السابع. وقال إنه حتى لو حدث ذلك، فإن الوضع لن يكون أسوأ من أحداث الحرب التي استمرت 12 يوماً، والتي شاركت فيها الدول الأوروبية الثلاث إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد ردت إيران على الهجوم حتى اضطُرّ الطرف الآخر لطلب وقف إطلاق النار.

وتابع عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أن الأوروبيين ليسوا في وارد شنّ حرب جديدة ضد إيران، لأنهم حالياً يمرون بوضع داخلي هش، ولا يملكون قرارهم المستقل، بل يتبعون الولايات المتحدة وإسرائيل. ولذلك، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله آلية الزناد هو زيادة العقوبات الأوروبية، دون أن تُحدث تغييرات في الوضع الدولي تجاه إيران.

وختم حيات مقدم بالقول إن تشديد العقوبات الأوروبية بفعل آلية الزناد لن يتعدى كونه صدمة نفسية للأسواق، ولن يؤثر فعلياً في الاقتصاد الإيراني، لافتاً إلى أن إيران وصلت فعلاً إلى أقصى درجات العقوبات، وأنها نجحت في تحويل العقوبات إلى فرص خلال السنوات الماضية، وستواصل السير على النهج ذاته.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى