موجة أعطال تضرب إيران: من توقف الإنترنت إلى تعطل الـVPN ثم شلل في المعاملات البنكية

واجه المستخدمون الإيرانيون خلال الأيام الماضية سلسلة من الاضطرابات في البنية الرقمية، شملت تباطؤاً حاداً في الإنترنت وتعطلاً في عمل خدمات الـVPN ومشاكل في GPS بعض التطبيقات، إلى أن وصل الأمر اليوم إلى توقف عمليات الدفع البنكي.

ميدل ايست نيوز: في ظل الاضطرابات الرقمية الواسعة في إيران، تعطّل اليوم نظام “شابرَك” المركزي للدفع الإلكتروني، ما أدى إلى خروج أجهزة الدفع الإلكتروني عن الخدمة في أنحاء البلاد. وقعت هذه الأزمة تزامناً مع تباطؤ شديد في شبكة الإنترنت، وتعطّل تطبيقات كسر الحجب (VPN)، واختلال في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما أدى إلى تعطل الحياة اليومية لملايين الإيرانيين، وأثار تحذيرات متجددة بشأن هشاشة البنية التحتية الرقمية في البلاد.

وأدى خلل كبير اليوم السبت في شبكة الدفع الإلكتروني في إيران إلى ظهور رسائل “فشل العملية” لملايين المستخدمين خلال عمليات الشراء. تعطّلت أجهزة الدفع في متاجر كثيرة، وتوقفت إمكانية الدفع بالبطاقات البنكية بالكامل لفترة من الوقت. وأظهرت التحقيقات التي أجرتها وسائل إعلام محلية، من بينها “ديجياتو”، أن مصدر الخلل هو نظام “شابرَك”، ولا علاقة له بشركات خدمات الدفع (PSP).

لكن هذا ليس الخلل الوحيد الذي طال الحياة الرقمية اليومية للمواطنين الإيرانيين. فقد واجه المستخدمون الإيرانيون خلال الأيام الماضية سلسلة من الاضطرابات في البنية الرقمية، شملت تباطؤاً حاداً في الإنترنت وتعطلاً في عمل خدمات الـVPN ومشاكل في GPS بعض التطبيقات، إلى أن وصل الأمر اليوم إلى توقف عمليات الدفع البنكي.

تعذر الدفع عبر البطاقات

وبحسب تقارير ميدانية، بدأت مشاكل أجهزة الدفع نحو الساعة 11:15 من صباح السبت، فتوقفت أجهزة الدفع الثابتة والمتحركة وحتى بعض بوابات الدفع الإلكترونية. لأكثر من ساعة، لم يكن بالإمكان الشراء باستخدام البطاقات البنكية في العديد من المحال، واضطر المواطنون إلى الدفع نقداً أو التراجع عن الشراء.

وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تكن المشكلة قد حُلّت بالكامل، ولا تزال أجهزة الدفع خارج الخدمة. كما أن خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول تواجه صعوبات كبيرة، وتعمل التطبيقات ذات الصلة ببطء شديد. ولم يصدر مركز “شابرَك” توضيحاً رسمياً بشأن أسباب الخلل، في حين أشار بعض الخبراء إلى أنه ناتج عن “خلل شامل في النواة المركزية لنظام الدفع الوطني”.

وفي الأسبوع الماضي، تزايدت شكاوى المستخدمين من تعطل خدمات كسر الحجب، خصوصاً تطبيقات VPN واسعة الاستخدام. كما واجه الملايين من الإيرانيين تباطؤاً شديداً في تصفح الإنترنت، وانقطاعات متكررة في الوصول إلى تطبيقات مثل واتساب وتلغرام وإنستغرام، فضلاً عن انقطاع الوصول إلى بعض خدمات غوغل.

وعلى صعيد آخر، اشتكى مستخدمو تطبيقات الخرائط مثل “نشان”، و”بلد”، و”غوغل مابس”، من مشاكل في تحديد المواقع وظهور مسارات غير صحيحة. وتشير التقديرات إلى أن هذه الاختلالات ناتجة عن عمليات تشويش وتلاعب بإشارات الأقمار الصناعية، وهي ممارسات سبق أن استُخدمت في ظروف أمنية خاصة. ولا تزال مشاكل GPS قائمة، بينما تقول وزارة الاتصالات الإيرانية إن هذه القيود فُرضت لأسباب أمنية وستستمر حتى عودة الأوضاع إلى طبيعتها.

هذه التطورات تثير قلقاً متزايداً، إذ تؤدي الاضطرابات المتكررة في الخدمات الرقمية إلى تآكل ثقة المواطنين في استقرار البنية التحتية، وتُشعرهم بالعجز عن إنجاز احتياجاتهم اليومية، من دفع الأموال إلى التنقّل والوصول إلى المعلومات الأساسية.

وفي وقت تروّج فيه الحكومة الإيرانية لخطط رقمنة الخدمات العامة، فإن هذا النوع من الأعطال لا يُربك فقط الحياة اليومية، بل يُضعف أيضاً الثقة المجتمعية بالتكنولوجيا.

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، عبّر مستخدمون إيرانيون عن استيائهم الشديد من توقف أجهزة الدفع، حيث كتب البعض أن “جهاز الدفع الإلكتروني لا يعمل لشراء الخبز أو الدواء، ولا نملك مالاً نقدياً”، فيما أشار آخرون إلى أنهم كانوا في صدد دفع أقساط أو غرامات وتوقفت معاملاتهم في منتصفها.

تمثل هذه الأعطال – من تعطّل أجهزة الدفع، إلى الإنترنت وGPS وتطبيقات VPN – مؤشراً مثيراً للقلق بشأن عدم استقرار البنية التحتية الرقمية في إيران. وعلى الرغم من أن لكل منها أسباباً فنية أو أمنية محتملة، فإن غياب الشفافية واستمرار تكرارها فاقما من القلق العام.

وفي ظل اعتماد الحياة اليومية بشكل متزايد على الخدمات الإلكترونية، والدفع الرقمي، والملاحة الذكية، فإن هذه الاضطرابات لا تُعد مجرد تحذيرات فنية، بل مؤشرات على أزمة أعمق تتعلق بالثقة والحَوكمة الرقمية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى