إيران… تحذيرات من أزمة مياه متفاقمة بسبب الجفاف وسوء إدارة الموارد

قال أستاذ في كلية البيئة في جامعة طهران إن انخفاض كميات المياه الواردة إلى السدود يعود بشكل رئيسي إلى تراجع الهطولات المطرية والتغيرات المناخية.

ميدل ايست نيوز: قال أستاذ في كلية البيئة في جامعة طهران إن انخفاض كميات المياه الواردة إلى السدود يعود بشكل رئيسي إلى تراجع الهطولات المطرية والتغيرات المناخية، التي أدت إلى تراجع تدريجي في إمكانية الوصول إلى الموارد المائية الكافية والمرغوبة، مضيفا أن موجات الجفاف طويلة الأمد التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية أثّرت على مختلف مصادر المياه والمستخدمين. واعتبر أن السبب الأبرز لانخفاض واردات المياه هو تراجع كمية الأمطار، إلى جانب الاستهلاك المفرط في مناطق أعالي السدود، ما يؤدي إلى انخفاض كميات المياه المخزّنة خلف السدود.

وفي تصريح لوكالة “إيلنا” أشار مهدي إسماعيلي بيدهندي، إلى أهمية تحديد الأولويات في التخطيط، داعياً إلى إدارة وتخفيض مخصصات المياه في قطاعي الزراعة والصناعة.

وشدد الأستاذ الجامعي على ضرورة التوقف عن زراعة المحاصيل غير الضرورية أو غير الاستراتيجية، خاصة في المناطق التي تعاني من شحّ مائي واضح. موضحا أنه في ظل الجفاف وقلة المياه خلف السدود، ينبغي تحديد الأولويات لتخصيص المياه للأغراض الأكثر أهمية، في حين يمكن تقليص حصة الاستخدامات غير المرتبطة بالأمن القومي، بل ويمكن اللجوء إلى الاستيراد لتعويض تلك الاحتياجات.

ولفت إلى أن معدلات تبخّر المياه في إيران تعادل ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، وهو ما يزيد من حدة الأزمة، نظراً لوقوع البلاد ضمن الحزام الجاف والحار من الكرة الأرضية. وأوضح أن هذا الموقع الجغرافي يجعل من تبخر المياه المخزنة خلف السدود أسرع بثلاث مرات من المعدلات العالمية، حتى إن الكميات المحدودة التي يتم تخزينها تتعرض للفقد بوتيرة متسارعة.

وأضاف أستاذ كلية البيئة في جامعة طهران أن السدود، وإن كانت ضرورية، تسهم بشكل غير مباشر في زيادة نسبة التبخر. فالمياه التي كانت تجري سابقاً في الأنهار وتغذي المياه الجوفية، أصبحت الآن تُخزن في حواضن خلف السدود حيث تتعرض للتبخر بشكل أكبر مما كانت عليه حين كانت تسير في مجراها الطبيعي. ودعا إلى الاستفادة من التقنيات المتاحة حالياً للحد من معدلات التبخر وإدارة هذا الجانب بفعالية.

وفي ما يتعلق بالمخاطر التي يسببها انخفاض المياه خلف السدود على المدن، أوضح إسماعيلي بيدهندي أن استمرار هذا التراجع قد يؤدي إلى نقص في المياه المخصصة للاستهلاك البشري، وقد تواجه بعض المدن الكبرى حالات تقنين أو حتى سيناريوهات أكثر حدة قد تشمل انقطاعاً كاملاً في إمدادات المياه.

وقال إن مسألة المياه، إلى جانب تأثيرها على الصحة العامة والبيئة وسلامة المواطنين، قد تؤدي إلى نشوء توترات اجتماعية، بالنظر إلى أن موضوع المياه مرتبط ارتباطاً مباشراً بالأمن الوطني. وأضاف أن المياه قد تشكل نقطة ضعف حقيقية تمس الأمن القومي في حال استمرار هذا التراجع.

وختم الأستاذ الإيراني بالقول إن الخصائص الجغرافية والمناخية لإيران واضحة ومعروفة، ولا يمكن توقع أن تتمتع البلاد بوفرة مائية كما في بعض الدول الأخرى ذات المناخ المعتدل. وأكد أن المسؤولين على دراية بهذه الظروف، غير أن ما إذا كانت هذه المعرفة ستُترجم إلى خطوات عملية يبقى موضع تساؤل.

اقرأ أكثر

عام شديد الصعوبة.. أزمة المياه في طهران تعود إلى الواجهة مجدداً

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى