الدبلوماسية الإيرانية في الدقيقة 90: هل يمنع اجتماع إسطنبول تفعيل آلية الزناد؟

تعقد هذه الجولة من المحادثات في إسطنبول بينما يشهد منسوب الثقة بين إيران والترويكا الأوروبية تراجعاً غير مسبوق.

ميدل ايست نيوز: رغم التهديدات المتكررة بتفعيل آلية الزناد ودخول التوترات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث مرحلة حساسة، من المقرر أن يجتمع مسؤولون من إيران والترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) يوم الجمعة المقبل في إسطنبول على طاولة المفاوضات.

وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن جولة جديدة من المحادثات النووية ستُعقد يوم الجمعة في إسطنبول، وستُجرى على مستوى نواب وزراء الخارجية بهدف مناقشة الخلافات الأخيرة حول تنفيذ الالتزامات ضمن الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة).

ويأتي الإعلان عن هذه الجولة بعد أن كانت وكالة تسنيم قد أفادت في وقت سابق بأن إيران والدول الأوروبية الثلاث توصلت إلى اتفاق بشأن بدء جولة جديدة من المفاوضات. وأكدت مصادر مطلعة أن الهدف الأساسي من هذه المحادثات هو الحيلولة دون تصاعد الأزمة ومنع عودة محتملة لعقوبات مجلس الأمن الدولي من خلال آلية الزناد.

تهديدات أوروبية وتحذيرات روسية

على مدار الأسابيع الماضية، أصدرت الدول الأوروبية الثلاث بيانات حذرت فيها مما وصفته بـ”استمرار إيران في خرق التزاماتها النووية”، ملوّحة بإمكانية تفعيل آلية الزناد في حال عدم استئناف المفاوضات. وإذا تم تفعيل هذه الآلية، فقد تؤدي إلى إعادة تلقائية للعقوبات الدولية على إيران.

لكن هذه التهديدات قوبلت بردود فعل قوية على المستوى الدولي، حيث أكد ميخائيل أوليانوف، المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، في تعليقه على الرسالة الأخيرة التي وجهها عباس عراقجي إلى مجلس الأمن، أن الدول الأوروبية الثلاث لا تملك حقاً قانونياً أو أخلاقياً في تفعيل آلية الزناد.

وأشار أوليانوف إلى أن الدول الأوروبية نفسها لم تفِ بالتزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وبالتالي لا يمكنها أن تتصرف كطرف شاكٍ.

هل تنجح محادثات إسطنبول في تعطيل “الزناد”؟

في ظل الضغوط السياسية الأوروبية المتزايدة، وتحذيرات إيران المتكررة من تقاعس الغرب عن الوفاء بالتزاماته، تُعد محادثات إسطنبول فرصة دبلوماسية في اللحظات الأخيرة لتجنب التصعيد. مشاركة شخصيات مثل كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي في الفريق الإيراني المفاوض تدل على جدية طهران في استثمار هذه الفرصة.

ورغم ذلك، لا يمكن استبعاد احتمال تفعيل آلية الزناد ما لم تفضِ محادثات إسطنبول إلى نتائج ملموسة أو إلى اتفاق حول استمرار عملية التفاوض. إذ تسعى أوروبا إلى إثبات أنها ما زالت تمتلك زمام المبادرة الدبلوماسية، في حين تُشكك إيران، بدعم من روسيا، في مشروعية هذا الإجراء العقابي.

وتعقد هذه الجولة من المحادثات في إسطنبول بينما يشهد منسوب الثقة بين إيران والترويكا الأوروبية تراجعاً غير مسبوق. ومع ذلك، قد تمثل هذه المحادثات فرصة لوقف مسار التصعيد والعودة إلى نهج الحوار، إذا ما توفرت إرادة حقيقية لدى الطرفين لخفض التوتر وإحياء المسار الدبلوماسي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى