برلماني إيراني يتحدث عن دور إسرائيلي في “اغتيال إبراهيم رئيسي”
قال ممثل طهران في البرلمان الإيراني إن التعاون العسكري بين الكيان الصهيوني وجمهورية أذربيجان ضد إيران يستدعي مراجعة لعلاقاتهما المشتركة.

ميدل ايست نيوز: قال ممثل طهران في البرلمان الإيراني مستذكراً ضحايا العدوان الإسرائيلي والأمريكي على إيران، إن التعاون العسكري بين الكيان الصهيوني وجمهورية أذربيجان ضد إيران يستدعي مراجعة لعلاقاتهما المشتركة.
وأضاف كامران غضنفري، خلال كلمته في الجلسة العلنية للبرلمان يوم الأربعاء 16 يوليو، أن العلاقات بين أذربيجان والكيان الصهيوني بدأت عام 1993، ومنذ ذلك الحين ظهرت مواقف معادية لإيران وللشيعة في باكو، حيث تم اعتقال عدد كبير من الشيعة وقادتهم، وتعرض بعضهم للقتل، ولا تزال هذه السياسات القمعية مستمرة حتى اليوم.
وأشار إلى أن بنيامين نتنياهو، إلى جانب رؤساء وزراء إسرائيليين آخرين، زاروا باكو مراراً والتقوا بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف. وأوضح أن هناك تعاوناً عسكرياً وثيقاً بين الجانبين، حيث تولى ضباط إسرائيليون تدريب العسكريين الأذربيجانيين خلال العقدين الماضيين، كما تم تزويد القوات المسلحة الأذربيجانية بالأسلحة الإسرائيلية.
وأكد غضنفري أن جيشي أذربيجان وإسرائيل نفذا عشرات المناورات المشتركة، كما توجد علاقات استخباراتية وأمنية وثيقة بين باكو وتل أبيب وواشنطن. وأوضح أن ضباطاً من الموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) يعملون في طابق من مبنى جهاز الأمن الأذربيجاني. كما أشار إلى وجود قواعد وتجهيزات تجسس ورادارات ومعدات حرب إلكترونية خاضعة لإشراف الموساد على حدود أذربيجان مع إيران.
وذكر أن الكيان الصهيوني أعلن قبل 13 عاماً أنه يمتلك أربعة مطارات في أذربيجان يمكن استخدامها في حال شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، مضيفاً أن وزير الدفاع الإسرائيلي صرح خلال زيارته لأذربيجان العام الماضي أن هذه الدولة ليست شريكاً استراتيجياً فقط، بل “تمثل أحد ممتلكات إسرائيل”.
وتابع البرلماني الإيراني أن الكيان الصهيوني يصف أذربيجان بـ”إسرائيل الثانية”، مضيفاً أن هناك تقارير متعددة تحدثت عن دور قاعدة الموساد في باكو في تنفيذ عمليات اغتيال داخل إيران، من بينها اغتيالات استهدفت علماء نوويين إيرانيين في السنوات الماضية.
وأشار غضنفري إلى أن إسرائيل كانت ضالعة في وفاة الرئيس الإيراني الراحل آيت الله رئيسي، بمساعدة من باكو، حيث كشف مسؤول أمريكي في جلسة مغلقة مطلع مايو 2025 عن خطة إسرائيلية لاغتيال شخصية إيرانية بارزة. وأضاف أن الرئيس الأذربيجاني أصرّ في أواخر الشهر ذاته على حضور رئيسي شخصياً لافتتاح سد “قيز قلعه سي” على النقطة الحدودية بين البلدين، رغم أن المقرر كان أن يتم الافتتاح على مستوى وزراء وليس رؤساء.
وتابع: “علينا أن ننتبه إلى أن علييف التقى قبل أيام من استشهاد رئيسي بحاخام إسرائيلي، وبعد سقوط المروحية، كشفت تقارير استخباراتية من البنتاغون أن الحادث كان نتيجة تخطيط وتعاون ثلاثي بين إسرائيل وبريطانيا وأذربيجان”. وأضاف أن عضو حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير صرح لاحقاً بأنهم “أزاحوا أكبر داعم لمحور المقاومة بقتل رئيس إيراني”، معتبراً ذلك اعترافاً واضحاً بمسؤولية إسرائيل عن وفاة رئيسي.
واستطرد ممثل طهران في البرلمان الإيراني قائلاً إن إلهام علييف، الذي لم يواجه أي رد فعل أو عقوبة من إيران إثر ممارساته العدائية السابقة، استمر في التآمر، مشيراً إلى أن النظام الأذربيجاني تعاون مجدداً مع إسرائيل خلال عدوان يونيو 2025، وسمح لطائراتها المسيرة والمقاتلة باستخدام أراضيه ومجاله الجوي لاختراق الأجواء الإيرانية.
وأكد غضنفري، استناداً إلى تقارير متعددة، أن قصف مدن تبريز وأردبيل ورشت وطهران كان نتيجة مباشرة لتعاون أذربيجان مع إسرائيل.
وفي ختام كلمته، وجه غضنفري انتقادات حادة لأداء حكومة الرئيس مسعود بزشكيان في التعامل مع أذربيجان، كما انتقد زيارته الأخيرة إلى باكو، وتصريحاته حول الاستعداد للتفاوض مع الولايات المتحدة.