إيران تتجه نحو استيراد المياه لمواجهة أزمة الجفاف في البلاد

ميدل ايست نيوز: في ظل استمرار التحذيرات بشأن شحّ المياه وعجز الحكومة الإيرانية عن إدارة أزمة الجفاف، أعلن عباس علي‌ آبادي، وزير الطاقة، أن مسألة استيراد المياه من الدول المجاورة باتت مدرجة على جدول الأعمال، مشيراً إلى إجراء مفاوضات مع كل من تركمانستان وأفغانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وقال علي‌ آبادي، يوم الثلاثاء، إن البلاد تمر بحالة جفاف مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، موضحاً أن معدلات الهطول انخفضت بنسبة 31% مقارنة بالعام الماضي، وبنسبة 44% مقارنة بالمعدل طويل الأمد.

ودعا الوزير الإيراني المواطنين إلى ترشيد استهلاك المياه، مؤكداً على ضرورة الاستفادة القصوى من الموارد المحدودة في ظل الظروف الصعبة الراهنة.

وفي جزء آخر من تصريحاته، شدد علي‌ آبادي على أن الجفاف أدى إلى تدهور أوضاع السدود في البلاد، موضحاً أن المشكلة لا تقتصر على طهران، بل تشمل أيضاً محافظات مثل خراسان، طهران، المركزي، هرمزغان، وسيستان وبلوشستان، التي تواجه بدورها أوضاعاً صعبة.

وحذّر وزير الطاقة قائلاً: “من المحتمل أن نفقد سد ماملو خلال الشهر المقبل؛ كما أن أوضاع سدود لتيان وكرج ليست جيدة”. وأضاف أن البلاد تواجه حالياً انخفاضاً بنسبة 30 إلى 40% في معدلات الأمطار ومستوى احتياطات السدود.

وأكد ضرورة تبني أساليب مختلفة للسيطرة على الاستهلاك، مشدداً على ضرورة تشجيع المستهلكين الرشيدين، ومعاقبة من وصفهم بـ”سيئي الاستهلاك” بشدة، لأنهم “يتسببون في معاناة الناس”.

من جانبه، قال بهزاد بارسا، المدير العام لشركة المياه الإقليمية في طهران، إن هذا العام هو الخامس على التوالي الذي يشهد تراجعاً في كميات الأمطار بمحافظة طهران، مضيفاً: “معدلات الأمطار هذا العام غير مسبوقة منذ 60 عاماً”.

وأشار بارسا إلى أنه تم تسجيل 153 ميليمتراً من الأمطار منذ بداية العام المائي حتى الآن، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 44% مقارنة بالمعدل طويل الأمد، و33% مقارنة بالعام الماضي.

وأوضح أن سدود طهران لا تحتوي حالياً سوى على 14% من سعتها التخزينية، مضيفاً أن كمية المياه المخزنة في السدود الفعالة انخفضت بـ170 مليون متر مكعب مقارنة بالعام الماضي، وبـ400 مليون متر مكعب مقارنة بالمعدل طويل الأمد.