عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: لا فائدة من التفاوض مع أميركا ولا مع أوروبا

أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أن إيران لا تعارض مبدأ التفاوض، لكنها لا ترى فائدة في مفاوضات لا تُفضي إلى نتائج ملموسة.

ميدل ايست نيوز: في ظل التهديدات المتزايدة من قبل الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بتفعيل آلية الزناد، ومع دخول التوترات بينها وبين إيران مرحلة حرجة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل باروت أن بلاده، بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين، ستلجأ إلى تفعيل هذه الآلية بحلول نهاية شهر أغسطس المقبل، أي خلال أقل من ستة أسابيع، في حال عدم التوصل إلى تقدم ملموس بشأن الملف النووي الإيراني.

في السياق ذاته، نقل مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال”، لورانس نورمان، أن الأوروبيين أبلغوا إيران بإمكانية تأجيل تفعيل الآلية، إذا أبدت استعداداً للتفاوض بشأن برنامجها النووي. كما أفاد الجهاز الإعلامي التابع للحرس الثوري الإيراني، يوم الأحد 20 يوليو الجاري، أن طهران والدول الأوروبية الثلاث اتفقت على استئناف المفاوضات النووية.

وفي هذا السياق، أجرى موقع “دیده‌ بان ایران” حواراً مع العميد إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بشأن احتمالية تفعيل الآلية من قبل الدول الأوروبية. وقال إن أكثر من يتجاوز الحدود في هذا الملف هم الأوروبيون أنفسهم. فالدول الأوروبية، التي شاركت إلى جانب الولايات المتحدة في توقيع الاتفاق النووي، لم تلتزم بتعهداتها بعد انسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق، بل عملت على تشديد العقوبات بالتنسيق مع واشنطن، ما جعل تهديدها الحالي “مدعاة للدهشة”.

وأضاف نائب طهران في البرلمان أنه لم يتبقَ للغرب الكثير من أدوات الضغط، حيث إنهم استخدموا بالفعل معظم وسائل العقوبات، ولذلك فإن على إيران أن تتعامل مع هذه التهديدات بذكاء وحذر، وألا ترهبها مصطلحات مثل “آلية الزناد” على حد تعبيره، مؤكداً أن الغربيين فعلوا كل ما بوسعهم حتى الآن في مجال العقوبات.

وفي معرض تعليقه على الهجمات التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية، أكد كوثرى أن الولايات المتحدة وإسرائيل انتهكتا القانون الدولي بشن تلك الهجمات، رغم أن هذه المنشآت تخضع لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أكدت مراراً أن هذه المواقع لا تشكل خرقاً. وسأل كوثري: “ما جدوى الوكالة إذا لم تستطع حماية المنشآت الواقعة تحت رقابتها من القصف؟”

وأشار إلى أن على الدبلوماسيين الإيرانيين أن يفتحوا هذا الملف قانونياً مع الجانب الأوروبي، رغم إدراك طهران بأن الأوروبيين لا يملكون الإرادة السياسية للوقوف بوجه الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن من المهم أن يجري العمل ضمن الأطر القانونية لفضح هذه المواقف أمام الرأي العام العالمي. وقال: “كما أن هناك مظاهرات اليوم ضد أمريكا وإسرائيل، يجب أن ترفع الشعارات أيضاً ضد الدول الأوروبية الثلاث”.

وفي معرض حديثه عن مستقبل المفاوضات، أكد كوثري أن إيران لا تعارض مبدأ التفاوض، لكنها لا ترى فائدة في مفاوضات لا تُفضي إلى نتائج ملموسة، مضيفاً أن التجربة أثبتت أن الحوار مع الولايات المتحدة عديم الجدوى، كما أن الأوروبيين لم يثبتوا مصداقيتهم. وأشار إلى أن ألمانيا تحديداً شجّعت إسرائيل على مهاجمة إيران، ولا تزال تزوّدها بالسلاح.

وقال إن الأوروبيين إذا أقدموا على تفعيل آلية الزناد، فإن إيران سترد بإجراءات مضادة، قد تشمل الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT). وأضاف أن هذا القرار سيكون الخيار الأخير، لكنه وارد إذا نفّذت أوروبا تهديداتها، كي تدرك أنها لا تتعامل مع طرف لا يملك خيارات.

وختم عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بالتأكيد على أن الدبلوماسيين الإيرانيين يجب أن يتعاملوا مع الأوروبيين من موقع قوة ومطالبة، لا من موقع دفاع. وسأل: “من هم الغربيون حتى يسمحوا لأنفسهم بتدمير الدول وإغراقها في الحروب دون محاسبة؟” ودعا إلى مواجهة الأوروبيين بتناقضاتهم، لا سيما في ظل دعمهم لما وصفه بـ”جرائم إسرائيل ضد المدنيين في غزة ومناطق أخرى”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 17 =

زر الذهاب إلى الأعلى