من الصحافة الإيرانية: تفعيل آلية الزناد سيضر أوروبا كما إيران

قال خبير في السياسة الخارجية إن تفعيل آلية الزناد لن تكون عواقبه محصورة على إيران وحدها، بل قد يؤدي إلى تطورات وأحداث غير متوقعة بالنسبة لأوروبا والغرب.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في السياسة الخارجية إن تفعيل آلية الزناد لن تكون عواقبه محصورة على إيران وحدها، بل قد يؤدي إلى تطورات وأحداث غير متوقعة بالنسبة لأوروبا والغرب. وأضاف أن هذا القلق من التبعات السلبية المحتملة، إلى جانب التهديدات الإيرانية الموجهة إلى أوروبا بهذا الخصوص، قد يكون دفع الأوروبيين إلى المزيد من الحذر والرغبة في إعطاء فرصة جديدة للدبلوماسية، أملاً في التوصل إلى حل يبدد الهواجس المتبادلة.

مرتضى مكي، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية، قال في مقابلة مع وكالة “إيلنا” إنه بعد فترة توتر غير مسبوقة بين إيران وأوروبا منذ الثورة الإسلامية، تظهر الآن بوادر أمل لاستئناف الحوار مع الحكومات الأوروبية. وأشار إلى أن التطورات الأخيرة، كالحرب الروسية على أوكرانيا، وأحداث خريف 2022 في إيران، وتصاعد النزاع في غزة خلال العامين الماضيين، أسهمت في تموضع الأوروبيين إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة، ونظرهم إلى إيران كخطر أمني.

وأوضح أن أوروبا كانت تلعب سابقاً دور الوسيط في الملف النووي الإيراني، ساعية للوصول إلى آلية تحقق وتثبت سلمية البرنامج. لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، تحوّلت إيران في نظر الأوروبيين من مجرد “مسألة” إلى “تحدٍّ” حقيقي، وتغيرت لهجتهم تجاهها إلى لهجة أكثر حدّة. وخلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، عبّرت الدول الأوروبية صراحة عن دعمها لإسرائيل والولايات المتحدة، واستخدمت آلية الزناد كأداة سياسية لفرض مطالبها على طهران، مما أدى إلى حالة من الجمود في العلاقات، وأدى إلى تعطيل المفاوضات التي كانت تُجرى خلال الأشهر الماضية.

وأشار الخبير في السياسة الخارجية إلى أن الجولة المرتقبة من المفاوضات، والتي تم الاتفاق عليها بعد محادثات غير مباشرة بين مسؤولي الجانبين، تشكل فرصة جديدة لكل من طهران وأوروبا. إذ أن تفعيل آلية الزناد لا يضر إيران فقط، بل قد ينعكس سلباً على أوروبا أيضاً، وهو ما يجعل الأوروبيين أكثر ميلاً للتهدئة واستئناف المسار الدبلوماسي. وأعرب عن أمله في أن تسفر اللقاءات المرتقبة بين إيران والترويكا الأوروبية، والتي من المتوقع أن يشارك فيها كل من كاظم غريب‌ آبادي ومجيد تخت‌ روانجي، عن نتائج ملموسة، مؤكداً أن البدائل في حال فشل هذه المحادثات لن تكون بنّاءة.

وحول دور الولايات المتحدة في هذا الملف، أشار مكي إلى أن أوروبا أصبحت الآن على خط واحد تقريباً مع واشنطن وتل أبيب، وأن مطالبها من إيران لا تختلف كثيراً عن المطالب الأمريكية، بل تُطرح أحياناً بلهجة أكثر حدّة. ورأى أن الخلافات الداخلية داخل الإدارة الأمريكية، خصوصاً في عهد ترامب، حول أسلوب التعامل مع إيران، لم تكن موجودة بالقدر نفسه لدى الأوروبيين، حيث بدت الدول الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) منسجمة في موقفها.

وأشار الخبير الإيراني إلى أن المفاوضات بين إيران وأمريكا وصلت إلى طريق مسدود بعد الهجمات التي شنتها واشنطن وتل أبيب، وأن الحديث عن عودة سريعة للمفاوضات يبدو غير واقعي، خاصة في ظل شروط أمريكية لا يمكن أن تقبلها طهران. ومع ذلك، فإن الحوار مع أوروبا قد يفتح نافذة جديدة للدبلوماسية، وفق تعبيره.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة رغم محاولاتها فرض سياسة أحادية، إلا أنها أدركت في ملفات مثل الحرب في أوكرانيا أنها لا تستطيع المضي قدماً دون دعم أوروبي، وهو ما يدفعها إلى تعديل تكتيكاتها ومحاولة التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين، لا سيما في مواجهتها مع روسيا. وبالتالي، فإن العودة إلى مسار التفاوض مع أوروبا قد يشكل فرصة جديدة لطهران، وربما يؤدي إلى نتائج إيجابية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى