صحيفة إيرانية: المفاوضات مع أميركا أداة تكتيكية يجب استخدامها من موقع قوة
أكدت صحيفة "جوان" الإيرانية أن مقاربة إيران للمفاوضات تتسم بالتكتيك والمشروطية والحذر، معتبرة أن التفاوض أداة ينبغي استخدامها في الوقت المناسب ومن موقع قوة.

ميدل ايست نيوز: أكدت صحيفة “جوان” الإيرانية أن مقاربة إيران للمفاوضات تتسم بالتكتيك والمشروطية والحذر، معتبرة أن التفاوض أداة ينبغي استخدامها في الوقت المناسب ومن موقع قوة.
وتناولت الصحيفة في تقرير لها النقاشات الجارية بشأن مسألة التفاوض في الأيام التي أعقبت الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى أن موقف الجمهورية الإسلامية من المفاوضات ليس رفضاً مطلقاً ولا قبولاً غير مشروط، بل نهج مدروس ومبني على توازن المصالح.
وفي ظل وجود تيارات داخلية ترفض التفاوض بشكل قاطع، وأخرى تدعو له دون شروط، قدّم علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى، طرحاً وسطياً واقعياً، إذ قال: “لا عجلة لدينا في المفاوضات. التفاوض هو تكتيك، ويجب أن يُترك للمرشد الأعلى اتخاذ القرار بشأن توقيت استخدامه”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي شروطاً أساسية لاستئناف أي جولة تفاوض جديدة، مؤكداً أن ذلك لن يحدث إلا إذا أبدى الطرف المقابل استعداداً للتوصل إلى اتفاق نووي “عادل ومتوازن ويقوم على المصالح المتبادلة”.
كما وجّه عراقجي تحذيراً إلى الدول الأوروبية، داعياً إياها إلى التخلي عن سياسة التهديد والضغط، وعلى رأسها آلية الزناد، معتبراً أنها تفتقر لأي أساس أخلاقي أو قانوني.
هذه التصريحات تأتي في سياق الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، التي اعتبرها كثير من المحللين محطة مفصلية في المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب.
وبحسب صحيفة “جوان”، فإن هذه الحرب أوجدت واقعاً جديداً في الساحة الدبلوماسية الإيرانية، حيث يرى محللون أن رسائل لاريجاني تحمل دلالات على ثلاثة مستويات: تحذير للتيارات الداخلية من التسرع، تأكيد موقف حازم تجاه الولايات المتحدة بضرورة الرد على سلوكها العدائي أولاً، والتشديد على استمرار خيار المقاومة والتنسيق بين الدبلوماسية والميدان.
وفي ختام تقريرها، شددت الصحيفة المحافظة على أن التفاوض لا يعني بالضرورة الضعف، كما أن الإصرار عليه لا يرمز إلى القوة، بل هو أداة تكتيكية يجب توظيفها وفقاً للظروف. وأضافت أن “اليد الإيرانية اليوم أقوى مما كانت عليه في السابق”، وأن اتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات يعود إلى المرشد الأعلى.
واعتبرت جوان أن من يظنون أن إيران باتت في موقف ضعف بعد هذه الضربات الجوية، أو أن الولايات المتحدة والغرب لم يعودوا بحاجة للتفاوض معها، يخطئون التقدير. واستشهدت بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال إنه لا يشعر بعجلة للتفاوض، وأن على الإيرانيين اتخاذ المبادرة. كما أشارت إلى مواقف مماثلة من الأوروبيين.
ورأت الصحيفة أن تكرار هذه التصريحات من جانب الغرب لا يدل إلا على استمرار حاجته للتفاوض مع طهران، وخشيته من قدرتها، سواء النووية أو السياسية والشعبية. وختمت بالقول إن “اليد الإيرانية لا تزال مليئة بالحجج والقوة العسكرية، والتفاوض ما زال يحتفظ بمنطقه. ويجب السماح للنظام باتخاذ القرار في الوقت والمكان المناسبين. أما أوروبا وأمريكا، إن كانتا لا ترغبان فعلاً في التفاوض، فلتلتزما الصمت ولا تُظهرا هذا القدر من الحاجة”.