الموقع الرسمي للمرشد الإيراني يعلق على رسالة غالانت

نشر الموقع الرسمي للمرشد الأعلى الإيراني ردًا غير مسبوقاً على رسالة من مسؤول إسرائيلي سابق موجهة للمرشد واصفًا إياها بأنها «حرب نفسية».

ميدل ايست نيوز: نشر الموقع الرسمي للمرشد الأعلى الإيراني ردًا غير مسبوقاً على رسالة من مسؤول إسرائيلي سابق موجهة للمرشد واصفًا إياها بأنها «حرب نفسية».

وكان يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، قد وجّه رسالة مفتوحة إلى المرشد الإيراني، كشف فيها عن تفاصيل ما وصفه بالإشراف الاستخباراتي الإسرائيلي داخل إيران، مؤكدًا: «نحن في كل مكان، نرى كل شيء، نسمع كل شيء، ونعلم ببرامجكم ومحادثاتكم».

ووصف موقع المرشد الإيراني ما جاء في رسالة غالانت بشأن الاختراق الأمني الإسرائيلي بأنه «مبالغ فيه».

وجاء في رسالة غالانت إلى المرشد الإيراني، مع الإشارة إلى معرفته به منذ ثلاثة عقود: «ما حدث في يونيو 2025 لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان انهيارًا استراتيجيًا لمنظومة أنفقتم أربعة عقود في بنائها. لقد استهنتم ليس فقط بعزمنا، بل بقدرات قواتنا ودقة أسلحتنا. وفي كثير من الحالات، وحتى الآن، لا تعلمون كيف وأين وبماذا تعرضتم للهجوم. درعكم، الذي طالما روجتم له، لم يكن قادرًا على الحماية».

وأضاف غالانت: «لكن، أبعد من الأضرار المادية، هناك أمر أعمق قد انكشف».

وفي ختام رسالته كتب: والآن، ومع وضع هذا في الاعتبار، عليكم أن تختاروا: هل تواصلون السعي لامتلاك سلاح نووي، دون غطاء، ودون حماية، وبقدرات هجومية محدودة؟ سنعلم بذلك. وسنقوم بإفشاله. وسندفعكم ثمناً باهظاً. أم تحاولون إعادة بناء ترسانتكم التقليدية، مع علمكم أن الأمر سيتطلب عقودًا؟ سنعمل على تأخيره، تخريبه، وتدميره مجددًا.

وأضاف: أو، تتخلون عن الحرب ضد دولة صغيرة عازمة، تقع على بُعد ألف ميل من حدودكم، وتركزون بدلًا من ذلك على رفاه ومستقبل شعبكم. لكن، إن اخترتم مرة أخرى الطريق الخاطئ، فسنكون هناك، في انتظاركم.

وفي رد الموقع الرسمي للمرشد على الرسالة، ورد أن تحليل مضمون النص من الناحيتين الكمية والنوعية يُظهر وجود نحو 48 إلى 50 نقطة مستقلة فيه؛ أي قرابة 50 محورًا من المحتوى. ومن بين هذه النقاط، هناك ما لا يقل عن 23 نقطة أساسية ومحورية. هذا المستوى من كثافة المحتوى في نص قصير يجعله نصًا غير اعتيادي ومعقدًا يتجاوز مجرد كونه صادراً عن فرد.

وأضاف الموقع: وفقًا لتقديرات بعض مراكز التفكير والمحللين في الغرب، فإن قرارات المرشد الأعلى تستند في الغالب إلى تقييمات شخصية، ومعاينات ميدانية، وتقارير من مؤسسات داخلية موثوقة. وبالتالي، إذا أخذنا ادعاء غالانت في مستهل رسالته على محمل الجد – وهو قوله: «أنتم مشروعي منذ 30 عامًا» – فيجب التسليم بأنه، بناءً على هذه الخلفية، يدرك أكثر من أي شخص آخر أن المرشد ليس من النوع الذي يتأثر بهذه الرسالة. ولذلك، يمكن القول إن المخاطب الحقيقي في هذه الرسالة ليس المرشد، بل ثلاث فئات: صناع القرار داخل البنية الحاكمة في إيران، الحلفاء الإقليميون لإيران، والشعب الإيراني.

وختم الموقع بالتأكيد على أن هذه الرسالة يجب أن تُفهم ضمن إطار «الحرب المعرفية» المتصاعدة بين إيران وإسرائيل؛ حربٌ ميدانها الأساسي ليس الجبهات الحدودية، بل الرأي العام ومجال الإدراك.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى